معجم جمهورية المنطقة الخضراء - معركة بغداد
الدكتور.عبدالستار الراوي

مارب برس – خاص

ترى ما الذي جرى في تلك الليلة الطويلة الظلماء ,التي هوت فيها عاصمة العراق في قبضة الاحتلال؟!
وماهي الحقيقة في معركة المطار؟!

ثمة مئات وربما الاف الاقاويل والاجابات المقترنة بحشد هائل من القصص والروايات والاساطير, الى جوار تحليلات ذاتية,ورؤى واجتهادات شخصية,وكلاميات كثيرة,حاول بعضها ضغط الاحداث بإدعاءات شتى اختلطت في نتائجهاالوقائع بالتصورات نحو الزعم بالفراروالهزيمة منذ اللحظة الاولى او خيانة كبار الضباط العراقيين,او ما تم نشره من دعاوى ثبت بطلانها كالقول بتخاذل القيادات وهروب بعض المقاتلين من ميدان المنازلة والقتال والتي خرج الكثير منها من حجرة الاعلام الامريكي ومن ابواقه في جمهورية المنطقة الخضراء ,ولتقدير حقيقة الوضع,نورد وصفاً ابتدائيا لنموذجين من مجموعة الاسلحة الفتاكة التي استخدمها العدو الامريكي في تلك المعركة وفي تلك الليلة.

النموذج الأول:

هو القذائف الأمريكية المضادة من اليورانيوم المستنفذ الشديدة الفتك, ذات الامكانيات التقنية الهائلة في اقتناص وتدمير اعتى الدروع,اذ تحدث هذه القذائف ثقوباً وفجوات غائرة في الاجسام الصلبة كما تثقب السكين الزبدة,بفعل الحرارة المتولدة من خلال عنصر(اليورانيوم) لتصل الى(5000) درجة مئوية,وهي حرارة تصهر وتذيب كل موجودات الدبابة إضافة الى حشوات (البايوم) الحراري التي تدمر وتبعثر الدبابة اجزاء واشلاء وتلقي بها وتنثرها الى مسافات بعيدة,قد تصل الى مئات الامتار.

النموذج الثاني:

عبارة عن قنابل عنقودية تحمل الواحدة منها(6)ست ذخائر فرعية فائقة الذكاء تدعى(العصيات) ذات محرك خاص بها,في حالة الدوران تنقطع منها حبال المظلة,وتنشر في الوقت نفسه(4) اربع اطباق اسطوانية تدعى : (الاسكيت)حيث تدور بسرعة هائلة,وبحركة حلزونية تغطي دائرة قطرها(30) ثلاثين متراً,وبإمكان هذه الاطباق الذكية تمييز الأهداف الحقيقية والزائفة او المضللة..

مما يجعل منها سلاحاً كارثياً,والمثير في هذا السلاح الشديد التعقيد,هو انه حال وجد هدفه,يطلق خلال اجزاء من الثانية حشوته الحرارية الخارقة من اليورانيوم المخفف الى برج الدبابة او المدرعة وفي حالة استباق فأن طبقا اخر ينطلق بحثاً عن هدف جديد او بديل..

وفي حالة لم يجد هدفاً مدرعاً او آلية صلبة,فإنه يتفتت تلقائياً على ارتفاع اقل من مترين ناثراً شظاياه بسرعة فائقه تتحطم جراءها العربات والناقلات,وكذلك قتل الأشخاص..

بعد حرب حامية استمرت لثلاثة ايام تبادل فيهاالطرفان الكر والفر,تم فيها استخدام جميع انواع الاسلحة العسكرية وانواع المخاتلة القتالية,مما افقد قوات العدو المئات من القتلى والجرحى في المعركة الاولى والثانية..

وفي تلك المعركة الاخيرة التي كانت منذ ساعاتها الاولى لصالح رجال الحرس الجمهوري,رغم الضربات الموجعة التي انزلها سلاح الطيران الامريكي بالمقاتلين العراقيين,الا انه لم يحل دون تقدم قوات الحرس صوب اهدافها,وهي تواصل قتالها بكل بسالة .وهو مااعترفت به يوم 4-4- 2003 القبادة المركزية الامريكية: ( من ان القوات الامريكية تخوض قتالا ضاريا حول مطار بغداد..) فيما اعلن رامسفيلد بعد يوم واحد:( رغم ان قواتنا تسيطر على اجزاء هامة من المطار الا ان المعارك لازالت مستمرة ) .

