في ظلال الخير
عبد الرحمن العشماوي
عبد الرحمن العشماوي

لمن تغدو بشعرك أو تَروح

ومن دون الذُّرى تقفِ السُّفوحُ؟

لمن تشدو، وعصرُكَ عَصْرُ حربٍ

على الإسلامِ صائحُها يَصيحُ؟

وحولَ الدَّوحةِ الخضراءِ أفعى

لها في كل ناحيةٍ فَحيحُ

وحولَ المسجد الأقصى وجوهٌ

كَوالحُ، وَجْهُ أحسنها قَبيحُ

وفي كل الدُّروب ترى قتيلاً

يحاول أنْ يكفِّنه جَريحُ

فَصيحَ الشعر، عَصْرُك عَصْرُ عُنْفٍ

فكيف يَرِقُّ شعرُكَ يا فَصيحُ؟!

وكيف تَمُدُّ أغضانَ القوافي

إلى قومٍ عَداوتُهم تَفوحُ؟

أَدِرْ وجهَ القصيدةِ عن أُناسٍ

ضمائرُهم بما تُخفي تَقِيْحُ

رُوَيْدَكَ أيُّها الدَّاعي، فإِنّا

لنا الإحسانُ، والخُلُقُ السَّجيحُ

نُواجِهُ بالحقائقِ كلَّ باغٍ

نُتيحُ له بها ما لا يُتيحُ

ونعرف وجهَ مذموم السَّجايا

فما تُخفي سجاياهُ المُسوحُ

نقول لمن يشوِّه ما أردْنا

ويَصرفه عن الحقِّ الجُنوحُ:

نَرى المأساةَ تُصْنَعُ في ظلامٍ

لها كفٌّ مُدَنَّسةٌ تَلُوحُ

وفي جُنْحِ الظلامِ نرى ألوفاً

مُؤلَّفةً تُزاحُ ولا تُزيحُ

تكاد تَذوبُ من تَعَبٍ خُطاهم

على وَجَلٍ يموتُ به الطُّموحُ

هنالكَ في العَراءِ نرى نساء

وأطفالاً ونائحةً تَنوح

تحدِّث عن بيوتهم الشظايا

ويَروي قصّةَ الظُّلمِ النُّزوحُ

إلى أين المسيرُ وأين نغدو

ومن يُصْغِي لنا لمَّا نَبوحُ؟!

سؤالُهم الكبيرُ، له جوابٌ

ولكنْ في إجابته الفُضُوحُ

بلادٌ عاثت الغاراتُ فيها

فأَسْرَعُ مَنْ مشى فيها كَسيحُ

أُلوفٌ في أَتُونِ الحربِ تُشْوَى

كأنَّ الأرضَ تحتَهمُ صَفِيحُ

إذا هربوا تلقَّفهم صَقيعٌ

وإنْ لم يَهربوا، حُفِرَ الضَّريحُ

ومجلسُ خوفِ عالمنا يُغنِّي

على لَيْلاَهُ، والقاضي «سَطيحُ»

قوانينُ العدالةِ فيه، حِبْرٌ

على وَرَقٍ، فما تُجدي الشُّروحُ

نقول لمن يرى الدُّنيا بعينٍ

يكذِّب ما ترى النَّظَرُ الصَّحيحُ:

أَتَنْسُبُنا إلى الإرهابِ زُوراً

وفي عينيكَ إرهابٌ صَريحُ

تَكِيْلُ لنا بمكيالين، هذا

يُحرِّم ما تَشاءُ، وَذَا يُبيح

تُكالُ لنا الشَّتائمُ منكَ تَتْرَى

وشارونٌ يُكَالُ له المدَيحُ

نُغيثُ اللاَّجئين فأيُُّ جُرْمٍ

جَنيْنا أيُّها الباغي الشَّحيحُ؟!

نُغيثُ مَن اعتديتَ عليه ظُلماً

ومَنْ تقسو عليه وتستبيحُ

أَفي عَمَلِ الإغاثةِِ للضحايا

وللأيتام جائحةٌ تَجوُحُ؟!

أللإِرهابِ نُنْسَبُ وهو طَبْعٌ

لمن، دَمُنا على يدهِ يَسيحُ؟!

أَفِعْلُ الخير إرهابٌ، لماذا

إذنْ نادى إلى الخير المسيحُ

رُوَيْدَكَ، لو خضعنا للدَّعاوى

لَماَ فُتِحَتْ لأمتنا الفُتوحُ

ولا سمعتْ بدين الله صينٌ

ولا شُفِيَتْ بمنهجه الجروحُ

ولا هبَّتْ بموسمه رياحٌ

ولا سكنتْ من الأَحداثِ ريحُ

لنا معنى الإغاثةِ منذ أجرى

سفينته على الطوفانِ نُوحُ

لنا معنى الإغاثةِ منذ طارتْ

بذكر الله راكضةٌ سَبُوحُ

ورثناها بدين الله إِرّثاً

شريفَ الأَصل وَرَّثه الذَّبيحُ

فبعثةُ خير خلقِ الله غَوْثٌ

لأهل الأرض جاء به النَّصوحُ

أغاث النَّاسَ من ظلمٍ وجهلٍ

فأشرقَ فيهم الرَّأْيُ النَّجيحُ

لنا معنى الإِغاثةِ ليس فيها

مجاوزةٌ، ولا فعلٌ قبيحُ

بها نرعى الأراملَ واليتَامى

وأكباداً تمزِّقها القروحُ

نؤمِّن رَوْعَ أطفالٍ صغارٍ

أغار عليهم الذئبُ المُبيحُ

لنا معنى الإغاثة في بلادٍ

لها وَجْهٌ من التقوى صَبُوحُ

مآذنُها شعارُ الأمنِ فيها

يَزُفُّ نداءها الصَّوْتُ الصَّدُوح

تعلِّم غيرَها معنى التآخي

فكعبتُها هي الصَّدْرُ الفَسيحُ

جميلٌ وجهُ كعبتِها جميلٌ

وعَذْبٌ ماءُ زمزمِها مَليحُ

بلاد المسلمين بلادُ خيرٍ

به شهد المؤيِّدُ والمُشيحُ

ألا يامن يعكِّر ما وردْنا

خَسِرْتَ، فَنَبْعُ أمتنا طَفوحُ

هو الإسلامُ غَوْثُ الناس يسمو

به عقلٌ، وتسعَد فيه رُوحُ


في الثلاثاء 18 يونيو-حزيران 2013 05:08:12 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=20946