سأصدقك القول .. يا فخامة الرئيس ..!!
عبدالجبار سعد
عبدالجبار سعد

مارب برس – خاص

فخامة الرئيس

سأصدقك القول باسم كل الطامعين بحياة أفضل والطامحين لخير اليمن .. أننا قد أصبحنا مستيئسين من أنك ستوفق في محاربة الفساد والمفسدين وتحقيق نصر ناجز عليهم ككل انتصاراتك الباهرة عبر مسيرتك التي احتوت ثلاث عقود من التميز في الأداء والتفرد في القدرات ..

***

وسأصدقك القول .. أنني والكثير معي من أبناء هذا الوطن رغم أنهم يجزمون بقدرتك على الفعل الجميل .. وصدق نواياك .. ولكننا نعلم أن من حولك من الكائنات ما يشكل بمهارة ونظام وإصرار طاحونة ضخمة تتلقف كل عمل وقول حسن منك وكل نية صالحة وتوجيه مفيد فتحيله بطرفة عين إلى ذرات رماد تملؤ عيوننا نارا وتملؤنا غيظا وثورة ..

***

وسأصدقك القول .. أن كل حكماء شعبي وعقلاء أمتي .. والصادقين من البشر يشهدون لك بالتميز في كل شيء .. وأنك واحد من عظماء العصر .. سجّلت اسمك فيه بجدارة الرجال وبساطة وأخلاقيات الإنسان ..وأحلام المساكين والفقراء .. وبضعف اليتيم الفرد حتى وصلت إلى أوج العظمة واجتمع لك معها وفيها مالم يجتمع لغيرك من الموافقات ..

***

وسأصدقك القول .. أن زمرة الناقصين والأدعياء من الخلق الذين لا فضل لهم بين الناس هم وحدهم .. من يقدح في شخصك ويشكك في قدراتك .. ويغمط حقك ولكن أصحاب الفضل من الخلق .. يعرفون لك فضلك وإن لم يبرؤوك من العيوب التي يقع فيها البشر أجمعون و ويقدرونك ويحترمون شخصك وإن لم يسعدهم الحال الذي وصلنا إليه في هذه الآونة والتي جعلتك تحصد ثمار إساءات مقربيك فيما يحصدون هم محاسنك ويدعونها لهم ..فأنت تجهد في الإحسان وهم يجهدون في الإساءة فيغيب إحسانك في محيط إساءاتهم وتظهر إساءاتهم عليك أنت وحدك .. وتكون الملوم وحدك .. إلا عند القلة العارفين بحقائق الأمور ..

ولا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل .. كما جاء في الآثار

***

وسأصدقك القول .. أن كلماتك التي تنطق بها دون صحائف ولا أوراق هي أصدق الكلمات وتتنزل على قلوب سامعيها من أهل الفطرة بردا وسلاما وعليها وبها تنتعش قلوبهم وأرواحهم وآمالهم ويصدّقونك دوما لأن كل كلمة كما يقول العارفون بالله تخرج وعليها كسوة القلب الذي خرجت منه وكلماتك تخرج من قلب إنساني يعيش هم شعبه وأمته وإنسانيته كلها ولذا تكون طافحة بمعاني الصدق والكمال ..بغض النظر عما يحيط بصاحبها بعد ذلك من المحبطات .. والمثبطات ..

 ***

وسأصدقك القول أن تلك الآمال غالبا ما تنهار بعد حين من السماع حين يلتف حول هذه الكلمات وجوه السوء من الأدعياء والمنافقين الذين أتخمتهم الغنائم الحرام من جوع هذا الشعب وكدحه ومعاناته فاستلذوها ويخافون ضياعها فيمالا يرون في كل صلاح وإصلاح لمافسد إلا بداية تطهيرهم وما كسبوامن المال الحرام .. والمسلك الحرام هذا المسلك الذي لا يأبه بجوع جائع ولا انكسار وافتقار وذلة مقهور .. ولا بكاء يتيم وأرملة ولا عناء شيخ عجوز هدّه الدهر وفقد المعين .. ولا حرمان شاب مما يعينه على إعالة نفسه وبناء عشه الإنساني كغيره من خلق الله ولا مظلمة محروم من حقه مبعد عن أهله .. غريب عن وطنه تتلقفه الأرصفة والموانئ والمطارات .. بغير أمل ولا كسرة رجاء .. ولا يأبهون بمهانة عزيز أذله الأذلاء المستكبرون على الخلق بالسلطان وبالمال المغصوب والجاه الذي يخلقه المال والسلطان بغير أساس من علم أو دين أو خُلق أو تميز في قدرات مشروعة .

