مناصب شاغرة بشرط...
عبدالخالق عطشان
عبدالخالق عطشان

جاء الاسلام ليُعلي من قيمة الفرد والذي هو محور الحياة والذي من أجله سُخر الكون وأُرسلت الرسل وأنزلت الكتب وقد جاءت التعاليم الالهية بمبدأ المساواة بين البشر مهما اختلفت اعراقهم وألوانهم وأنسابهم وأن معيار التفاضل هو ما يحمله الفرد من تقوى

اليوم وفي واقعنا المعاش وعلى كل الاصعدة يبرز معيار يضرب بالتقوى وما يندرج تحتها من مؤهلات عرض الحائط ألا وهو معيار ( الحزبية ) ويبرز أكثر ما يبرز في الدول الدكتاتورية العائلية والفقيرة واليمن السعيد أنموذجا ..فكلما كان الفرد أقرب إلى مركز الحزب وإلى أهم مفاصله فإن له من الحقوق والامتيازات ما ليس لغيره بل ان هذه الحقوق والامتيازات تنسحب على أقربائه وأصدقائه وحتى الدرجة العاشرة والعشرين..

على مدى العقود الثلاثة السابقة كان معيار الحزبية في بلادنا هو المعيار الأول في كل مؤسسات الدولة فكلما كان الفرد أكثر تحزبا بجهل او بعلم وأكثر تطرفا لحزبه كان الأوفر حظا في الوظيفة والترقية والدراسة رغم قلة مؤهلاته بل وانعدامها فيكفيه شهادة من اللجنة الدائمة أنه ساهم في انجاح عمل الحزب وفي انتخاباته المشبوهة والمشكوكة بعد الثورة الشبابية والشعبية وعقب تقاسم الحقائب والمناصب بين المؤتمر وحلفائه من جهة والمشترك من جهة أخرى كانت الحزبية ماثلة بقوة و ( عيني عينك )..

فذلك حزب رأى في من توافرت فيه صفة عشق الزعيم وثبتت قدرته على رماية الثوار وركوب الخيل والسباحة والصيد في الماء العكر وكان قريبا من أحد قيادة هذا الحزب أو له تزكية من عاقل الحارة أو عضو المجلس المحلي وشهدوا أنه ممن أحب الزعيم وصبر على أكل (الدجاج المجمد والرز البسمتي ) لأكثر من عامين في التحرير فذلك مقدم على غيره في كل شيء وهذا ليس غريبا على حزب أقامه صاحبه لخدمته واستخدمه لمآربه وعائلته

 الغريب أن أحزابا كانت تندد بالحزبية وأضرارها إلا أنه لما أخذت حصتها من غنيمة الوفاق مشت على خطى الزعيم فهذا حزب يرى أنه من توافرت في أعضائه السلالية وأنه يحمل نفس فصيلة السيد فإنه ممن لا خوف عليه ولاهم يحزنون وأنه من أصحاب الحظ الأوفر في كل ما يتمناه، وإن لم تتوافر فيه فصيلة السيد فعليه أن يكون ممن يحمل شعار الموت في حله وترحاله ويجيد الترنم بالصرخة قبل نومه وبعده وكذلك قبل الأكل وبعده وأن تكون نغمته الأساسية في هاتفه وأن تكون اول ما يسمعه مولوده بعد ولادته

وهذا حزب يرى أحيانا في من توافرت فيه شروط البخاري ومسلم أو ممن كان يحمل مؤهلات أصحاب بيعة الرضوان أو ممن يحفظ الوصايا العشر عن ظهر قلب فهو أهل لكل خير وفضيلة ومنصب بل والغريب والصادم للعقل ان أعضاءً في هذا الحزب ممن استبشروا بالتغيير وتولي حزبهم مقاليد مؤسسة حكومية أصابتهم خيبة امل حين وضعوا بين يدي قيادة هذه المؤسسة مظالمهم والتعسفات التي طالتهم إبان الحكم السابق ويطالبون بحقوقهم في إطار القانون وبما يحملون من وثائق تثبت مصداقيتهم فوجئوا بقول تلك القيادات : - أنكم تعملون من اجل الدعوة فلا تبطلوا أجر صبركم-.. فانصرفوا من لديهم وهم يرون من هم أقل منهم خبرة وكفاءة في مناصب لم يكونوا ليحلموا بها وينالوها لولا أنهم كانوا على حضور دائم لمقرات الحزب وتغيب عن مقار أعمالهم التي يستلموا عليها رواتب من خزينة الدولة

Abu_almjd711@yahoo.com


في الثلاثاء 24 سبتمبر-أيلول 2013 05:03:27 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=22169