لماذا بن شملان..!!
كاتب/مهدي الهجر
كاتب/مهدي الهجر

" خاص - مأرب برس "

بعد طول شوق وترقب وانتظار, بل وتوجس , تمخض المشترك ,فجاء الجبل بجبل ,وجاء المخاض في حينه بفضل الله سهلا ميسرا ,

بشارة خير ,وانطلاقة مشروع , وعنوان مرحلة .. كانوا يريدونه خديجا قبل أوانه ,أو تكوينا مشوه ,راهنوا على ذلك ,والقوا بها سهام ,متكئين فيها على رؤية سابقة ,وخبرات متراكمة في مجال المهاوشة والتفريخ والتهريج وإدارة الأزمات على كل مستوى كياني سياسي كان أو اجتماعي ,غير أنها حيوية وإرادة كبار حلمنا ,تلك الرؤوس والقمم ,امتداد مشروعنا النضالي وهمنا الوطني .

من غيرهم.... ..قيادة المشترك ؟

كانت التكهنات والتحليلات عديدة ومتباينة إزاء مرشح المشترك ,بين هذا أو ذك ,غير أن أصحاب الرؤية والخبرة في مجال التعاطي مع الراهن والمستقبلي كانوا يعتقدونه بن شملان ,ويتمنون على الله أن لا يكون سواه ,لاعتبارات واقعية وموضوعية تفرضها المصلحة العامة القريبة والبعيدة ,والواقع أن المشترك وهو الخبير في قراءة البيئة ومساراتها وتجلياتها ,فضلا عن كونه الأكثر هما والتزاما ورؤية وحراك ,قد قدرها تماما واستوعبها بعد أن قلبها كثيرا وفكر وقدر ثم قرر .. حيثيات هذا الفعل المشهود والذي نحسبه تاريخي في شهوده الآن وفي دلالاته المستقبلية تتمثل في الحواسم التالية:

- لان بن شملان السياسي المحنك والمقتدر والذي تغلب عليه حرفيته الاقتصادية ومهاراته الإدارية والمؤسسية فهو انسب من يحتاجه شعبنا في مواجهة التحديات الحالية والقادمة ,إذ العاجل فيها للمتغير الاقتصادي ,والبناء الإداري والمؤسسي ,هذه الأخيرة ان استوت بمداميكها عم الاستقرار والقبول الإقليمي والدولي ...

- لان بن شملان شخصية مستقلة فهو محل قبول الجميع وقاسم ومشروع أب للجميع ,لا يخصخصه حزب ,او تحتويه فئة ,وهذا محل تعقيدات وإشكالات الأمس واليوم ,وكأن المشترك أراد أن لا تتكرر أخطاء المشاهد السابقة ..

ثم إننا نحمده صنيعا للمشترك ولقطبيه تحديدا الإصلاح والاشتراكي ,إذ تجردوا بصدق وموضوعية للوطن والمصلحة العامة, وابتعدوا عن الأنانية والحسابات الحزبية الضيقة ,ولو خسرتها أحزابهم فرص محتملة ,أو في اقلها تسويق سياسي شعبي لقياداتها ,وهذه الأخيرة مكاسب حزبية مؤكدة في الحسابات القريبة ..

المؤشر هنا المصلحة العامة والوطن تحديدا ,والى أن هذا الفعل الايجابي والمحمود سابقة في سياق التجارب الديمقراطية المرصودة ..

,ثم انه من جهة أخرى محمودا لبعض التكوينات القبلية والتي كان يسعها حالها وتهبها مقدراتها وإمكاناتها الأخرى فضلا عن عمقها التاريخي والنضالي الحيز الأوسع في الميدان ,وفرصتها في السباق ,غير أنها أبت إلا تعزيز هذا الفعل الرشيد وتمكين هذه السابقة ..

