الدكتور سعيد العامري : بحل القضية الجنوبية ستحل كل القضايا الوطنية
مأرب برس - خاص
مأرب برس - خاص

في ظل المتغيرات المتلاحقة والتي توصف بالغموض أحياناً , يتابع أساتذة العلوم السياسيه الأوضاع السياسيه عن كثب ’ ومن النادر أن يقف أحدهم عند حدثِ ما ويقوم بتحليله من جانب علمي وأكاديمي .

في هذا اللقاء حرصنا على ان يضعنا اٌستاذ العلوم السياسية الأكاديمي والباحث سياسي ورئيس المنتدى السياسي للبناء الديمقراطي الدكتور سعيد العامري على مجمل الأحداث التي يثار حولها الكثير من الأسئلة . .

حوار : أحمد الحسن حدير




- ماهو تقييمك لأداء القوى السياسية بمؤتمر الحوار الوطني ؟

من خلال متابعتي لسير جلسات مؤتمر الحوار لمختلف الفرق , أتصورّ ان بعض الفرق تعمل بوتيرةِ عالية مستشعره أهمية القضايا المنوطة بهم ..

كما اننا نلمس في بعض الوقت أداء متميزّ لبعض الفرق , وأداء متوسطاً وأداء ضعيفاَ بحسب إفراز القوى السياسيه لشخصيات تختلف درجة كفاءتها ووعيها ,وعموماَ اتصورّ أنها تسير بشكل جيد وبشكل مرضي إلى حدِ ما .

- برأيك . . هل تؤثرّ الإنسحابات على أداء فرق المؤتمرون ؟

من المعروف لدينا ان الشعب اليمني يفوق الـ 25 مليون مواطن , ولديه الكثير من الرجال المخلصين ولايمكن التعويل على أحدِ بعينه , وبالتالي من يهمّه مصلحة الوطن سيحاول جاهداً إعمال العقل والفكر لإيجاد الحلول المناسبه والمعقوله والمنطقيه لمختلف القضايا المطروحه ,

أما الطرف الآخر فسيختلق المبررات والأعذار وما أكثرها لديهم لترك الحوار . .

لكنني اعتقد انها لن تؤثر بدرجة كبيره وخصوصاً أن المخلصين والمحبين لهذا الوطن هم من سيردمون تلك الفجوة إن وجدت مع رهاني على حكمة المتحاورين بالخروج بنتائج يرتضيها غالبية الشعب اليمني .

- كيف يمكن لنا أن نتصورّ حلول واقعية للقضية الجنوبية في ظل رفض بعض أطياف الحراك لمؤتمر الحوار ؟

انا أكاديمي وباحث سياسي ! أعتقد ان القضية الجنوبية اضحت محطّ اهتمام كل المتحاورين من مختلف القوى السياسية , بل أستطيع الجزم أن هناك قناعة لديّ أن معظم المتحاورين بل والسواد الأعظم من الشعب ان حل القضية الجنوبية يمثل المدخل الرئيس لحل القضايا الوطنية عامة, بمعنى أن القضية الجنوبية لم تعد همّ بعض فصائل الحراك أو ملكية خاصة لها وبالتالي وفق ماتقدّم ومن منطلق الشعور بالمسؤولية الوطنية اعتقد أن الجميع بات يدرك أنه لابد من إيجاد حل عاجل لهذه القضية ومختلف القضايا في عموم الوطن لتكون تلك الحلول محل رضى غالبية الشعب اليمني وخصوصاُ في المحافظات الجنوبية .

وعموماً .. فإن تراكمات عقود من الفساد وغياب الدولة العادلة .. هذا يجعلنا نتحلى بنفس طويل ونصبر على بعضنا البعض ونتعاون جميعاً بإستعادة الدولة المنهوبة من أيدي العصابات الى ايدي الشعب اليمني شمالة وجنوبة ,, وعندئذِ سنصل لحلول واقعية لكافة القضايا الوطنية.

- هناك ممارسات بعيدة عن لغة الحوار بصعده وحجة ..

ألا ترى أن هذه الممارسات السياسيه تجعل الآخرين يستبعدون تنفيذ القرارت التي سيخرج بها المؤتمر ؟

شكراً على هذا السؤال الذي اتصورّ أنهً اصبح هاجس لدى كثير من شرائح المجتمع ومن يتابعون سير الأحداث والإنتهاكات الصارخة في كل من صعدة وحجة وبعض المحافظات الاُخرى .

