حملة الانقلابيين الإعلامية ضد توكل كرمان

لم تكتفي وسائل الإعلام المصرية بتبرير الانقلاب العسكري والسكوت على الآثار السلبية الناتجة عنه من قتل وسفك للدماء ومصادرة الحقوق والحريات وإعادة إنتاج النظام القمعي الذي قضت عليه ثورة 25 يناير بل تجاوزت حدودها لشن حملات إعلامية على كل من يعارض الانقلاب العسكري

توكل كرمان الثائرة اليمنية والناشطة الحقوقية الحائزة على جائزة نوبل للسلام وبمجرد إعلانها رفض الانقلاب العسكري قامت وسائل الإعلام المصرية المختلفة بحملة تحريض وتشويه ضد الثائرة توكل كرمان ، وفي مصر بعد الانقلاب لا يوجد إعلام متعدد وإنما اعلام بوليسي بلون واحد ومع هذا اللون اختفت كل ألوان الطيف السياسي والإعلامي واختفت وجهات النظر المتباينة ولم يبقى في المشهد سوى شلة من الاعلاميين المسيرين للعمل على تحسين الوجه القبيح للانقلابيين من خلال وسائل الإعلام الموجه ضد كل من يعارض الانقلابيين وسياساتهم التي صادرت حقوق المصريين بالقوة

كل وسائل الإعلام المصري "وشقاة" السيسي الجدد وبعد ان خلعوا ثوب المهنية واحترام الرأي الأخر يقومون بحملة تشويه وقذف وإشاعات ضد ملكة سبأ الثانية ورمز النضال الإنساني الثائرة توكل عبد السلام كرمان بمستوى من الانزلاق والهبوط الأخلاقي والمهني الى درجة مقززة ومخالفة لقواعد النقد والاختلاف

يتناسى الانقلابيين في مصر ان توكل كرمان شخصية دولية ومواقفها محسوبة بدقة ومثلها ومن مكانتها النضالية لا يمكن لها إعلان تأييدها لانقلاب عسكري غاشم انتهك الحقوق الإنسانية وقواعد المشاركة الشعبية لممارسة السلطة سلميا لان موقفها الرافض للانقلاب جزء من ثقافتها النضالية الأممية ولا يمكن لها ان تبرر الانقلاب مهما كانت مسوغاته ودبلاجاته الاستخبارية لأنها ناضلت وتناضل من اجل احترام حقوق الانسان واحترام خياراته السياسية ولا يمكنها ان تتناقض مع مبادئها التي تناضل من اجلها

بالأمس القريب وقبل 30 يونيو (المصرية) كان موقف توكل كرمان مع إرادة جزء من الشعب المصري وأعلنت بوضوح موقفها المؤيد لمن قاموا بالانقلاب مؤخرا ووقفت بقوة وحزم ضد الرئيس محمد مرسي والجبهة السياسية التي تقف معه على اعتبار ان الرئيس مرسي يمثل السلطة التي يجب ان تستمع للشعب ، وبعد الانقلاب وبعد إزاحة اللثام المزيف الذي كان يقف خلفه قادة الانقلاب وبعد الانتهاكات الرسمية والممارسات اللاانسانية لسلطة الانقلابيين والخروج عن قواعد الممارسة السياسية للسلطة اعلنت توكل كرمان موقفها الثابت من العملية وأدانت السياسة القمعية التي جاء بها الانقلابيين

موقف المناضلة الأممية توكل كرمان يرفض بوضوح وبشدة كل أنواع الانتهاكات وكل انواع مصادرة الحقوق والحريات ورفضها مبني على قواعد وأسس سليمة ، ورفضها لممارسة إغلاق المنابر الإعلامية المختلفة المناهضة للانقلابيين وسجن قادة الرأي والسياسة وملاحقتهم وتوظيف القضاء كشرطي بيد قادة الانقلاب لملاحقة مخالفيهم من التيارات التي رفضت الانقلاب إضافة الى سياسة التلفيق التي تدبرها أجهزة الاستخبارات لهذه التيارات وقيادتها ، هذا الرفض نابع من قيم الحرية التي ناضلت من اجل تحقيقها لسنوات

السقوط الإعلامي والمهني الذي يمارس ضد المناضلة الاممية توكل كرمان مرفوض أخلاقيا ومهنيا وترفضه كل المبادئ والقيم الإنسانية المشتركة وترفضه ثقافة الاختلاف العربية الإسلامية والمواثيق الدولية لان مواقفها لم تخرج عن المبادئ العامة للحقوق والحريات

التوظيف الإعلامي الرسمي المصري ضد المناضلة توكل كرمان تجاوز حدود الأدب والأخلاق وتجاوز قواعد الاختلاف في الرأي وهو عمل يعمق الكراهية والحقد وتكريس لسلطة الفرد وتقديس لسياسة القمع القائم على نظام الدولة البوليسية التي سعى كل أحرار العالم للتخلص من هذه الدولة

على كل أحرار العالم ان يقفوا ضد الحملة البوليسية الظالمة ضد المناضلة اليمنية والأممية توكل كرمان لحماية حقها في قيادة التعبير وحماية الحقوق والحريات وعليهم إدانة حملة التشويه التي تقوم بها وسائل الإعلام المصرية المختلفة وحملة الحقد الذي يمارس من قبل من كنا نعتقد أنهم نخبة مصر المثقفة ويجب الوقوف مع المبادئ الحرة التي تناضل من اجلها توكل كرمان ووقف الاتهامات الهابطة للإعلاميين والمثقفين المصريين الذين يمارسون تزييف الحقائق لتثبيت سقطة جديدة لممارسة السلطة السياسية على الشكل الذي أراده الانقلابيين العسكر


في الخميس 01 أغسطس-آب 2013 07:33:06 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=21549