شبوة ما بين عبق التاريخ والمستقبل المنشود
عبدالرحمن علي الزبيب
عبدالرحمن علي الزبيب

تعتبر شبوة من اهم المحافظات اليمنية حيث تعتبر مملكة الغاز في اليمن حيث يقع في شواطئها اهم واكبر محطة لتسييل الغاز وتصديره في اليمن .

بالإضافة الى الشواطئ الجميلة والتنوع الجغرافي صحراء وسهول وجبال وسواحل بالإضافة الى ماتمتاز به ابناء شبوة من مميزات الكرم والشهامة والرجولة والصدق والشجاعة .

وقد يستغرب البعض الكتابة عن شبوة هذه الايام الذي تعرضت فيه الأجهزة الأمنية والعسكرية لضربات من قبل جماعات مسلحة .

الا ان الوازع الوطني هو الذي جعلني ادق ناقوس الخطر عن ضرورة ايلاء محافظة شبوة الاهتمام الكافي وتنفيذ مشاريع الخدمات الأساسية والإسكانية في شبوة لتطويرها وإخراجها عن عزلتها التي تم فرضها عليها دون سبب لان استمرار تجاهل شبوه سيؤدي الى خروجها عن نفوذ الدولة وسيملأ فراغ الدولة جماعات أخرى .

ومشاكل شبوة رغم تفرعاتها الكثيرة الا ان مكمن المشاكل يكمن في مشكلة اللادولة وهو غياب الدولة بجميع أجهزتها عن شبوة وعدم وجود دراسات وبحوث متخصصة لإيجاد نقاط تواصل وثقة بين الدولة والمواطن في شبوة .

فالمواطن في شبوة يمتاز بانه اذا تعاملت به باحترام ورجولة فهو يبادلك بالمثل وان رأى منك أي انحراف فلا يرضى بذلك وسيعاند ويكابر ولن يرضخ مهما كان .

وتاريخ شبوة عريق حيث كانت عاصمة لدول ومملكات عظيمة قديمة في تاريخ اليمن القديم واهمها

1-\" يهر\" عاصمة مملكة أوسان ، وتقع إلى جهة الشرق من مديرية بيحان وإلى جهـة الشمال من محافظة شبوة

2-شبوة القديمة \" عاصمة مملكة حضرموت القديمة ، وتقع في أقصى غرب وادي حضرموت على أطراف مفازة صيهد ، في شمال شرق محافظة شبوة .

3-\" تمنع \" عاصمة مملكة قتبان ، وتقع في وادي بيحان شمال غرب محافظة شبوة . وعلى سواحل هذه المحافظة التي تشرف على البحر العربي كانت ميناء قنا القديمة التي تمثل أعظم موانئ العالم القديم حيث كانت تربط بين دول جنوب شرق آسيا ودول شرق أفريقيا بالحضارات التي كانت قائمة في بلاد ما بين النهرين وسوريا ومصر وبلاد اليونان والرومان ، عبر طريق القوافل التجارية البرية

كما يوجد في شبوة امكانيات عملاقة لانطلاق مستقبل واعد بالخير ليس فقط لأبناء شبوة بل واليمن بشكل عام .

فيوجد في شبوة آبار ومكامن نفطية وغازية ومعادن عملاقة اذا ماتم الاستفادة منها ستشكل قفزة كبيرة لليمن وسيجعلها تدخل نادي كبار مصدري النفط والغاز في العالم .

بالإضافة الى ما تتميز به شبوة من إمكانيات سياحية ومعالم أثرية كبيرة حتى ان احد قيادات السلطة المحلية امين عام المجلس المحلي لمحافظة شبوة اوضح ان شبوة تضم معالم سياحية كثيرة بكر لم يتم العبث بها ولم تقم الدولة لا سابقاً ولا حالياً باكتشافها واكد ان شبوة تعتبر متحف متكامل اذا ما تم ايلاء الاهتمام الكافي للدولة بها فستكون قبله العالم للسياحة لما تتميز بها من شواطيء جميلة وخلابه وتضاريس متنوعة واماكن اثرية وسياحية عظيمة.

ولا يتعدى سكان محافظة شبوة ( 470440) اربعمائة وسبعون الف واربع مائة واربعة واربعون نسمة وفقاً لاخر احصائيات رسمية ويشكلون مانسبة (2,4%) من عدد سكان اليمن .

وبالرغم من اهمية شبوة الاقتصادية ومساحتها الشاسعة في مقابل عدد سكانها القليل الاانها لم تلقى الاهتمام الكافي من قيادات الدولة .