هذه الممارسات تقوم بها جماعة تتدّعي أنها ( أنصار الله ) وهنا اصبح يترددّ لدى رجل الشارع العادي , هل مايقوم به الحوثي من ممارسات التشديد وقمع لحريات الناس في صعدة وبعض المناطق يعدّ له علاقة او صله بـ أنصار الله .. بمعنى أن من يقوم بتلك الأعمال ينصر الله ام يناصر الشيطان وحديث الرسول (ص) المسلم أخو المسلم لايظلمه ولا يحقره ) وقال (ص) لهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من إراقة دم إمرئ مسلم ) .. ثم أيضاً اُطمئنك والأخوة القراء أن الوضع اليوم مختلف فتلك الأعمال كلها مرصوده من قبل المنظمات المحلية والدولية أضف الى ذالك أن الحوار برعاية اُممية وبالتالي فإن مخرجات الحوار الوطني لم تعد شأناً محلياً ومسئولية تنفيذ مقرراتة باتت من مهام مجلس الأمن الدولي من خلال قراراتة السابقة 2014 \ 2015 وما يصدر عنه من قرارات لاحقة , وفي تقديري أن الشعب لن يسمح لأحد ان يتاجر بأمنه واستقراره , والمجتمع الدولي كله مع امن واستقرار ووحدة اليمن والثورة الشبابية الشعبية عمقّت مفهوم الوعي لدى كثير من شرائح المجتمع ليصبح هو الضامن لأي انحراف يمكن أن يحدث .

- يجري حديث في الأوساط الإعلامية والسياسية عن تمديد للفترة الإنتقالية ..

برأيك . . هل اليمن بحاجة إلى ذالك ؟

ليس بحاجة إلى التمديد , وأظن أن الرئيس الحالي قادر على أن يخوض أي منافسه في الإنتخابات القادمة إن رغب بذالك .

وخلاصة القول أن التمديد إن حصل سيمثل خطأ سياسياً واستراتيجياً وستكون له إنعكاسات سلبية على المستووين المحلي والدولي .

- لماذا تعتقد ذالك ؟

من خلال متابعتي لأداء منظومة الحكم في هذه المرحلة تسير بشكل بطيء جداً وأن مستوى تفاعل منظومة الحكم مع تطلعات الشباب خاصة والشعب عامة وما يهدف الية من تغيير لايلبي ولايرقى لمستوى تلك الطموحات التي خرج من أجلها الشباب في ثورةِ شعبية لإنقاذ البلاد من فساد تم تعميمه على كل مرافق الدولة بل تعدى ذالك الى قيم المجتمع اليمني وأخشى ما أخشاه من الإنفجار الجديد – لاسمح الله .

- كيف تقيمّ أداء حكومة الوفاق في الفترة الإنتقالية؟

ماقامت بهِ حكومة الوفاق من جهود هي مشكورة عليها .. فهي حققت جزء مما ينبغي عليها تحقيقه في الجانب التنموي واستقرار العمله ورساء الإستقرار إلى حدِ ما .

 لكن الشباب الذي ضحوا بدمائه في سبيل ان يرى يمناً مزدهراَ طمح وما يزال يأمل من مثل هكذا حكومة الكثير والكثير وأنا اعرف التحديات والعقبات أمامهم كبيرة لكن عليهم أن يكونوا عند مستوى التحدّي وأن يتذكروا دائماًَ دماء الشهداء التي بذلت من أجل الكرامة والعزة وبناء الدوله الحديثه .

- في ظلّ الإعتماد على المنح الخارجية . .

إلى أي مدى يؤثرّ هذا الإعتماد على ادء أي حكومة قادمة ؟

بحسب متابعتي لتصريحات الكثير من المسئولين أن الدول المانحة لم تفي بالتزاماتها وفق ماوعدت به من منح باستثناء المملكة العربية السعودية وفت جزء لابأس به من التزاماتها .

هذه المنح تأتي في إطار التكامل والتعاون في إرساء دعائم الإستقرار في اليمن الذي يشكل اهمية كبرى في استقرار المنطقه والعالم . وما نطلبه منهم من منح ومساعدات لهذه المرحلة الحرجة بالذات التي تمر بها اليمن .. وأستطيع أن نجزم على الإستمرار في هذا الإتجاه مع السعي على استخراج الكثير من الثروات المكتشفه حديثاً حتى تخرج اليمن من عنق الزجاجة .

- تمتلك اليمن موارد كبيرة تجعله يستغني عن مثل هذه المساعدات ..

برأيك . . لماذا لايتم استغلال مثل هذه الموارد ؟

كل مانحتاجه إرادة سياسية تضبط وتوجه معادلة النهوض التنموي وفق مايلي

طاقه بشرية + موارد طبيعية + كفاءه فنية وإدارية .

عندها أعتقد اننا سنعتمد على انفسنا .. وسنتطيع ان ننهض من جديد .. ومن خلال هذا المنبر الصحفي الحر أدعو الأشقاء والأصدقاء للإستثمار في البلد الغني بثرواته الفقير في إدارتها إلى حد ما .

- كلمة أخيره ؟

اشكرصحيفة مأرب برس وموقعها الإخباري المتميزّ , والسابقين دائماً في اطلاع الرأي العام عن الكثير من المستجدات حول الشأن اليمني والعالمي إلى حدِّ سواء .

 
في السبت 25 مايو 2013 04:34:42 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=20568