إلى كريم الاشتراكي والمشترك ..!!
عبدالجبار سعد
عبدالجبار سعد

أستاذنا القدير الدكتور يا سين سعيدنعمان

سلام الله عليك ورحمته وبركاته .. وخواتم مباركة مرضية إنشاء الله علينا وعليكم وعلى سائر المسلمين .. أمابعد ..

فلقد اخترت في حطابي لك خطاب كل شرفاء اليمن بغض النظر عن انتماءاتهم وأوصافهم المتعارف عليها بين الناس .. وإن كنت أعلم وأقدر لك المقام الأول في كل من الحزب الاشتراكي وأحزاب اللقاء المشترك .. إلا أن مقامك بين الناس في بلادنا على وجه التحديد لا يزال مميزا إلى درجة يجعل احتواء هذا المقام في حزب أو أحزاب نقصا وابتعادا عن الكمال . وقدزادمقامك بين الناس وهجا وبهاء أنهم عاشوا مع إدارتك لمجلس النواب في أزهى أيام الوحدة ورأوا كيف كنت تدير الأمور بحكمة ولطف واقتدار ..

***

أستاذي الكريم .. وكلما نظرت إليك في أوساط الكثير ممن أنت فيهم من قيادات حزبك .. وقيادات المشترك ـ وأرجو التركيز على قولي الكثيرممن أنت فيهم من قيادا ت ـ..

بمعنى أنني لاأتحدث عن الكل في القيادات ولا أتحدث عن القواعد لهذه الأحزاب وحزبك فيهم و التي لا أراها إلا بمنظار آخر مميز ..

***

إذن فكلما رأيتك في أوساط الكثير من تلك القيادات حضرني قول أبي الطيب المتنبي ..

مامقامي بأرض نخلة إلا ** كمقام المسيح بين اليهود

أنا في أمة تداركها الله ** غريب كصالح في ثمود

***

أستاذنا الكريم

ليس خافيا على أحد الاتجاهات المتناقضة في قيادات حزبك .. ولا التناقضات في قيادات المشترك .. وعلينا أن نفصل قليلا ..

***

أستاذي الكريم .. أنت تعلم أن ارض الجنوب استبيحت بفتوى دينية .. ولم تستبح بدعوى سياسية لأن الدعوى السياسية كان يمكن أن تتصارع مع الدعوى ومن استقوى بحجته وبقوته انتصر .. ولم يترتب على ذلك جروح عميقة في النفوس المستباحة كما هو الحال .. فيما حدث ..

وتعلم أن من واجه هذه الفتوى حينها وأنكروها شريعة هم أناس لا علاقة لهم بالحزب ولا حلفائه ولم يغاروا على هزيمة فلان ولا علان بل غاروا على شريعة الله التي أسيئ توظيفها في صراع سياسي وبشكل فاضح وواضح .. ورغم كل الحجج التي قيلت وأخرست المنتصرين للفتوى والقائلين بها فلم نجد كلمة واحدة في الرجوع عنها صراحة .. تثبّت حقائق التشريع بغض النظر عن الآثار التي ترتبت عليها ولا سبيل إلى تداركها ولو حدث ذلك أو لو تراجع عنها المفتون وأنصارهم لارتفعت مقامات المفتي ومن حوله ولعلمنا أن لهم من الإيمان وكمال الورع ما يجعلهم من خيار الآدميين فكل ابن ادم خطاء وخير الخطائين التوابون .. ولعفا الله عنهم وأنسى الناس ذنوبهم .. ولكن الميل إلى الإفلات من الفتوى بألفاظ توهم العدول عنها تارة والإنكار تارة والجهالة تارة بحال الحزب الذي صدرت الفتوى لأجله تارة أخرى .. أو في الأخير اعتبار أن الحزب قدعاد إلى الإسلام وبالتالي فلا باس بالتعامل معه مع الإبقاء على افتراض كفره في السابق كحقيقة لا شك فيها أوجبت الفتوى وأوجبت تثبيت الفتوى ..

 ***

ليس هذه محاولة لإثارة مااندثر من تاريخ فلم يندثر شيء .. وهاهي الفتنة تبدو من جديد مصطحبة أول ما اصطحبت الفتوى وهم يلوحون بها أي الإصلاح صاحب الفتوى ويحاول أن يركب موجها ..

إنما أقصد هنا أن أذكر يأن هناك أسسا للتعامل بين البشر ينبغي أن تراعى في العلاقات كلها .. وأولها الصدق .. أنتم دخلتم مع الإصلاح في حلف .. ولا ندري كيف وقفتم معهم حول الفتوى ..

