تأملات حزينة في حياتنا السياسية !!
عبدالجبار سعد
عبدالجبار سعد

مأرب برس - خاص

الانقسامات التي تشهدها المعارضة ككل ممثلة بأحزاب اللقاء المشترك .. تعبر عن الانقسامات داخل كل كيان من كيانات هذه المعارضة على حده .. هذه المعارضة ليس هناك من هدف جامع لها غير إسقاط النظام .. أما مشروع ما بعد إسقاط النظام فلم يتفق عليه أفراد كل تنظيم على حدة حتى يتم الاتفاق عليه من الجميع..

***

من أجل ذلك فالجميع يرى حقيقة هذه المعارضة ماثلة للعيان ككيانات غير متجانسة .. تمارس نشاطا واحدا يتمثل في التشهير بالنظام وتضخيم سلبياته ومحو ايجابياته .. والتركيز على شخص الرئيس غالبا ..

ولا تمتلك أية برامج حقيقة لإصلاح أي جانب من جوانب الفساد الذي تشكومنه مهما صغر أو عظم , لا تمتلك حضورا جماهيريا يجعلها قادرة على التحرك باتجاه أهداف محددة تمثل مطالب لهذه الجماهير .

***

وكحقيقة تظهر لكل مطلع على حقائق هذه الكيانات أنه لا توجد شخصية جامعة ترضيها كلها وتمثل قاسما مشتركا تلتقي عليه كل قياداتها الناشطة داخل الوطن من داخلها ولكن يوجد شخص آخر تلتقي عليه من خارجها هو شخص علي عبد الله صالح الذي تجمع كل أنشطتها على استهدافه بكل الوسائل التي تجاوز غالبا الحدود الأخلاقية والمعايير السياسية التي يتعارف عليها الناس في عالم الصراعات السياسية السلمية .. ومع كل ذلك تظل الحقيقة أن الرئيس هو الشخص الوحيد القادر على إرضاء كل قيادات المشترك كزعامة وكشخص مسئول وجمعها .. والتفاهم معها والاستماع لها وإسماعها ..

****

من أجل ذلك نتساء ل ما الذي يمنع النظام والرئيس من القيام بمبادرة .. تطيح بكل هذه الكيانات الهزيلة وتخلق كيانا قويا .. متماسكا يعتمد فكره وأسلوبه على فكر المؤتمر الشعبي العام ولكنه ليس المؤتمر الشعبي العام الحالي .. هل حقيقة لأن رسل الديمقراطية العالمية بقيادة بوش يقيمن المجتمعات على أساس ثلاثي الأبعاد .. يمثلانقيضي ( حاكم ومعارض ) وثالث بينهما هو الوسط .

****

كنا نقول دائما إن الكبار يجب ان ينأوا بأنفسهم عن الكيانات المتحيزة .. وعن التحزب .. وكم كنا نطمع أن الكبيرين اللذين حققا الوحدة قد انسحبا من حزبي المؤتمر والاشتراكي وجعلا شخصيهما فوق كل الكيانات..

أما الآن فنطمع .. من شخص الرئيس نفسه ولوحده أن يقوم بالمهمة .. فهل يستعصى على الرئيس أن يهيأ مشروع برنامج تنظيمي شامل لكل القوى السياسية .. يعتمد على نفس الأرضية التي قام عليها المؤتمر .. فيكون بذلك قد ساهم في حل أزمة المعارضة كأحزاب وأزمة المؤتمر كحزب حاكم .. ووفر مناخا أكثر صحية لنشاط القوى السياسية التي تنتظمها الأحزاب حاليا .. وفوق ذلك إشراك الكم الهائل من الأفراد والجماعات الموجودة في الساحة والتي لا صوت لها في المجال السياسي إما لأنها لم تشأ أن تكون طرفا مناكفا في الأحزاب المختلفة سواء كانت معارضة أو حاكمة أو لأنها لاترى مشروعية التحزب بل وكثيرا من الأنشطة السياسية .. المرتبطة بها ..

***

وجود الصيغة التنظيمية المطورة للمؤتمر الشعبي العام سيعيد للتآلف وجهه بين اليمنيين وسيشرك الجميع في الفعل السياسي والمشاركة السياسية بدون تمايز أو تمييز من الذي تخلقه الانتماءات الحزبية الحادثة .. أو تحدثه عدم الانتماءات الحزبية أحيانا .

***

هذه الأجواء الفاسدة للأحزاب الحاكمة والمعارضة معا .. تجعلنا نتساءل
مثلا إن كان هناك أحد من المعارضة لا يشكك في جدية كل التوجيهات التي أصدرها وبصدرها رئيس الجمهورية لحل مشاكل مثل مشاكل المتقاعدين التي احدثت بعض أزمة في وقت سابق .. وحل مشاكل الثارات .. وحل مشاكل الأراضي .. وحل مشاكل الموظفين .. وإعادة النظر في السياسات النقدية الخاطئة التي أثقلت كاهل الشعب والدولة .. والمساهمة في حل مشاكل الغلاء ..

