الهيئة الوطنية العليا للدفاع عن الوحدة..بين يدي بن شملان
كاتب/مهدي الهجر
كاتب/مهدي الهجر

مأرب برس - خاص

إلى الهيئة الشعبية للدفاع عن الوحدة ، تتألف من السياسي ، والمثقف ، والأديب والشاعر ،والشيخ والتاجر ، وأساتذة الجامعات ، والمتقاعدين العسكرين ...الخ.. يؤمهم بامتياز المهندس فيصل بن شملان ......ولها أن تضع أهدافها وبرنامجها التفصيلي الشامل ...على أن يعمل للهدف وتتراجع الانتماءات ..

ولماذا فيصل بن شملان ؟

لان هذا قدره كما هو قدر كل عظيم والذي تتزاحم على صدره وأكتافه الهموم ..

وبعد:

كان النوبة قد دعا إلى تشكيل هيئة وطنية عليا للدفاع عن الجنوب في 24/8/ 2007م، في خطوة تؤكدها ما سبقتها من فعاليات لهذا التيار ، أنها ليست ارتجالية ، إنما مرحلة حانت لتنفيذ واحدة من مفردات الخطة في إطار ممنهج لكل حيز منه مرحلته ومفرداته ، كشفت الأحداث القريبة وتلك البعيدة معالمها وخطوطها العامة.

اليوم وأكثر من أي وقت مضى ، يمضي التيار الانفصالي في تبني مشروعه بخطوات ممنهجة تعكس استراتيجية مرسومة ذات مراحل ، تفصح عن نفسها من خلال بعض مظاهرها الإجرائية ، ومن خلال القراءة العميقة لكثافة التغطية الإعلامية ومساحاتها ،البعض منها بمثابة التعبئة المعنوية والنفسية ، والشحن والنفير ، والبعض الآخر في شكل التوجيه المركزي ،بتحديد معالم ، وارتسام خطط، وتغذية مرتدة عقب تحليل وتقييم وتقويم .

ومن الواضح أن الانفصاليين الجدد قد توافقوا في مخططهم مع قوى في الداخل ليست من ذات الفصيل ، إنما في التقاء الهم ، وقاسم القضم للبلد من أطرافه .

ومع قوى إقليمية البعض منها بشكل مباشر عدائي صريح يعزز ويتناغم مع الفكرة كرد فعل لمواقف وتباينات قريبة ، والبعض الآخر لمتغير شخصي إقليمي مزاجي تسكنه جنون وأحلام العظمة ، وتتملكه هواجس انه الوريث الشرعي للشرعية القومية والمحرك والسند للثورات والضعيف الذي يقصده ويطلب نجدته ، ومن ثم فأي تباينات معه في بعض وجهات النظر يستدعي الحال الثورة والتثوير .

أما البعض الثالث –لهذا الإقليمي-فان لم يشارك فبالإيماءة أو أقلها السكوت كتواطؤ.

ولم يأل الانفصال جهدا فقد سعى بعملية حثيثة ملحة وذات خطوات وإبداع ونفس طويل باتجاه التطبيع مع القرار الدولي مبتدءا بوسائطه ومؤسساته ومتمماته المختلفة ، وصولا إلى وضع الملف على المنضدة كواحدة من القضايا الدولية العالقة .

هذه الجزئية في التحليل تضطرنا العودة إلى المقدمات ونقطة البداية لهذا التيار بثوبه الجديد والذي سنسطلح عليه هنا بالانفصاليين الجدد ،إذ تعود إلى تلك اللحظة التي حمل معها الانفصال نعشه وخزيه ،وانتصرت فيها إرادة الأمة بمجموعها .

يومها انتشى فريق من بين الفرقاء وتأبط فخرا وأخذته العزة والصولة لنفسه ونسي واجباته وحقيقة التحديات في المرحلة القادمة ، في الوقت الذي بيت فيه الآخر نية التآمر والانفصال من جديد في ظل سكرة من غرور وإفراط عاشها ويعيشها الآخر، تماهى في كل شيء واختزل وخطف من الآخرين كل شيء ، حتى أذن مؤذن يومها هذا زمانك أنت ومن ثم فلا شيء يذكر ..