  هل رضيتم بكونكم كنتم كفارا وكانوا محقين في فتواهم؟

  أم رضيتم بترك الموضوع معلقا وبلا إثارة و بغير نقاش والدخول في تعاملات .. لا يلتفت أيٌّ منكم فيها إلى مامضى .. ولا تلزم أيا منكم معها بشيء فيما سيأتي .. ؟

***

نفهم هذا من خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة .. وباعتباركما أكبر حزبين دخلا ها فهل خفي عليكم .. كحزب اشتراكي وبقية المشترك أن التجمع اليمني للإصلاح مجموعة مواقف وتكتلات وتجنحات متباينة المواقف فقدأعلن الجناح القبلي فيه على لسان رئيسه الشيخ عبدالله وفي وقت مبكر وقوفه مع الرئيس ثم طلب من أتباعه ذلك قبيل الانتخابات .. وعرف أن الجناح الآخر وهو الأصولي وفق التعبير الذي يصطلح عليه وهو جناح الشيخ عبد المجيد الزنداني خالف موقف الإصلاح ..بطريقته الخاصة ..

 فبقي معكم البقية الباقية بقيادة الأستاذ محمد قحطان والأستاذ عبد الوهاب الآنسي .. اللذين فضلا أن يرفعا صوتيهما ضد نتائج الانتخابات قبل أن تكون ويهددان بالنزول إلى الشارع .. ويشككان في النتائج بعد اعلانها ويتهمان أعضاء اللجنة العلياخصوصا المنتسبين إليهم ..بتهم شتى الخ من التصرفات التي كأنها أرادت أن تخلي مسئولية الحزب عن الوفاء بالتزاماته تجاه شركائه وتظهر غيرة العضوين على الانتخابات وضد كل الحقائق التي يعلمها كل الناس إلا حقيقة أنهم نكثوا بالعهود وخالفوا الالتزامات .. ولولا موقفكم الذي بدا متعقلا بمافيه الكفاية وحاولتم فيه استخدام الألفاظ الموفقة بين مرادات مختلف الأطراف المحقة والمبطلة وجانبتم المغالاة في النظر إلى بعض المخالفات التي تحدث عادة في كل الدنيا والتي بالغ في تعظيمها البعض إلى الدرجة التي تنكر حقيقة تميز الانتخابات,, ولم تبدوا اكتراثا بدعاوى الغير المخالفة .. أقول لولا ذلك لكانت فتنة في ذلك الحين مع أنها لاتزال كامنة حتى الآن وتعبر عن نفسها بشتى الطرق من حينها في كل مناسبة تتجدد وتفتح مجالا لاستثمارها كدعوى ..

***

أستاذنا الكريم

  وأنا وغيري من المراقبين البعيدين عن الجانبين والقريبين منهما أيضا لاندري كيف مرت كل هذه دون أن نسمع من أحد من قيادات اللقاء المشترك أية مؤاخذة أو إدانة للنقض للعهود والمواثيق والإخلال بالالتزامات من جانب أكبر الأحزاب والذي يتخذ لنفسه ثوبا إسلاميا يجعل النكث والخلف ونقض العهود والعقود معصية لله ولرسوله قبل أن تكون مخالفة أخلاقية وخديعة سياسية .. ؟

هل ذلك بسبب مقام الشيخ عبد الله في نفوسكم ونفوس الكثير من أبناء اليمن ..؟ أم أنه بشعور أنه لا بأس بالبروز كحلفاء مع هذا الحزب الكبير كنوع من الاحتماء ولو لم يرجّ منه شيئا أم حرصا عليه بأن يبقى معارضا مع وجوداحتمال كبير أن يترككم و يصبح شريكا في الحكم لو تشددتم في مؤاخذته على مواقفه ؟

.. أم أنه بدافع الشعور بالذلة والقلة التي تجعلكم مستضعفين في كل حال .. وخوفا من أن تحيق بكم نقمة الفتاوى ولا يحميكم أحد منها لاالدولة ولا غيرها .. أم غير ذلك ؟

***

أستاذنا الكريم

إذا استثنينا الحكم الذي أضحى المؤتمر الآن منفردا به .. فانتم تعرفون أن الغنائم التي جناها الإصلاح من حرب 94م تكاد تزيد على الغنائم التي جناها المؤتمر وتعلمون.. كيف تم إحلاله بدلا عنكم في المقرات والمساكن والعقارات والوظائف التي وزعت بإسراف على القيادات الإصلاحية ..وكله معلوم ومعروف ومنظور للعيان

وكمثال عن العقارات المنهوبة في الجنوب التي تطالب الاعتصامات بالإنصاف حولها نشير فقط لما نشرته وسائل الأعلام للمؤتمر في لحظة من لحظات الحقيقة عن قطع من الأراضي بيعت بملايين الدولارات تخص إصلاحيين بأسماء أقاربهم ..وغير ذلك ليس بخاف على من أراد الاستقصاء

***

وفي كل حال فقد أصبح الكثير من قيادات الإصلاح من الأثرياء المعدودين في اليمن بل الوطن العربي كله وكنا نعهدهم واعظين زهادا لا يكاد الواحد منهم يغطي تكاليف عيشته المتواضعة إلا بجهد جهيد ..