كان مشهد المعركة يدلل بوضوح ان الكفة راجحة لصالح الجندية العراقية,وانها تفرض سيطرتها على ميدان المعركة..

وفي الوقت الذي بدأت بوادر الهزيمة تتبدى جلية على العدو وان قواته الغازية اخذت تتراجع امام صولة الحرس الجمهوري,وتخلّي مواقعها وتلملم جثث قتلاها المتناثرة ,,عندها لم يكن امام العدو الا اللجوء لمبدأ التدمير المتبادل,او مايعرف عند قادة البنتاغون ب(السهم المكسور broken arrow ) وبأمر من وزير الدفاع رامسفيلد,اقلعت طائرتان من(الكويت) من نوع  H Combat Talon 130 MC  )) تابعتان لقوات العمليات الخاصة,تحمل كل منها قنبلة من نوع (ام القنابل MOAB ) تزن الواحدة منها (9530) كيلو غراماً,ويبلغ طولها(9) تسعة امتار,واتجهت الطائرتان نحو ميدان المعركة لتصنع الجحيم على ارض العراق..

وهذه القنابل هي قنابل(نووية) ولكن بطراز اخر,وهي تعتمد على مركبة تسمى :(الباريوم الفتاك super baric ) تولد حرارة مركزية تزيد على (10000)عشرة الاف درجة مئوية,وهي كافية لاذابة وتبخر المعادن والكائنات اضافة الى موجة ا شعاعية عالية التركيز والكثافة من الميكروويف,تزيد بآلاف مضاعفة قوة موجات افران الميكروويف المنزلية..

مما يؤدي الىمحق كامل للبشر والدروع والاليات . والنتيجة النهائية محض اكوام من الرماد الاسود. وبقايا (هياكل عظمية) بفعل الأشعة المنبعثة في العراء,حيث ينسلخ اللحم عن العظم فور التعرض لهذه الأشعة المرّوعة.

ويبلغ قطر التأثير لهذه القنابل اكثر من (2) ميلين,وتتم السيطرة والتوجية عبر الاقمار الإصطناعية,لذا فانها دقيقة جدا,لايتعدى خطأها الدائري(13) ثلاثة عشرمترا.

وقد تسببت هذه الاسلحة الفتاكة,في ايقاع افدح الخسائر واشدها فتكا وتدميرا العراقية,وفي هلاك المئات من قوات العدو نتيجة فائض التأثير الناتج عنها,وعطلت معظم آلياته بتأثير موجات الميكروويف,العالية الطاقة الناتجة عنها ايضاً.

ورافق ذلك في اليوم التالي مباشرة عودة السفير الروسي من موسكو الى بغداد,ليؤكد للقيادة العراقية ان الامريكيين عازمون على تنفيذ استراتيجية(المحق)التام للمدن العراقية,وانهم اعد وّا اكثر من (10) عشر قنابل عملاقة مماثلة في حال تعرض قواتهم الى اي كمين كما حدث لهم في معركة مطار بغداد,هنا رأت القيادة العامة بقيادة الرئيس صدام حسين,ان من الحكمة الانسحاب لايقاف هذه الكوارث التي لن يتردد العدو من تكرارها..

وقد ورد بعد ذلك تنويه في البيانات العراقية يشير الى ان سحب القوات تم بعد ان قررت القوات الامريكية ان تدك بغداد بقنابل عملاقه زنة الواحدة منها(عشرة طن)والتي تعتبر من القنابل التكتيكية التي يعادل تأثيرها القنابل النووية الصغيرة,لتبدأ في اليوم التالي الحرب غير النظامية :المقاومة الوطنية ,التي نشهد وقائعها اليوم والتي تشكل الجندية العراقية العريقة بضباطها ومراتبها واحدة من فصائلها المقدامة..
  


في الأحد 25 نوفمبر-تشرين الثاني 2007 04:24:29 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=2866