- اثبت المشترك هنا بفعله لا بخطابه عمقه وصدقه وانصهاره في قضية الوحدة الوطنية ,وفي ضرورة أن تتعمق وان تتجذر ممارسات وسلوك ,من خلال التعاطي العادل والصرف مع المتغير السياسي والاجتماعي ..

أن يكون رئيس الجمهورية من أبناء حضرموت أو غيرها من المحافظات الجنوبية الأخرى ,فلا اعتقاد البتة بوجود أي مؤشر قلق او تداعي سلبي في هذا الإطار ,ثم إن وزقة المناطقية والمذهبية ستختفي تماما وسيوارى على نتنها التراب ..

وهي لم تستيقظ فتن وأزمات وتشنجات إلا بفعل ما أنتجه وافرزه الشاهد السياسي اليوم من ظلم اجتماعي وفئوي ,تبدت أعراضه المؤلمة فيما نسمعه اليوم علنا في الشارع أو المنتديات من مفردات تقع على السامع اشد من وقع السهام ,حشدت ولو في الإطار الذهني والغير واعي اصطفاف مذهبي ومنا طقي ,هذه المؤشرات المرعبة التي لو قدر لها أن تستمر في نفس المناخ الذي بذرها وأنبتها فإنها لا قدر الله ستأتي بكسور وشقوق وجراحات من الصعب أن تند مل ..

ولعل المشترك في أدائه المتجرد والذي جاء في تكوينه مسكونا بهذا الهم والقلق قد أحسن التعامل بامتياز إزاء مواجهة هذه المخاطر ..

قد يقول مشاكس هنا قد فعلها الشعبي العام من قبل فيما يتعلق بهذ الأمر وجاء بنموذج با جمال الذي يمثل نتاج الحكمة والرشد , والرد هنا فيما قاله الدكتور الفقيه في سياق تحليله للظاهرة الباجمالية .

ملخصه ان باجمال لم تفرضه المصلحة العامة وقراءة الواقع ...وإنما دواعي ومصلحة النظام ,اذهو الأنسب في الوقت الراهن تماما في القيام بالدور الرسمي والتنظيمي ,وهي في النهاية مصلحة بين الطرفين مقدرة ومحققة ..

باجمال غير مرغوب تنظيميا وجغرافيا فليس هو ربيب وحب الشعبي العام ,بل ربما بغيضه ,

وليس هو الابن البار لبني جلدته ,بل ربما العاق لهم بامتياز ,نأت به عن ذلك مصلحته الشخصية المفرطة ,ومن ثم كانت تلك هي مؤهلاته لتدفع به الى حيث هو الآن ..التحليل هنا للفقيه وآخرون ,وهي حقائق مستوحاة من منابعها ..الحال يختلف إذن في المشهدين ,وفي مقارنة الصورتين ,حيث هناك عشرة اختلافات بين كلتا الصورتين يمكن للأعمش البصير تمليها بسهولة ويسر ..

- ولان بن شملان بأريحيته وهدوئه وسمته بحكم وراثته لها من بيئته الحضرمية الودودة الهادئة الدمثة ,فقد يكون عافية المشهد القادم بعد طول انفعالات وتشنج وطفح ,أفرزتها الأحداث والطبائع ,ولعلها رحمة الله يداولها عقب كل نقيض ,والتي تتبدى هنا باليسر عقب العسر والسعة عقب الضيق ,والصفاء عقب الضابية ..

وعلى أية حال هي قراءة من بعيد لهذا الفعل الذي نحسبه رشيدا وموفقا بمقاييسه ,واتجاهاته ويغطي فضاءات عده ..فهو محل رضا وقبول الداخل بفرقائه وفواعله المختلفة وهو محل رضا وقبول الفاعل الإقليمي والدولي ومن جهة أخرى استجابة لضرورات وأولويات ملحة يهناك يا لمشترك ضربة معلم .


في الأحد 02 يوليو-تموز 2006 09:28:46 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=307