وعدم الاهتمام الكافي بمحافظة شبوة ادى الى خروجها شبه الكامل من سيطرة الدولة وعدم وجود قبول شعبي لها لعدم وجود أي اهتمام بمحافظة شبوة .

وبالرغم من المشاكل الكبيرة التي تعاني منها محافظة شبوة والذي يطول شرحها والذي يعلم بها وبتفاصيلها جميع قيادات الدولة الا انني سأوجز اهم تلك المشاكل وهي كالتالي:

1-تدهور البنية التحتية لمحافظة شبوة ( الماء – الكهرباء – المجاري – الصحة ) بالرغم من ان محافظة شبوة تزخر بموارد نفطية وغازية كبيرة والتي جعلها اهم مكامن الطاقة في اليمن الا انها رغم ذلك لاتستفيد من ذلك فقد يستغرب البعض عندما يسمع ان كهرباء شبوة يتم انتاجها من شركة بريطانية ويتم ايجار مولداتها وقد تنقطع الكهرباء عن شبوة لفترات طويلة بسبب عدم ايفاء الدولة بمبالغ ايجارات الشركة البريطانية .

والذي كان من المفترض ان يتم انشاء محطة كهرباء عملاقة في محافظة شبوة لتغذية احتياجات المحافظة من الكهرباء وايضاً امكانية تغطية معظم المحافظات الشرقية بالكهرباء .

بالإضافة الى عدم وجود مشاريع عملاقه للمياة والمجاري والتخطيط الحضري والشوارع العملاقة خاصة وان عاصمة محافظة شبوة ومدن شبوة مازالت صغيرة ولم تتوسع الامر الذي يستوجب سرعة انشاء وشق الطرق والشوارع العملاقة في عاصمة المحافظة والمدن الاخرى في المحافظة واستكمال الربط بين جميع المديريات بالطرق الاسفلتية الواسعة.

2-مطار عتق الدولي دون إضاءة مطار بلا قناديل ( جمل يوقف مطار عتق لساعات طويلة ):

بالرغم من وجود مطار في شبوة هو مطار عتق الدولي الا ان ذلك المطار ورغم اهميته في تعميق التواصل بينها وبين باقي مناطق الوطن والعالم الا ان مطار عتق الدولي لم يلقي أي اهتمام او تطوير فمطار عتق الدولي لا تستطيع الطائرات الهبوط فيها بعد غروب الشمس لعدم وجود إضاءة في المطار او في المدرج فمطار عتق الدولي هو فقط طريق اسفلتي فقط حتى لن خطوط الطيران العالمية تمتنع عن تسيير رحلات مباشرة الى مطار عتق الدولي وحتى الطيران الرسمي الوطني طيران اليمنية يرفض تسيير رحلات الى مطار عتق الدولي وفقط طيران السعيدة الخاص غير الرسمي يقوم بتسيير رحلة طيران وحيدة ويتيمة كل خميس رحلة واحدة اسبوعياً في الصباح او قبل غروب الشمس.

ولا توجد أي امكانيات او اتصالات او برج مراقبة في مطار عتق الدولي ولا حتى مكان لتخزين واستلام الشحن فعند نزولك المطار ستجد سيارة اخراج الشحن تعرضها فوق السيارة خارج صالة المطار وكأننا في عصر ماقبل المطارات .

وبالنسبة لبرج مراقبة واتصالات المطار فلا يوجد وهنا اذكر قصة ظريفة حدثت قبل فترة عندما جاءت طائرة مدنية للنزول في مدرج مطار عتق ولم تستطيع النزول لوجود جمل في وسط المدرج مما ادى الى قيام الطائرة بالتحليق في الجو لعدة ساعات وقيام شركة الطيران بالتواصل مع قيادة محافظة شبوة لإبعاد الجمل من مدرج المطار وهذا ماتم بعد ساعات طويلة وهذا بسبب عدم وجود برج مراقبة وعدم وجود اجهزة اتصال في مطار عتق للتواصل مع الطائرات وايضاً عدم وجود اهتمام بمرافق المطار .

3-قيادات وموظفي الدولة في محافظة شبوة خارج المحافظة:

بالرغم من غياب الدولة عن محافظة شبوة بمشاريعها فان ذلك تواكب مع غياب رجال وموظفي الدولة عن محافظة شبوة فتجد اغلب قيادات الاجهزة الادارية والامنية والقضائية وجميع مرافق الدولة وحتى موظفي الدولة لا يستقرون في داخل محافظة شبوة فقلما تجد قيادي في الدولة مستقر ومقيم مع عائلته في شبوه فالأغلب يقيمون خارج شبوة وخارج مدينه عتق حتى الموظفين العاديين تجدهم يحضروا الدوام الرسمي ويغادروا مدينه عتق عقب الدوام مباشرة الى خارج المدينة لعدم وجود سكن مناسب في محافظة شبوة والمفترض ان يتم في محافظة شبوة انشاء مجمعات سكنية عملاقة لتمدين محافظة شبوة وتطويرها وعند مناقشتي مع احد موظفي الدولة في شبوة عن عدم اقامته في مدينة عتق جوار مقر عمله اجاب بانه لايوجد مساكن وشقق مناسبة في سعر الايجار والجودة في شبوة فاقل شقة للإيجار بأربعين الف ريال وغير مناسبة للسكن .