ربما الكل موقن كل اليقين أن التشكيك دوما هو الموقف .. من هذه المعارضة .. بدل المباركة والعون في التنفيذ لمثل هذه التوجيهات ومراقبة تقصير الجهات المكلفة بالتنفيذ .. فماهو موقف الحزب الحاكم هل يختلف كثيرا عن هذا الموقف وهل له مساهمة في التنفيذ ومراقبة التنفيذ .. لا ندري والكل يمكنه أن يرى الجواب ولا يسمعه ..

***

إ
الحقيقة أن كثيرا من توجيهات الرئيس صدرت تباعا.. ولم تجد لها من يقوم بتنفيذها ولم تجد لها من يبلغ عن عدم التنفيذ .. ولم تجد لها من يرفع تقارير عن ما نفذ منها أولا بأول ومالم ينفذ .. وهذا أمر تكرر حتى جعل كل المطلعين القريبين من الرئيس والمشفقين على توجهاته الجادة يشعرون بالخجل من هذا الوضع وهم يعرفون بداهة أن هناك جهات معنية بمتابعة توجيهات الرئيس للتحقق من تنفيذها لم تفعل شيئا من ذلك ولم تقم بإبلاغه بذلك أولا بأول .. فهل يستطيع أحد أن يعلمنا من هي هذه الجهات .. ؟

****

 الرئيس أصدر توجيهات متعددة قبل هذه التوجيهات بمثلها ولم تتحقق ولم يعلم الرئيس أنها لم تتحقق كما أنه لم يعلم لماذا لم تتحقق .. وهو يعيد الكرة كمالوأنه يفعلها لأول مرة ..

  • الرئيس يصدر توجيها بحل مشكلة ما في منطقة ما ويجيء المنتفعون لجهات التنفيذ فيقال لهم ادرجناها في الموازنة للعام القادم ..
  • يوجه بتوظيف أوائل من جامعه أو معهد معين .. ثم تمر سنون ولا أحد يأبه بالتنفيذ ..
  • الرئيس يصدر توجيها بصرف مبلغ معين لجهة معينة وصلت اليه حاجتها وقدرها.. فتذهب التوجيهات لتدخل في سلسلة إجراءات روتينية .. لا علاقة لها بالتوجيه الرئاسي ..
  • الرئيس يصدر توجيها بمعالجة مشكلة معينة لقطاع معين أو لمشكلة معينة تهم الناس .. فتمر سنون ويفاجأ أن التوجيهات التي أصدرها لم يقم بها أحد والمشكلة قائمة ..

هل الرئيس يعلم أن توجيهاته تتحول إلى خطط وبرامج تشبه خطط وبرامج الحكومة والمشترك والمؤتمر .. وهي لمجرد الاستهلاك في لحظة معينه وليست ملزمة لأحد ؟

هل يعلم أنه ليس هناك من هو موكل بمتابعة تنفيذ التوجيهات .. وإن كان الأمر على غير ذلك فمن هو الموكل بها وهل تحقق الرئيس بنفسه انهم يقومون بمتابعة تنفيذ ماوجه بتنفيذه .. ؟أم أن حاله مثل حالنا نحن الذين نتابع الأخبار فنفرح بالتوجيهات ثم نعلم ان شيئا لم يحدث فلا نملك ان نحرك ساكنا ..

وهل يقصد الرئيس تسلية شعبه بالإعلان عن هذه التوجيهات والحلول دون أن يقصد تنفيذهافعلا .. كما يحاول ان يصورلنا المعنيون بأمر التنفيذ ومراقبة التنفيذ الأمر على أنه كذلك ؟؟

وهل عليه أن يؤكد دوما أن توجيهاته يجب أن تنفذ بالضرورة حتى لا يكون ممقوتا من الله والناس .. أم ان الأمر ليس ضروريا بأي مقياس .. و إنما يتوقف على استحسان المراقبين للتنفيذ من مساعديه وأمناء سره .. والموكلين بإدارة شئون الدولة في مكتبه بغض النظر عن توجيهاته ..

***

ربما ليس على المعارضة أن تثور من وضع عدم التنفيذ للقرارات ولكن على المؤتمر نفسه أن يفعل بنفس القدر .. وليس علينا أن ننتظر من شارع الصحافة غير الملتزمة أن تقول مايحبه الرئيس ويحبه كل غيور على الوطن والشعب .. مادام الرئيس ومن حوله يعلمون عبثية كل التوجيهات الصادرة من الرئيس وما أجملها وما أحلاها ..

***

لا أحد يعلم هل حالة عدم التنفيذ المتوارثة للتوجيهات الرئاسية يقصدها الرئيس أم يقصدها حجابه .. أم لا يقصدها لاالرئيس ولا حجابه ولكن جهة أخرى غيرهم أجمعين ومن هي ياترى تلك التي لها الامروالنهي .. وليس عليها من رقيب ..كم نتمنى أن نعلم لكي نتحقق متى ينتهي مثل هذا الوضع المأساوي !!


في الجمعة 31 أغسطس-آب 2007 04:58:51 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=2444