السائل أخرس والمجيب أصم يابلقيس اليمن
زعفران علي المهناء
زعفران علي المهناء

مأرب برس - خاص

صدق الله العضيم كانت أخر كلمه تفوهت بها بعد أن أخذت قراري بأن أقف بتلاوتي لكتاب الله عند هذه السطور العضيمة وتحديدا عند الايه التي أنصفت تلك الملكه وكرمتها بذكر قصتها ضمن قصص القراءن الكريم ليشهد العالم مدى رجاحة عقلها وقوة بصيرتها ، بعدها أغلقت مصحفي وقد طبعت عليه قبلة الولاء العقائدي والثبات على التوحيد أن شاء الله، للأتسلل إلى فراشي أسابق نور الصباح لاأغمض عيني قليل قبل أن أباشر أعمالي اليومية في هذا الشهر الفضيل .

وماأن استرسلت في النوم حتى أحسست بضوء قوي يزعجني على غير العاده حاولت أن استمر في إغماض جفني ولكن باتت محاولاتي بالفشل فما كان مني إلا ان فتتحت عيني لأرى مصدر هذا النور .

فوجئت بعدها بأن غرفتي تداهمها هالة من الضوء الشديد أنسحبت من تحت فراشي للأستند على ظهر سريري محاولة ان أفتح عيني للأكتشف سر هذا الضوء القوي ، فأذا بي ارى بروز جسم أنسان حاولت افحص ملامحه فأذا بي اري وجه امراءةيضاهي النور الذي داهم غرفتي وضوء الشمس إشراقا ... أرتعشت وانتفض جسمي خوفا وحاولت الاحتماء بغطائي ولكنها تبسمت إبتسامه هادئه ليس ككل إبتسامات البشر أرخت فيها رهبتي ،و أعطيت لنفسي مجال للنظر بعمق في عينيها الشديدة الجمال واحسست بسؤالها وهي تنشدني اياها من اعماق نفسها بعد ان وضعت يدها على رأسي: لاتخافي حفيدتي ...أتيتت أفتقدك ...أين أنتي ...؟

لم أحرك شفتي ولكني بحت من داخلي كهمسها بقولي : أنا هنا موجوده ولكن من انتي ومن أين اتيتي ...؟

بأجمل أبتسامه وأرق نسمات أستوحيت إجابتها وهي تقول :

أنا أنتي ... وأنتي أنا ... وأتييت من بعيد جدا من عمق التاريخ وقطعت كل هذه المسافات للأفتقدنبضات قلبك لقد خفت كثيرا ، خواطرك جفت ، نهر كلماتك لم أعد أسمع خريره ... ماذى جري ؟؟

أطمئنت نفسي فأرخيت فراشي وأعتدلت في جلستي وتنهدت بعمق قائله لها :

 أنا في قمة حزني ... أعيش هم كبير ... جعلني عاجزة عن ان أترجم خواطري واكتب وانا في خظم كل هذه المفارقات !!!

امسكت بيدي الباردتين كالثلج فسرى فيهن دفئ عميق عمق التاريخ الذي تحمله ملكتي وخاطبتني :

ولكنا اعتدنا على فرحك في كل المناسبات الخاصة بالوطن وانتي اليوم تعيشين مناسبتين عظيمتين هي عيدكم الوطني في ظل سيد الشهور وسط ايام المغفرة فالفرحة مزدوجه فاين هي منك ؟؟

ظغط على يديها الدافئتين وبحت لها:

 هنا تكمن الصعوبه وهنا قوة المفارقة لقد انعم الله علينا بأن يتزامن فرحة الارض مع فرحة العقيدة فتمتزج أناشيد أيوب طارش الدينييه بأغانيه الوطنية ونضيئ قناديل رمضان مع قناديل فرحة الوطن ولكن ...؟

هنا يعجز يامليكتي القلم عن ترجمت المشاعر كيف أكتب ، كيف أحلم ، كيف أمارس حياتي اليومية من عمل ، وأكل ، وشرب ، ونوم ، وصحو على اخبار المأسي .

كيف نبتهج بأعيادنا الوطنيه والدينية.. ونشرب أكسير الانتصار.. ونرضع أولادنا حليب الوحده.. وننشأهم على وطن واحد موحد.. أمن مزدهر.. أمن مطمئن ..كيف!؟ وكيف؟

 وكيف نقبض على جمر احلامنا في زمن المفارقات .

رمقتني بنظرة قاسيه وهاتف شديد الغلظه خاطبتني :

ماعهدتك هكذا ...!

ماعهدت منك القنوط في زمن الايمان ...!

ولا كل هذا التطرف في الاحكام في شهر الاعتدال ...!

ولا كل هذه البغضاء في ايام الرحمة والمغفرة ...!

ولا هجر من حولك في زمن الوحدة ...!

هنا قاطعتها ومن اعماقي بصوت قوي : قلتيها زمن الوحدة ...!

الكل يتأمر على الوحده... يزايد بأسم الوحده ... !

أفقدونا متعة العيش في ضل الوحده ...!

حرمونا التمتع بالاشياء التي حوتها الوحده ...!

شردوو الوحدة في البراري والقفار .... جعلوها شعارات ...!

وكل طرف حملها كجزار وهي الضحيه ... ومالذي حصل ...؟

حرب ...!

حرب من على من ..؟

وحرب من على أرض من .

ندخل في حرب ونخرج من حرب ...!

ذاك يدافع عنها ...! وذاك يحارب بأسمها ...! وذاك يناضل من أجلها ... .

نصدق من في زمن المفارقات العجيبه ...؟

نصدق من في زمن الكذب ...؟

والخوف كل الخوف بأسم الوحدة نتحول من شعب واحد !!! الى شعوب كثيرة.. والى طوائف ضاريه.. ومذاهب قاتله ..تقود قطعان مفترسه ... تقتتل وتسفك ... لتخلف عبث ودمار ... أشلاء وغبار .... وأمهات ثكلى وبوم ينعق ليل نهار ...!

أنه المجهول ياحفيدتي...!!

أعرف أنه المجهول...!!!

 وأعرف أن أعدئنا كثر، وأنهم يضمرون لنا الشر ،ويسعون دائما الى تفرقتنا ... ولكن نحن من نوفر لهم ارض الخصبه لهم ... ونقبل مايبثوه من سموم بحيث تحولنا للأدوات لتنفيذ مخططاتهم القذرة بأسم الطائفية، والحزبية والمناطقيه، اليوم خمسة واربعون سنه اعدها لم يدعون وطننا الحبيب يرتاح يخرجوه من أزمة ليزجوا به في أزمة أشد وأنكى وبعد ذلك يسلمون هذا الوطن للأبواق الغربان تتطالب بأنهاء الفساد بأقتلاع الرموز ونست إنها أحد أقذر الادوات المستخدمة للمزايدة على وحدة الوطن .

عبث كل مايجري ... لم يعد هناك هواء لنتنفس ... ولا عيون لتدمع ... ولا أذان لتسمع ... ولا أحترام لمناسبات دينيه ووطنيه ... لم يعد هناك سوى حياة الموت ! ونهار الموت ! وشارع الموت !

توارى الضوء سريعا من غرفتي وانتفضت على صوت رنيين الساعه وهي تدق أجراسها فزعه مذعورة هممت بشرب الماء فتذكرت أننا في نهار رمضان وايقنت ان عطشي لايرويه الماء القراح ولكن يرويه ...!!!   


في الثلاثاء 02 أكتوبر-تشرين الأول 2007 12:24:37 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=2631