شكراً للفضيلة القادمة من الشمال؟!
فكري قاسم
فكري قاسم

 

الإنسان الراقي ليس طفرة اوضربة حظ, بل مُرتهن بدرجة تطورالمجتمع.  * نيتشه.. 

  

 ***  

  

لماقامت الوحدة اليمنية عموماً,نظر العالم الى هذه البُقعة من الارض 

  

باعجاب,ونظر النهّابة الى(البُقَع)كمتنفس وبحر و(زلط)!.ولأول 

  

مرة يجد(الجعَّاثون)انفسهم مُلتزمين بأحترام اشارة المرور في بلدهم؟! 

  

ولقدفعلوا ذلك وهم يبدون اعجاباً بما في(عدن)من قانون يسري على الصغير والكبير,وتلك فضيلة هدمنا ابوها مع الوقت.اليمني ببساطة لايصيرجَعّاثاً الا حينمايجد فُسحة لذلك. 

  

*قبل الوحدة كان يوجد في الجنوب نظام وقانون ومجتمع مُنفتح وقضاء لاتتئآكل في أدراجه قضايا الناس. 

  

وماكانش في معاهم(زلط)ولاجنابي ولابنادق,ولاأسواق مكتظة بشوالات البطاط والطماط,بحركة البيع والشراء الرأسمالية ان صح تسميتها كذلك. 

  

كان الطابور في الجنوب وحده الذي يدفعك للأمام.وكل شيء بالدور. 

  

في الشمال كان كل شيء موجود.. 

  

البطاط والطماط والبسكويت والمطر والبرد,عدا الطابور والقانون كانا غائبين؟! 

  

>ذات يوم قريب,قال أحدهم- في (مقيل)- ليضع مقارنة الفضيلة: 

  

 - شوف كيف (كانين) النسوان حقهم(مُقعِشات)بشعورهن,وكيف هن اليوماغلبهن مُحجبات والحمدلله؟! 

  

كل هؤلاء المشعوذين يحاولون ان يعطوا لهذا الشكل من العبث,ولهذا الشُح في الضمير,ملامح دولة ودين! 

  

شكراً للوحدة التي حجَبَت النسوان عموماً,وحجَبَت الرجال في بيوتهم كمان!... 

  

شكراً للفضيلة وللزلط والطماط والبطاط القادم من الشمال؟! 

  

 لكن-وهو مجرد سؤال اهبل:هل يمكننا-مثلاً- أن نُطلِق صفة الفضيلة علىمن يقتل مواطنيه ويتنكرلعهوده؟..لاأعتقد. 

  

>يستطيع المرء بواسطة القُبح ان يصل الى أعلى السلطات,لكنه لن يصل عبرها الى المجد. 

  

يستطيع الملوحون بالإنفصال أن يُشمِّتوا بـ(الدحابشة) الُمفرشين واصحاب العربيات,واصحاب الدكاكين والمحلات الصغيرة,لكنهم لن يستطيعون عبر ذلك ان يبلغوا درجاتٍ من الإحترام! 

  

>قبل سنة90م كُنّا دولتين منفصلتين,وشعب واحد.اليوم صرنا دولة واحدة ,وشعبين مُختلفين!؟اوهكذا يبدو الحال..ياخسارة. 

  

نظام صنعاء(المنُتصر)لم يفرق بين انه دحرحزباً كان شريكاً في صنع الوحدة,ام دحر-في الجنوب- مجتمعاً وحدوياً حتى النخاع؟! 

  

ومثلهم تماماً الآن,بعض المحتجين- نتيجة اوجاع بلغت الحلقوم فعلاً- هم 

  

الآخرين لم يفرقوا بين شِلة سلطوية عابثة,ومجتمعاً وحدوياً-في الشمال- 

  

يعاني هو الاخر؟ 

  

>الوحدة مُعمدة بالدم..سيقول ذلك,الذين لايريدون أن يتكدروا بماهو حاصل من شرخ اجتماعي في قلوب الناس,وكأن الوحدة بطريقة ما أهم من اُلفة الُمجتمع؟! 