الشاهد هنا أن الانفصالي اختطفها وبيت خطته ونيته صبيحة الانتصار ...ثم وبعد أن امتص الصدمة وتكيف معها ، واجتر بعمق أنفاسه على متكأ الآخرين وضع المعالم الأولى والخطوط العامة لاستراتيجية لها سقفها من الزمن والذي قد لا يتجاوز العقود الثلاثة ، مستفيدا من بيئته الداخلية -الأوضاع اليمنية – والتي تهبه كل يوم فرص للحركة والتحريك ، مستغلا في الوقت نفسه انشغال الآخر بهمومه هو وبنفسه ، وغلبة الفساد على الأحوال والمقدرات .، حتى يزدحم الضيق العام والاختناق ليفرط كعادتهم البسطاء والعوام في الذهاب الى الانتقام من المفاهيم والثوابت والأسس، بحسن نية وتنفيس وليس بسوء قصد.


ففي المحافظات الشمالية يصيح العامي الغوغائي بهتاف للحوثية وعلى النظام الجمهوري وثوابت الثورة ، ليس إلا انتقاما وشماتة وتعريض بمن أشعل الأسعار وراكم الفساد وعطل المؤسسات ،أما في المحافظات الجنوبية والتي أعلن أهلها ميلاد حياتهم الثانية مع اشراقة شمس الوحدة فان الضيق العام والعنت ومع تكرار الانفصالي مفردات بعينها على آذانهم صباح مساء فان المواطن هنا اتجه في جزء لا باس به منه إلى لعن الوحدة وتحميلها التبعة .

وهناك في الجهة المقابلة يجلس الانفصالي الثائر يرقب المشهد ويقيمه ويفرح ويسارع لاختماره من اجل أن يركب الموجة ويمضي بها إلى حيث يريد في غفلة عامة ،وشحن بين الفرقاء ،وسلطة فاسدة راكدة في الغباء لا تحسن سوى ردود الأفعال ، وإجراءات أكثرها تستفز وتمضي كوسائل نحو تحقيق أهداف هذا التيار.

ويبدو أن الانفصاليين الجدد قد سنحت لهم الفرصة منذ حين لاستكمال تفاصيل استراتيجيتهم واستفراغها إلى خطط تفصيلية ، والى أهداف قريبة وبعيدة ووسائل مباشرة وغير مباشرة ، وإجراءات مختلفة ، وتكتيكات بعضها قد يصل محل الدهشة ..

الصورة الجلية الآن أن هذا النفر الشاذ قد ركب الموجه ليكثر نفسه بالسواد العام وليدفع بالرياح ما استطاع باتجاه شراعه ، وقد أحسن تماما توزيع الأدوار وتقسيم نفسه إلى ثلاث مجموعات لتنفيذ مخططه .

المجموعة الأولى : :للداخل مهمتها استخباراتية ،تكشف، وترصد وتخترق ،توزع ا لدعاية، وتسرب الإشاعة، وتعبي في الجملة، البعض منها ليس عليه باس في الظهور لتحقيق نتائج مباشرة ، من خلال الاحتكاك والمزاحمة والاستفزاز ،وتوظيف الأحداث وتجيير المواقف لخلق رأي عام والبناء في اللاوعي إلى أن تفجره أحداث حقيقية أو وهمية وقد تكون مختلقة ، فضلا عن استهداف الحزب الاشتراكي في تجنيح وخلخلة مقصودة باعتباره رمز ورافعه وتاريخ وحدوي .

المجوعة الثانية : وهذه مقامها ونشاطها إقليمي ، للتمويل وتحريك القضية في هذا المسار ، تستغل الأحداث ، والقضايا في العلاقات ذات ا لجدل ، والاستدعاء من الأرشيف سابق الخلافات ، فضلا عن سعيها لتسويق نفسها في العلاقات والكسب ،وتقد يمها نفسها على أنها النموذج للجار والتابع الأمين ، وهذا الفريق قد يكون الأقرب لقيادة وتوجيه الداخل .

المجموعة الثالثة : في فريق يستجلي حركة وخبايا الاستراتيجية الدولية وتحديدا تجاه المنطقة ، ويقدم نفسه كنموذج عصري منفتح كواحدة من أدواتها في المنطقة ، يمشي بهدوء ، وبخطى حثيثة وجهته المؤسسات الأمنية والدوائر الرسمية والغير رسمية ، ومراكز البحث ، والمؤسسات المالية والتجارية ، والشركات العابرة ، يقدم نفسه ويستعدي ، ويحمل أمامه الكثير من الملفات العالقة في الداخل وصورة مفزعة للفساد ، ووعودا والتزامات بالجملة لم تتحقق بشان الإصلاحات المختلفة.

