عتاب وملامة ...
يحي الصباحي
يحي الصباحي

يسألُني معاتِباً ...

يا صاحبي: لِمَ الغضـــــب؟

يا صاحبي: دع عنك أسباب الملامةِ والكُرب

يكفيك أضناك التعب

دع عنك ذمك والسباب واخلُق لهم أدنى سبب

سَلِّم بأن الغادر الخداع والمحتال قد أضحوا لنا نعش الأبد

آمن بأرباب البلادة والنفاق لكي تُحَبَ... وتستريح من اللغب

إنَّ البُغاة بأرضنا بلعوا البحار مع الصحارى والهِضاب وأورثوها لمن سلب

نثروا نياشين الفخار من حوضِهم فيداً لمحرومي الأدب

وتبوء الغِلمان من أقزامهم وِداً لهم نالوا بِهِ أرقى النسب

***

يا صاحبي:إركع لهم فالحق فينا يستَتِبُ لمن غلب

أمَّا الذين تنكروا للشعب أوغدروا الشهيد تبوئوا أعلى الرُتب

من كان منهم لصنا؛ صار الصديق المُرتقب

ولأجلهِ هتف النشيد مُردداً من فقرنا لحن الطرب

يا صاحبي: نافق وجامل خائِناً تجني النقود مع الذهب

أو سِر على درب الكِرام... تشويك ألسِنةُ اللهب

يا صاحبي: لاغرو لا لا لا عجب

من يملكون زمامنا... أزلامُنا أسقوا شعوبهُم الكُرب

وغدا اللئيم هو الزعيمُ المنتخب

وهَبَ النياشين العِظام... فيداً رخيصاً هيناً يُعطى لِمن هَبَّ ودب

وتبوء الغِلمان من أقزامهم في شعبنا أسمى الحقائِبَ والرُتَب

وبدورهم ما قصروا نهبوا البلد

عاثوا الفساد بأرضنا واستضعفوا أهل المناقِبِ والأدب

من قال مِنهُم للبُغاة كفى... ذهــب...

وغدا المُطالبُ بالحقوق مُتآمِرٌ ينوي التمرُدَ والشغَب

قمعوه واعتقلوا أبوه وعذبوا من ساندوه وسقوهموا نصب النصب

ساموهُ من أردى بذائتِهم قذفاً وسب

إن قال حقاً يبتغي رُشداً لهم

قالوا له أُسكُت( shut up )

أو أحرقوهُ بحقدهم وسقوهُ من حِممِ الدناءة مايئِن بِهِ الوصب

وصموهُ بالإرهاب والتخريب أو أشعلوا من حولهِ حُزَمَ الحطب

أو ألبسوه بزيفهم وخداعهم تُهــماً قد أضحكت عجب العجب

لو أنه قال نعم... أو سار في درب النعام... لغدا الحبيب المُستحب

وغدا الأصيل بنهجهم؛وسليل أصحاب النسب

***

تلك مقالةُ صاحبي

أمَّا أنا فمقالتي سأُذيبها سيل حممٍ

وأُذيقُها لذوي السوابِق شُعلةً تشوي الرِقابِ مع الرُكب

لا لن أكَلَّ ولن أَمَلَّ ولن يُزلزلني التعب

لا لن تُغادِر هَمتي حتَّى يُحاكم من تآمر أو نصب

لا لن أخون أمانتي حتَّى ولو حاربوني بالخداع وبالكذِب

لا لن أبيع مواطن الأحرار من أجلِ مالٍ أو ذهب

لا لن أخون شهيدنا...

حتَّى ولو عقدوا الحِبال على الرِقاب وأشعلوا تحتي الحطب

تَبَّت يدا أبي لهبٍ وتب

تبَّت أيادي من نهب

سُحقاً لمن حمل الرُتب

إن كان من أذيال من عاثوا الفساد وخَربوا أرض العرب

بُعداً لمن حصدوا الحقول بلا تعب

أُفِّ لدجالٍ كذب

سُحقاً لمن يسقي الحميم لشعبهِ

حتَّى وإن صلى وصام وقال من أحلى الخُطب

يا صاحبي : للكون رب

سارت قوافِلُ عــــزنا؛ والفجر موعِدهُ اقترب

وغداً سَنشوى الظالمين؛ شي النعاج على اللهب

وغداً لناظِرهِ قريب

إمَّا سنحتضِنُ السماء

أو نرتقي فوق الشُهُب

فترقبوا صِدق الوعود... واللهُ خير من ارتقب


في الخميس 24 أكتوبر-تشرين الأول 2013 05:28:38 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=22480