وتغير الحال كله بغنائم حرب 94م

ومنذ ذلك الحين .. وبعد اتفاقكم معهم في المعارضة هل ترون أن أحدا منهم أعانكم في المطالبة بحقوق الحزب المصادرة والتي وقع الكثير منها بأيديهم كحزب وكأفراد ؟

وهل إدانتهم هذه التي تظهر في الفترة الأخيرة للتصرفات التي مست المناطق المستباحة تتضمن اعترافا بالمشاركة فيها واستعدادا للتخلي عن حقوق الدولة والأفراد التي نهبت وتم الاستحواذ عليها ؟

أم أنكم في واد وهم في واد كلما في الأمر أنكم تقدمون لهم زادا للسير إلى مايطمحون .. وليس يلزمهم شيئا تجاهكم أو تجاه غيركم ..بعد ذلك .

***

  من المعروف أن كتلة الإخوان المسلمين .. الذين تربوا على أصول الدعوة التي أسسها الإمام الشهيد البناء وهم يمثلون وجودا قائما وحيويا في الإصلاح بعيدون عن كل هذه الغنائم .. و المواقف غير المرضية التي نتحدث عنها .. ومغيبة تماما بأعمال فكرية ودعوية عن المشاركة في أي قرارت سياسية ..

***

الآن نرى تسارعا نحو توظيف مطالب معينة .. لإنهاء نظام حكم ووحدة أرض وشعب .. ومن المؤسف أن نرى الأمريكان ومن واطأهم يمارسون حضورا فاعلا في الشارع ويتخذون من علاقاتهم بالمشترك مطية للتأثير على الأحداث .. وكأنهم منقذون وليس خفيا هذه المسارعة من قبل الكثير من قيادات المشترك إلى تفويض الأمر إلى الأمريكان واعتبارهم المرجعية الأولى ومصدر القرار والرضا بهم كمحررين لليمن من اليمنيين .. والكل يعلم كيف فعلوا ويفعلون في العراق ولبنان وفلسطين وأفغانستان والصومال ..ومع ذلك فلا اعتبار ممن أصبح الهم الأعظم لهم الحكم ..ولاشيء غيره 

فأين يقف الشرفاء من هذا الحال ؟

***

نحن نعلم أن هناك الكثير من التصدعات في نظامنا السياسي والكثير من الظلم والكثير من الفساد والإفساد ولا ينكره حتى رئيس الدولة والكل يطلب المخرج منه ويطلب العون لذلك من أصحاب النوايا الحسنة والعقول العالمة و نعلم أيضا أن البديل المراد من خلال أمريكا معلوم مقصودة ومنتهاه ضمن ماهو منظور تحت العين فهو ليس هو المخرج بأي مقياس من مقاييس العقل والحكمة والإيمان والوطنية والشرف والكرامة ..

ووجود مرض في جسم هذا البنيان نشكو منه جميعا لا يستوجب الإجهاز عليه ولكن التعاضد بصدق وحرص على مداواته ونعلم أن أحدا من المعارضين لم يتقدم في أي يوم من الأيام بمشروع عملي لحل أية مشكله من مشاكل البلاد بحيث يقيم به الحجة على الحاكم ويحشد الشارع من خلفه .. ولو راجعت ذلك لوجدته صحيحا بالمطلق وغاية ما انشغل به المعارضون تعديلات تشريعية تقربهم إلى الحكم وتبعد غيرهم عنه فيما يحسبون .. وفي كل مرة لا تحقق لهم هذه مرادهم ويتعامل النظام بمهارة فيحيل كل محاولاتهم إلى مكاسب له .. ولكن يبقى أنهم استنفدوا جهدهم وجهد النظام فيما لاخير فيه ولا طائل تحته .. وليس أدل على ذلك من انتخابات الرئاسة التي كان فيها النظام مرنا وماهرا الى درجة لم يصدقها أشد المعارضين تفاؤلا بسبب المطالب التعجيزية التي وضعوها أمام الحاكم .. ثم كانت النتيجة مرتدة عليهم بعد أن قبل بها الحاكم بالكلية وبشهاداتهم ومن تعاطف معهم من المراقبين الغربيين .. فلم يجدوا إلا الدعاوى الممجوجة .. لتبرير خياناتهم لأنفسهم ولشركائهم بل ولمواطنيهم وأنصارهم ..

لايزال لدي الكثير كي أقوله أيها الرجل الكريم .. والصادق فيما أحسب في قوله وفعله والغريب في محيطه .. أسأل الله أن يمنحني القدرة لاحقا للتواصل مع مابدأت بقصد التذكير فقط وأنتم أكثر علما وأوسع تجربة وأحكم مني أنا القليل الزاد والخبرة في النظر إلى مايقال ويمارس والتعامل معه ولكن الدافع فيما أحسبه خيرا .. والله أسأل أن يجعله خالصا لوجهه الكريم

وعيدمبارك مقدما وصيام مقبول .. ونسأل الله أن يجنب وطننا الفتن .. ماظهر منها ومابطن .. آآآمين 


في الخميس 25 أكتوبر-تشرين الأول 2007 01:39:44 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=2733