الرئيس الصالح والقرار الخطأ
 

أعرف مسبقا أن العنوان سيثير العديد المطبلين الذين يتجاهلون أن الرئيس علي عبد الله صالح بشر يخطئ ويصيب وليس معصوم من الخطأ والنسيان.

أعجبني جدا حديث القيادي الاشتراكي لصحيفة البلاغ عندما قال انه لا يرى مبررا واحدا لعدم ترشيح الرئيس علي عبد الله صالح لولاية رئيسية قادمة خصوصاً وان الدستور يكفل له دورة أخيرة في الحكم وعلمت من خلال ذلك القيادي أن في المعارضة عقلاء ويتحدثون بما يوازي العقل والمنطق بعيداً عن الشطط والمعارضة على الفاضي والمليان.

كنت قد كتبت مبادرة سياسية في 18/8/2005م ونشرت آنذاك في محلية الوسط وصحيفة الحقائق وموقع نيوزيمن وموقع إيلاف أضافه إلى المجلس اليمني على شبكة الانترنت الذي أجرى عليها بما يشبه الاستفتاء وكان جوهرها الرئيس يصب في استحالة الاستغناء عن الرئيس علي عبد الله صالح خلال الفترة الحالية والقادمة خصوصاً في ظل العديد من التحولات الدولية وتشابك المصالح الهادفة إلى تغيير بعض خطوط الطول ودوائر العرض على مستوى الوطن العربي والقرن الأفريقي بدءاً بالصومال الشقيق الذي يؤثر علينا سلباً وإيجاباً عند أي تحول يطرأ على ساحته.

وبما أن الرئيس صالح له خبرة كبيرة وقطع مرحلة لا بأس بها في هذا الاتجاه وخبر اتجاهات السياسة العالمية لأميركا وأوربا فلا اعتقد أن غيره يستطيع أن يكمل المشوار بنفس النسق والإجادة في اللعب على التوازنات الدولية والإقليمية والمحلية كما يفعل هو.

كما أوردت في مبادرتي تلك مبرراً جوهرياً للمطالبة ببقاء الرئيس علي عبد الله صالح على كرسي الحكم وهي المبررات المقنعة لرجل الشارع وغير المشتغل بالسياسة وكواليسها بوجهة نظري حيث ذكرت أن الفساد لا يزال المعضلة الحقيقية لليمن ولا يمكن القضاء عليه بضربة سيف أو بقطع التيار مرة واحدة عنه خصوصاَ وأنه قد استشرى كالسرطان في الجسد ولم يبق في عضو واحد حتى يتم استئصاله.

إضافة إلى ذلك فإن أهم الأسباب التي ذكرتها في مبادرتي السابقة ولا أزال أصر أنها عقبة كؤود أمام أي محاولة لخروج الرئيس صالح من الملعب السياسي في الوقت الحالي ألا وهي المؤسسة العسكرية التي يمسك الرئيس ورفاقه "باعتباره قائداً عسكرياً" على زمامها واسمح لخيالي أن يشطح قليلاً ليؤكد الضعف البشري لدى الرئيس صالح شخصياً عندما يحس أن ملكاً سينتزع منه أو جاها سيسحب من تحته أو نفوذاً دولياً سيفتقده وبالتالي ستتحكم فيه النفس البشرية ليقلب الطاولة رأسا على عقب بإشارة واحدة منه لأصغر معسكر أو قائد فرقة أو ضابط كبير وتتكرر مأساة الوطن العربي الكبير.

ولو استبعدنا هذا منه شخصياً "باعتباره زاهداً في الحكم ومالاً منه بعد 28 عاماً فيه" فهناك العديد من القادة العسكريين الطامحين في هذا المنصب ويرون أنهم أحق من أي قادم جديد غير الرئيس صالح الذي يجد الذي يجد إجماعا منهم باعتبار ما يملكون من قوة ومعسكر وجاه ومال ونفوذ ورتبة عسكريه وقبيلة ولا يستبعد أن يكون هذا الطموح لدى ثلاثة أو أربعة قادة وكل منهم لديه قبيلة يستند إليها ومعسكر يضرب به وتأييد شعبي منقسم بينهم جميعاً "كما هي الشعوب دائماً" وبالتالي سندخل في نفق مظلم لن نخرج منه إلا إلى نفق اظلم عندما يتم التدخل الدولي ويسيطر على الوضع "لا قدر الله ".

طالبت ولا أزال عند رأيي في أن يتم الضغط على الرئيس صالح للعدول عن قراره وهو العدول الذي تصوره بعض رموز المعارضة على أنه عيب وعار متناسين المثل اليمني القديم الذي يقول "الجيد يحلف ويخلف والنذل يوفي بيمينه" وحسب تقديري فالرئيس علي عبدالله صالح جيد ولا يمكن له إلا أن يضع الأمور في نصابها ويقدر الحالة التي سنصل إليها في حالة ترك الكرسي والناس فوضى لا تمرُ بهم.. إلا على صنم قد هام في صنم، والحال بهذا السوء المزري.

قال أحدهم ساخراً أنه يعرف السباحة إذا غرقت السفينة في حال تنحى ربانها "الرئيس صالح" في أحلك الظروف وأسوأها، والحقيقة أن ذلك الشخص أول من سيغرق لأنه وحزبه ركن إلى العامل الخارجي الذي أوهمهم بأنه سيدعمهم في الوصول إلى الكرسي وتناسوا ما حدث لتيارهم في مصر والجزائر والأردن وفلسطين وتناسوا أن أميركا التي يحتمون بها ويركنون لوعودها أعلنت رسمياً أن الانتخابات الفلسطينية لا غبار عليها لكنها تتحفظ على فوز الإسلاميين وستقطع المساعدات عن الشعب الفلسطيني بسببها، وقال الآخر أن الاحتلال يسمى احتلالاً سواءً جاء بطربوش أو ببدله أو بعسيب وما عرف أن الاحتلال لن يسمح له أن يُعقد مثل ذلك المهرجان الذي قال فيه هذه الكلمات فضلاً عن السماح بتشكيل الأحزاب والمنظمات السياسية.

وجّه العديد من الكتاب والسياسيين سهام النقد الحارة لحكيم رجال الأعمال الحاج محفوظ سالم شماخ الذي قاد حملة القطاع الخاص للضغط على الرئيس ومطالبته بالعدول عن قراره وجاءت إجابته عليهم بنص الآية 55 من سورة القصص "وإذا سمعوا اللغو اعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم، سلامٌ عليكم لا نبتغي الجاهلين" ووضّح وجهة نظره الخاصة من منظور الاقتصاد والبزنس الذي لا يمكن أن يستقر ويزدهر إلا في ظل وضع آمن مستقر وليس متقلب مجهول لا يدري إلى ماذا سيُسفر وعلى ماذا سيستقر إلا الله سبحانه وتعالى.


في الثلاثاء 20 يونيو-حزيران 2006 12:29:20 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=258