***

وسأصدقك القول .. أن مواقفك الإنسانية والعروبية الفطرية الصادقة ضد الاستكبار العالمي .. واستعصائك على الترويض الذي خضع له الكثير غيرك من حكام العرب والمسلمين وغيرهم .. وزئيرك بين الحين والحين تعبيرا عن هذه المواقف ضد أمريكا وإسرائيل .. وكل المستكبرين في الأرض ومع شعب العراق وفلسطين ولبنان وكل المجاهدين والمقاومين من اجل شرف وكرامة شعوبهم وأوطانهم حيث كانوا أما م غطرسة القوة والكفر والاستكبار وسلطان الباطل .. كل هذا يرفع رؤوسنا وتشمخ معه أنوفنا ونرضى معه الموت جوعا .. ونحن شامخون عن العيش أو الموت أذلاء ونحن في النعيم غارقون ..

***

ذلك لأن الحياة بغير قيم وكرامة إنسانية هينة على البهائم والحيوانات ولا تهون على إنسان مؤمن كرمه الله بآدميته , ورسالاته .. وتاريخه ..

لأجل ذلك وحده فنحن نصبر ونعادي من يعادي من يعاديك في هذا الشموخ ويشكك به وينقم عليك فيه و يتطاول على مواقفك ومقامك الشامخ بين كل الحكام لأجله .. أجل لأجل ذلك وحده وليس لأنا راضون بما يفعله ويعبث به الكثير من ذوي الجاه والسلطان تحت مظلة وجودك العملاق المبرأ من دناياهم وظلمهم .. واستئثارهم .. وغفلتهم بل وكفرهم وولائهم لأعداء الأمة سرا وعلانية وتنفيذهم مراداتهم هم وليس مراداتك ولا مراداتنا سواء علموا بذلك أم جهلوه .

***

وسأصدقك القول يافخامة الرئيس أن الصالحين مبثوثون في كل طوائف ومناطق وجماعات وقبائل ومنظمات وأحزاب وتجمعات شعبك والفاسدون كذلك .. فليس هناك أي مبرر لتمييز أي من هذه المسميات على غيرها من جانبك أنت على وجه التحديد .وأخص بالذكر هنا وللتمثيل فقط حزب المؤتمر بعد أن صار حزبا فليس فيه وحده نخبة الصالحين والمخلصين حتى يكون من فيه هم المقربون والأنصار لك ويكون غيرهم دون ذلك .. فحيث وجد الخير والحكمة و الصلاح أنت أولى بالتقاطها وأهلها والاستعانة بهم مع عدم الالتفات إلى هذه النسب والتسميات المخادعة .. وحيث وجد الشر والجهل والفساد فأنت أولى بنبذه وإبعاده وتطهير الأمة والدولة منه وأهله .

***

وسأصدقك القول .. أن كل الذين يثيرون غبار المواجهة مع النظام ومعك لإسقاطك هم دون من كانوا يفعلون ذلك مع عظيم هذه الأمة الرجل الفذ المؤمن الشامخ صدام حسين في العراق ومع ذلك فما استطاعوا أن يحققوا مرادا من مراداتهم إلا بغزو الأجنبي الذي انضم إليه كل أشرار العالم .. وبطغيانه وهمجيته ومع هذا فهم الأخسرون أعمالا رغم كل الدعاوى والأكاذيب .. ونفس الحال .. فإن هؤلا ء الذين هم هنا لن يحققوا المراد رغم كل التحريك المنظم من نفس العواصم المعادية للحق والكرامة .. ولكنهم سيصيبوننا بالإحباط والعناء بمقدار ما يحقق لهم ذلك الذين من حولك من الأعوان الفاسدين من نصرهم لمراداتهم من خلال التثاقل عن تنفيذ توجيهاتك وحلولك لكل مايعرض عليك من المشاكل ..