وإذا كان الرئيس الصالح قد أبقى على قدر مقبول من العلاقات بدفع شخصي وفي إطار العلاقات الشخصية ، فان هذا الفريق قد أتى تماما والى حد كبير في تشويه الصورة الشخصية للرئيس في هذه المحافل .

وفي قراءة من زاوية أخرى- تساعد في استشفاف الصورة أكثر- لجزئية أخرى للاستراتيجية الدولية التي يتوافق على البعض منها الكبار تحت واقع ما ليس منه بد ، فان معطيات تبدت للفضاء العام بان اتفاقية دولية طبخت من وراء الكواليس تشبه تماما من حيث الجوهر اتفاقية سايكس-بيكو، حصلت عقب سقوط بغداد بموجبها تترك الولايات المتحدة لبعض الدول ومنها فرنسا وبريطانيا الحق في أن تملأ جزء من ما كان لهما سابقا ويحسب لهما الآن إرثا تاريخيا ، حيث تملا فرنسا الجزائر ولبنان وبعض الحيز الأفريقي ،ولبريطانيا جنوب العراق الذي لأجله غامرت وهي فيه الآن تصطلي.

في الوقت الذي لازالت فيه بريطانيا تعتبر ما كان يسمى في عهدها بالجنوب العربي إرثا لها من حقها أن تملاه ولا ينافسها فيه احد وأدواتها في ذلك بعض من لازال تربطهم بها علاقات وصداقات ، ووسائل إعلام لا زالت عندها محل الدعم.

ولعل القاريء للتاريخ السياسي والدبلوماسي البريطاني ،يدرك بجلاء أنها أشنع وأفجر وأمكر وأخبث وأجرم سياسة ودبلوماسية على وجه الأرض وعبر التاريخ ، فكل أزمات المنطقة هي محلها الأول ، ولا زالت تحتفظ بأرشيف خطير ومتكامل عن المنطقة تفقه من خلاله أسرارها الصغيرة والكبيرة الظاهرة والباطنة أكثر بمليون مرة من ما يفقهه أبناء المنطقة نفسها ...

أقول اليوم وبي قلق يتملكني كما لم يكن من قبل ، أن نذرا في الأفق تلوح لفتنة تقترب يراد لنا فيها أن نكون بمجموعنا وقودها ، وان مخططا خارجيا من بني جلدتنا أدواته وتباشيره ، جاذبيته سوء الإدارة والأوضاع ، وثقوبا أخرى هنا وهناك في قاع وجدران السفينة ، السلطة والقرار أمها وأبيها أولا وأخيرا ، كلها إن تجاذبت وآزر بعضها بعض ، فيومها لا مساس ، ولن يدري سعد لماذا ؟ وكيف هلك سعيد ؟

التعويل على السلطة بمفردها أمر غير واقعي ومقبول لأنها فوق طاقتها ..

وأن غطرسة وغرور السلطة على الأقل في مثل هذا الحال والحين ضرب من الحمق .

والعاجل الآن:

إلى الهيئة الشعبية للدفاع عن الوحدة ، تتألف من السياسي ، والمثقف ، والأديب والشاعر ،والشيخ والتاجر ، وأساتذة الجامعات ، والمتقاعدين العسكريين ...الخ.. يؤمهم بامتياز المهندس فيصل بن شملان ......ولها أن تضع أهدافها وبرنامجها التفصيلي الشامل ...على أن يعمل للهدف وتتراجع الانتماءات ..

ولماذا فيصل بن شملان ؟

لان هذا قدره كما هو قدر كل عظيم والذي تتزاحم على صدره وأكتافه الهموم ..

وللانفصاليين

ليس عندي استعداد البتة في احترام من ثبت وأتضح انه قد تأبط شرا تجاه بلده وناسه وأهله بسبق إصرار وترصد وتبيت نية ..

إنما حسبكم التاريخ ففيه لنا ولكم وللسلطة معتبر ، وعليكم أن تقرؤوا بعمق خصائص هذا الشعب العظيم الذي إن هب فلن تقف دونه كل قوى الأرض.

أما وان فعلتموها وعدتم إلينا ،حملناكم على الأعناق وهتفنا لكم وأمطرناكم محبة ، ولكن لا تمازجوا بيننا وبين السلطة فبنا منهم أعظم ما بكم ...لكنها اليمن ..

والى السلطة

الم يأن الأوان في الكف ولو قليلا والرؤية برشد وبصيرة ولو بمقدار خطوات ..فاني أرى تحت الرماد وميض نار .

  alhager@gawab.com


في الخميس 30 أغسطس-آب 2007 10:24:21 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=2435