وعدم استقرار قيادات وموظفي الدولة في شبوة سيؤدي الى غيابهم المتكرر عن اماكن عملهم لزيارة عوائلهم خارج المحافظة وغيابهم هذا سيؤثر على عمل الاجهزة الذي يعملون فيها .

4-حديقة شبوة حلم لم يتحقق:

لا يوجد حديقة في محافظة شبوة وحتى في مدينة عتق لاتوجد بها متنفس او حدائق لكي نعترف بان المدنية وصلت الى عاصمة محافظة شبوة وغياب وانعدام الحدائق ادى الى ان تكون مدينه عتق مدينه أشباح من يسكن فيها يجب ان يكون بين اربعة جدران في منزلة لعدم وجود أي متنفسات او حدائق وهذا سبب أيضا لإحجام قيادات وموظفي الدولة عن النزول بعوائلهم الى محافظة شبوة فالبعض يقول انه اذا انزل عائلته الى شبوة سيضعهم في سجن منزلي

5-جامعة شبوة سور طويل وانعدام الأمل في إنشائها:

في مطلع عام 2000م تم تحديد وتسوير مسافة شاسعة في مدينة عتق لإنشاء جامعة شبوة ومنذ ذلك العام وحتى الان والسور مازال قائماً يشهد بتجاهل الدولة لابناء شبوة من التعليم والذي يؤدي الى تفشي الجهل والجهل الممنهج لأبناء شبوة واثر ذلك السلبي على محافظة شبوة .

والمفترض ان يتم الإسراع في إنشاء جامعة شبوة لتكون منارة العلم في المحافظة وما يجاورها.

6-غياب الأمن المجتمعي في شبوة:

جميع أبناء شبوة يطالبون بوجود الأمن في محافظة شبوة لكن الأمن الذي يحقق الأمن بإجراءات الامن وبالتوافق مع أبناء شبوة وبحيث يتم استقطاب شباب شبوة للعمل في اقسام الشرطة والمناطق الأمنية وليس ان يتم إنزال جنود من محافظات أخرى للعمل في شبوة لعقابهم واعتبار نقلهم الى شبوة عقوبة لهم .

مما يؤدي الى الغياب المستمر للجنود والضباط في الأقسام والمناطق الأمنية وعدم وجود القناعة والرغبة لدى الجنود في العمل في شبوة وهذا ادى الى تراجع نفوذ وسيطرة الدولة الأمنية على محافظة شبوة وتفشي الانفلات الأمني يجعل من شبوة بيئة مناسبة ومفضلة للجماعات المسلحة والخارجين عن القانون.

والمفترض ان يتم مراجعة العملية الأمنية في شبوة وبما يؤدي الى تكاتف جهود الدولة والمجتمع في شبوة خاصة وفي شبوة تجاوب كبير من قبل القيادات والوجاهات لاستقرار المحافظة خاصة وان أحد ابناء محافظة شبوة والذي شغب فترة طويلة محافظاً لشبوة يرأس حالياً احد الاجهزة الامنية وكانت فترة عمله محافظاً لشبوة من اجمل الفترات حتى ان ابناء المحافظة يصفونها بالأيام الذهبية لشبوة لأنه كان يقوم على تكاتف جهود المجتمع والقبائل في شبوة مع اجهزة الدولة وعدم تعارضهم وحل أي اختلافات او مشاكل تتم بسرعة.

7-تفشي الثارات في شبوة واثرة السلبي على التنمية في شبوة:

نتيجة غياب وضعف الدولة في شبوة ادى الى انتشار الثارات القبلية في شبوة والذي يلقى حتفه عدد كبير من ابناء شبوة وبالرغم من خطورة انتشار هذه الظاهرة الا ان الدولة وحتى الان لم تقم باي مبادرات للقضاء على الثارات في شبوة بالتواصل مع وجهاء ومشائخ قبائل شبوة لعقد صلح عام في شبوة لخمس سنوات يتم خلالها منا قشة ومعالجة جميع قضايا الثارات في شبوة وانهائها ووقفها واي قضايا قتل جديدة يتوافق الجميع على تسليمهم للعدالة القضائية ويتم الاهتمام الكافي بأجهزة العدالة الجنائية في شبوة وتطويرها للقيام بعمله بسرعة وجودة تقنع الجميع للوثوق فيها .