***

وسأصدقك القول .. أن ثباتك في مواجهة الروع الحاصل يغيظهم أكثر من الفشل الذي يمنون به .. في الإثارة ..لولا ما ينفخ فيهم الفاسدون من حولك من روح الأمل بالمعاودة ويمنونهم..

***

وسأصدقك القول أنني أتمنى أن تكون الرئيس لهذه البلاد بغير منازع وإلى الأبد مثلما أتمنى أن يكون علي سالم البيض شريكك العظيم في صنع المعجزة نائبك وبغير منازع وإلى الأبد .. وبمثل ماأتمنى ان تتخليا معا عن الحزبين وتشكلا معاما يشبه المؤتمر قبل الوحدة من تنظيم يعتمد على الشعب كله ويشارك فيه الشعب كله ..ولا يستثني أحدا من أبناء الشعب ويقرره حضورهم في الناس .. ويكون هو الجمعية اليمانية الكبرى ومن أراد أن يتحزب بعد ذلك فليفعل ولكن تحت سلطان وترشيد وضوابط وعقلنة تعدها وتشرف عليها هذه الدائرة اليمانية الكبرى .

***

وسأصدقك القول أنني كنت ولا أزال أتمنى أن تكون المتصدر الأول والأخير لشئون الناس وفقا لمشروعك الرئاسي الأخير لأنني أعلم أن وجوه الشر يوهمونك أن الاقتصاد طلاسم لا يفقهها إلا الصلع .. وأصحاب النظارات .. والكرافتات الذين تبدأ أسماؤهم بحروف ( د. وأد. وم. وبرفسيور )وغيرها من الألقاب التي لم يفلح أحد من أصحابها فيما نعلم في بلادنا على الأقل حتى الآن في حل مشكلة في مجال اختصاصه و عمله لنفع الناس ناهيك في باقي المجالات ومع هذا يوهمك بعض المستشارين ان عالم الاقتصاد لا يفقهه إلا أمثال هؤلاء من العميان الأغبياء والمدعين .. وهم الذين لوثوا ما وقعت عليه سلطاتهم وأحالوا صلاحها إلى فساد وزادوا الفساد فسادا ولا يزالون ممدوحين لأن هناك من يجعل ويصور لك باطلهم حقا ويصور لك حق غيرهم باطلا .. 

***

وسأصدقك القول .. أننا حين نوازن بين سوءات نظامك وحسنات معارضيك .. نرى سوءات نظامك كلها حسنات لا نقبل التضحية بهاحتى لو كنا نموت من الجوع .. و حتى لو تذهب كل حقوقنا هباء بالظلم وغياب العدالة في قضائنا .. وكل المساوئ الحاصلة .. لأن كل هذا نحتمله ولا نحتمل .. مايريدونه من مراداتهم الباطلة ومشروع عدونا فيهم من فوضاهم الخلاقة وتفجير كل أوردة وشرايين الأمة وتمزيق أوصالها ومحو تاريخها .. والعبث بدينها .. وتقتيل ناسها .. وتفريق جماعاتها ولسنا بحاجة إلى دليل .. فمابين أيدينا في العراق وفلسطين ولبنان والصومال وأفغانستان مما وصلت اليه رغابهم وإمكاناتهم خير شاهد .. ومع هذا كله كم نتمنى يا فخامة الرئيس أن تكون كما أرادك الله وكما أنت قادر على فعله مسارعا لكل ما تستطيعه من خير ينعم به شعبك كله وتقهر الفاسدين الذين لا قاهر لهم بعد الله غيرك الآن على الأقل ..

***

وسأصدقك القول انه رغم الفقر والشحة في الموارد بالنسبة لأرضنا وشعبنا نسبة إلى دول الجوار ومواردهم فنحن قادرون بعون الله و بحسن تدبيرك المباشر إن نهضت وأردت وسارعت لتسيير وتدبير أمر البلاد و إن نفذت مشروعك في إدارة الحكومة بنفسك وكما قد اقترح عليك احد فضلاء الامه قبل هذا..