  

حسناً,لابد أن النازيين القُداما طمأنوا أنفسهم بالطريقة ذاتها! 

  

>الأنفصال هو الحل..سيقول ذلك,الذين لايريدون لأكثرمن 20مليون مواطن يمني ان تنتصر فيهم قيم المحَبة,على قيم القُبح لدى (شِلة)لصوصونافذون,اليوم بكرة,بعد سنة,بعد عشر,سيزبطهم الكل,وتبقى البلد.واننا 

  

كشعب واحد,حرام والله نقضي بقية حياتنا في هذه الحالة من الإستنفار,البنادق مصوبة الى رؤوس بعضنا,والأصابع ترتجف على الزنّاد؟! 

  

وحينما يأخذ الوهم مكانه بأن اعداءً يخططون لخراب الوطن, تستطيع السلطة ان تبررافعالها(القبيحة) باسم المنفعة العامة,مغمضة عيونهاعن الأذى الذي تلحقه بالمجتمع.وبتماسكهم ايضاً. 

  

ولاحظوا معي هذا: 

  

- جلست استمع لأغنية المرحوم علي بن علي الانسي(يااخي العامل ياابن اليمن). 

  

مخمَخت معها ولما تذكرت أنه شمالي(دحباشي) طفيت المسجلة.يعني احنا ناقصين(دحابشة)يتغنوا بالوحدة كمان؟! 

  

 التوقيع"جنوبي" طفشاااان من الوحدة. 

  

-ماعد يشتوا اصحاب الجنوب؟ يتحمدوا الله علينا,كانوا يخوروا الحبة الطماطيس.والان بعدما صلحنا لهم بلاد كانت خرابة,تبَطَّروا(!) 

  

إهي والغُنُج؟!

 

 التوقيع "شمالي"طفشااان يدافع عن الوحدة؟! 

  

 

  

 *** 

  

في كل الأحوال,,علينا الا نلوم احداً منهما. 

  

سأكرر ماقاله الفيلسوف الألماني "نيتشه"الإنسان الراقي ليس طفرة اوضربة حظ, بل مُرتهن بدرجة تطورالمجتمع.ياالهي كم تراجعنا. 

  

>اننا ان نحب احداً شفقة به,او لنمُن عليه,و(الكلام موجه للجميع)فهذا يعني اننا لانحبه. 

  

الشفقة والمَنْ هما ممارسة العدمية.ماالعدمية؟..والله مالي علم؟! 

  

أضنها نحن(جميعاً)حين نرى شُرخاًغائراً كهذا الحاصل في البلد الآن, وندعمم؟! 

  

كما وان الذي لعبه إعلام صنعاء بعدحرب 94 ملاء ادمغة الناس انتقاصاًُ 

  

للجنوب الإشتراكي الذي كان يخبط القملة بصميل!الإشنراكي الدموي والملحد والسكران؟!. 

  

إضافة الى مايلعبه البعض الآن من خلط للغث والسمين,في ماصورة الدفاع عن الحقوق التي هي فعلاً منهوبة! 

  

بيد ان اللوم الفادح و الأكبر يقع على السُلطة,إذ هي كسيحة وتخرب كل شيء بحثاً عن قَشة! 

  

>نعتقد نحن البشر عموماً,والكلام لـ(اروند روي)أننا أسياد هذا الكون,في حين اننا مخلوقات ناقصة لانتمتع ببعد النظر والحكمة الكافيين لنرى عواقب مانفعله!.. 

  

واننا الان نبدو كما النمِر في حديقة حيوان"بيلغراد"-اثناء قصف الناتو- 

  

بدأنا بأكل أعضائنا.ومن غير الممكن لهذا النظام الحالي أن يعيد تأهيل ذاكرة الناس وقلوبهم بسهولة,ويسر. 

  

هي شهوة السلطة عموماً,تفقد المرء حكمته,كما وتقوده الى زاوية من التاريخ معتمة,وملعونة؟! 

  

15-11-2007م 

  

Fekry19@hotmail.com  


في الجمعة 14 ديسمبر-كانون الأول 2007 07:29:42 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=2984