8-غياب المجمعات السكانية والسكنية واثرها في تشتيت ابناء شبوة في مسافات شاسعة:

بالرغم من قلة عدد سكان شبوة والذي لايتجاوز نسبتهم 2,5% من عدد سكان اليمن الا ان هذا العدد البسيط لم تقم الدولة بعمل مجمعات سكانية لهم ليتم تسهيل قيام الدولة بعمل مشاريع الكهرباء والمياه وجميع الخدمات الاساسية الى مجمعات سكانية محددة وغياب المجمعات السكانية شتت ابناء شبوة في جميع ارجاء المحافظة وادى الى صعوبة واستحالة قيام الدولة بإيصال الخدمات الاساسية الى جميع ابناء محافظة شبوة لانتشارهم وتوزعهم في مسافات متباعدة وشاسعة.

والمفترض ان تقوم الدولة بإعداد وتنفيذ مخططات حضرية لإنشاء مدن ومجمعات سكانية في محافظة شبوة وامدادها بالخدمات الاساسية من طرق وكهرباء وماء وصرف صحي واتصالات ومدارس وجامعات ....الخ .

9-التعليم في شبوة :

يعاني التعليم في شبوة من ضعف شديد ويرجع اسباب ذلك الى عدم وجود بنية تعليمية جيدة في شبوة من ناحية المباني المدرسية والاكاديمية ومن ناحية الكادر التدريسي والاكاديمي.

فالمدارس في شبوة قليلة جداً وايضاً لايوجد كادر تدريس واكاديمي من ابناء شبوة بسبب عدم وجود جامعة في شبوة يتخرج منها المدرسين والاطباء والمهندسين .

من ابناء شبوة فكما قال المثل الشعبي ماحك جلدك مثل ظفرك فكذلك شبوة يجب ان يتم ايقاف عقوبة شبوة في جميع مرافق الدولة والذي جعل من جميع مرافق الدولة تقوم بعقوبة أي موظف مخالف اومهمل بإرساله للعمل في شبوة واتذكر هما ان موظفي النيابة العامة قاموا بتنفيذ اضراب قبل خمس سنوات تقريباً وقام النائب العام في حينه بعقاب قادة الاضراب في حينه بإخراجهم الى محافظات اخرى وكان نصيب احد قيادات النقابة في شبوة كعقوبة والاخر محافظة مارب كعقوبة .

والاصل ان يتم الاهتمام بتأهيل ابناء شبوة التأهيل المناسب ليقوموا بأنفسهم بالعمل في مرافق الدولة في شبوة واذا ما تم اختيار موظفين من خارج المحافظة ان يكونوا من ذوي الكفاءات وان يمنح حوافز ومميزات تجذب الكوادر الوطنية الرائدة للعمل في شبوة الى جوار التأهيل لأبناء شبوة للقيام بالعمل في مرافق الدولة في شبوة بشكل ممتاز وكفاءة عالية

وفي الاخير:

ننبه قيادات الدولة الى أهمية الإسراع بالاهتمام بمحافظة شبوة ليس امنياً فقط وإنزال المعسكرات والجنود الى شبوة بالتنمية التي ستجعل من جميع ابناء شبوة جنودا للوطن يبادلون الوطن الوفاء بالوفاء لان استمرار وجود مشاكل عميقة تعيق تطوير محافظة شبوة والغياب التام للدولة عن محافظة شبوة حتى اصبح في شبوة انتشار اللادولة وهذا سيؤثر بشكل كبير في تامين منابع النفط والغاز في شبوة وسيؤدي الى انهيار الاقتصاد الوطني ولن يتم ارجاع الامن الى محافظة شبوة الا بالاهتمام بمحافظة شبوة وحل مشاكلها وتنفيذ مشاريع الخدمات الأساسية لمحافظة شبوة 

وكسر معادلة العناد المستمرة بين الدولة والمواطن في شبوة واستبدالها بمعادلة التعاون والتوافق بين المواطن في شبوة والدولة لبناء وتنمية شبوة

واذا ما تم اعادة شبوه الى مستواها الحقيقي الذي يتلائم مع تاريخها العظيم فسيكون المستقبل المنشود لليمن عظيم وسيؤدي ذلك الى نقلة كبيرة لشبوة ولليمن بشكل عام نحو مستقبل افضل .

والله الموفق .


في السبت 21 سبتمبر-أيلول 2013 08:04:25 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=22138