  أجل أنت قادر و بدون وسيط بينك وبين شعبك على تحسين وضع هذا الشعب وكفايته بالمتاح من الوسائل وإحداث النقلة المطلوبة وحشد كل الطاقات بغير تمييز وتحت علمك أنت وإدارتك أنت ومسئوليتك أنت ..

فأنت أعلم الناس بالناس وليس أدعياء التحري والاستقصاء والعلم الخفي

 ***

وسأصدقك القول أنني لاأدري .. ما ذا أريد أن أقول ولكنني أشعر كغيري من الطالبين وجه الحق والعدل والكرامة والحرية من هذه الأمة أن علي أن أقول لك .. أن مايريده غيرك من الخصوم والمرجفين في البلاد من إفساد محال أن يتحقق وفينا عين تطرف رغم كل ما يحشدونه من الدعاوى والأكاذيب .. و أقول لك أيضا أن ماتريده أنت من إصلاح قابل للتحقيق ببساطة متناهية إن عزمت عليه بنفسك .. رغم مايمارسه المقربون لك من إبعادك عنه ..

***

وسأصدقك القول أنني كالكثير ممن يرقبون المشهد فلا يرضيهم الفساد الحكومي ولا يقبلون بالإفساد المعارض.. لست متحيرا أين أقف في هذه المواجهة فأنا أقف شرعا ودينا وتخلقا ومروءة ووطنية .. مع من بايعه جموع الشعب وأنا منهم مختارا .. ويرضيني منه كل مواقف الكرامة والاعتزاز بالدين والكرامة وعدم التمييز بين أبناء الأمة وبراءته من آفات خصومة وربما كثير ممن يحيط به من العنصريين و المناطقيين وأمثالهم .. والمعتزين بأعداء امتنا وشعبنا وديننا والموالين لهم ..

أفعل أنا هذا رغم عدم رضاي عن حال أنا وكل شعبي واقعون ضحايا له من إفقار .. وفساد واستئثار .. وغياب عدل في القضاء وعدم انصاف ومساواة في الحقوق والواجبات ..

ومع ذلك فنحن ضد أولئك الخصوم وضد دعاواهم وضد تجييشهم للباطل وبالباطل حتى آخر قطرة دم وآخر نفس بعون الله وتثبيته ..

ذلك حال غالبية شعبك .. وهم معك بجوعهم وفقرهم وكمدهم وانقهارهم .. وغيظهم وحسراتهم .. وضد أعدائنا وأعدائك من المرجفين .. البائعين للأوطان المعتزين بغير الله وبغير شعبهم .. و بغير قيمهم ودينهم .

***

وسأصدقك القول يا فخامة الرئيس وفي نفسي ككل الناس ألف جرح وحسرة من الحال كله أننا

قداستيأسنا من صلاحهم أعني هؤلاء الخصوم بتشكيلاتهم ومسمياتهم كما استيأسنا من صلاح فاسدي دولتنا .. فهل تكون هذه الحالة من اليأس والاستيئاس علامة فارقة لتغير الحال .. ويكون فألنا وبارقنا وطالعنا .. هو قول الحق جل وعلا ..

" حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين"

كم نتمنى ذلك يا فخامة الرئيس .. وكم نعتزبك .. وبثباتك رغم كل عناء .. رغم أن ما نعانيه من عتاب وملامة الكثير على موقفنا المبدئي هذا عناء كبيرا .. ولكن لن يجعلنا ذلك ننسى مايريدونه بنا وماهو البديل لغياب دولتنا هذه التي أنت رئيسها رغم كل نقائصها عن المشهد اليمني القائم في الأمد المنظور على الأقل

" وليس مع العين أين "..كمايقول العرب .

  ***

 وسأصدقك القول يافحامة الرئيس أن موقفنا هذا مع الدولة ومعك هو موقف إيمان في مواجهة كفر فلن يثنينا أحد عنه .. كما أن موقف غيرنا عكس ذلك تماما .. وكل يرى موقع قدميه في هذا النزال والله يعلم السر وماتخفي الصدور ..

سبحان ربك رب العزة عمايصفون وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين .. 


في السبت 03 نوفمبر-تشرين الثاني 2007 06:22:16 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=2772