زبانية القمش جرعوا أخي السجين الخمر
عبدالباسط غازي المحامي
عبدالباسط غازي المحامي

قابلت أخي السجين/عبدالله سعد غازي الريمي في جلسة تحقيق دعاني إليها وكيل النيابة الجزائية المتخصصة بالأمانة بموجب تمسك أخي السجين بعدم الإدلاء بأي أقوال حتى حضور محاميه عملا بنصوص القانون وعندما توجهت إلى النيابة الجزائية فوجئت بان التحقيق لن يكون في مبنى النيابة وإنما في مبنى آخر جوار سجن الأمن السياسي وقبيل صلاة المغرب بحسب التوقيت المحلي لغالب القمش وزبانيته .

جردت من كل مقتنياتي فتشوا كل ما معي مرروا أجهزتهم على كامل جسمي بعد التأكد من صفتي كمحامي قبلها فوجئت بسيارة صالون وعليها 4 ركاب وسط يتوسطهم شخص مغطى الرأس والوجه بكيس اسود كأنه كيس قمامة لم أكن اعلم انه أخي وخرج احد زبانية القمش بزي مدني قائلا: أنت المحامي ؟؟؟قلت له نعم قال هذا أخوك الذي أدخلناه الآن وبعدها سمحوا لي بالدخول بعد المرور على عدة زبانيه كل منهم يفتشني والأخر يرمقني حتى دخلت غرفة التحقيق وعندها صدمت بمنظر يثير الشفقة اقشعر جسدي وقفت شعرات رأسي أصابني الذهول تسمرت واقفا الوكيل يقول : تفضل يا أستاذ ولم أعي ما يقول رأيت شابا قد تدلت لحيته السوداء المبعثرة على صدره ،وجهه جلد على عظم شعر كثيف على رأسه يكاد يغطي وجهه كأنه مجنون يلبس ثوب اسود تفوح منه رائحة نتنه أظافر يديه ورجليه طويلة جدا الدرن والوسخ ظاهران على محيا وشكل هذا الفتى كان ينظر الى أسفل قدميه يتحسس الجروح وفجأة يرفع رأسه من هذا الفتى انه أخي انه أخي إنا لله وإنا إليه راجعون هذا أخي الشيخ الحافظ لكتاب الله وللصحيحين البخاري ومسلم هذا أخي لاحول ولا قوة إلا بالله حينها وقف ضاحكا مبتسم ابتسامة الحزين اليائس وهرول يحتضنني ويبكي ويقول عذبوني يا أخي عذبوني واعتنقنا بعض وقلبه يرتجف ويهيج بالبكاء .

أمرنا الوكيل بالجلوس وفتح التحقيق وسر التهمة على أخي أنت متهم بالاشتراك في عصابة مسلحة تنوي القيام بأعمال إرهابية وبدأ أخي يشرح ماساته آلامه لم تكن هذه الأسئلة هي التهمة التي من اجلها عذب كانوا يقولون له أنت الثائر مع علي محسن والفرقة أنت كنت في مواجهات ضمن الفرقة ضد النظام في جولة كنتاكي يالله كم عذب أخي هو لا يعلم ان من اقتحم بيته هم من اتهم بالانتماء إليهم الفرقة الأولى هو ليس عسكري ولكن التنسيق بين الأمن السياسي واستخبارات الفرقة هو الذي أودى به الى سجن مبنى الإدارة داخل الأمن السياسي ادخلوه زنزانة انفرادية في الطابق الثالث تحت الأرض حيث لا ماء ولا هواء ولا حياة هو سجن الموت البطيء ستة أشهر بالكامل وعندما اضرب عن الطعام أخذوه الى سجن مبنى الإدارة وهو عبارة عن حفرة عميقة 3 أدوار تحت الأرض أشبه بالبئر المعطلة لا ينزلون السجين فيها إلا بالسلاسل حيث الثعابين والعقارب غير السامة يديه مكبلتين بالقيود(الكلابش) وقدميه مقيدتان ايضا ومن ثم يربط السجين الى خلف ظهره ويوثق بالسلاسل ثم يتدلى به الى أسفل ذالك البئر او الحفرة العميقة وفي الليل يصعد به ويعلق على يديه وأرجله الموثقتان الى سقف غرفة التحقيق وهلم جرا بالتعذيب ضرب بالعصي المغموسة بالماء على الجلد العري صعق بالكهرباء ضرب بالأسلاك الكهربائية رأينا آثار التعذيب على جسده كان يبكي بكاء شديدا يهيج بالبكاء يقول حرام حرام حرام ما الجرم الذي أجرمته لم أقم بأي تفجير إرهابي لم اشترك في حادثة النهدين او السبعين ماذا صنعت يا ناس ملف أقواله كنت أضنه مليئا بالأدلة والبراهين وأقوال الشهود ومحاضر الضبط والإثبات وما هي إلا صفحتين ونصف ليس فيها أي تهمة إلا أنت مشترك في عصابة مسلحة كانت تنوي القيام بأعمال إرهابية اي تهمة هذه ؟؟؟؟؟؟ كانت تنوي....

أعظم واشد شيء هالني هو انه علق لساعات طويلة في سجن الإدارة منع من الماء ومن الطهارة والوضوء والصلاة ما لامس الماء جسده مذ دخل السجن وكان كلما اشتد به العطش وعندما يوشك على الهلاك يسقونه.......خمرا أي والله خمرا كان يقولها ويبكي حافظ لكتاب الله يشرب خمرا يقولون له هذا شرابك وإذا رحموه جرعوووووه بولا...

كان وكيل النيابة وكاتبه مذهولان لسان حالهما يقول :أحرق ربي جسدي أكل هذا حاصل في بلدي سوف ترى الخير غدا يا ولدي

اما أنا فلم أتمالك نفسي بالبكاء والحزن على أخي وعلى كل سجناء ومعتقلي الثورة وكل مسجووووون مظلوم ضحية معلومة كاذبة او أضحية قربانا للآلهة البشرية الصنمية استغفرا لله استغفرا لله

آخر ما طلبه أخي ان يخرجه وكيل النيابة من سجن(الإدارة) اشد وأعتى واظلم سجن في الوجود ينزلون السجين إليه بالسلاسل إنا لله وإنا إليه راجعون .

ياقوم ياعقلاء هذا الوطن يا رجال الدولة ياساسة هذا البلد يا حكماء اليمن يا جهابذة الحق والقانون يا أصحاب الأقلام الحرة النزيهة يا نشطاء الحقوق والحريات يا من في قلبه مثقال ذرة من الرحمة لم ولن تصدقوا ما قلته ولكن إذا جمعت الأيام بينكم وبين من سجن او اعتقل في الأمن السياسي سواء كان قاعدة او حوثي او مخرب أو ثائر حر كما يطلقون عليهم ستعلمون حينها من الكذاب الأشر .. ستعلمون حينها من الكذاب الأشر......

اللهم من عذب أخي وسجنه ظلما وعدوانا فأرنا قدرتك فيه اللهم ارحم أنين أخي وآهاته في سجون الأمن السياسي

اللهم ارحم بكاء أمه الثكلى الطاعنة في السن الذي ابيضت عيناها من الحزن....

اللهم ارحم بكاء زوجته وإخوانه.....

يارب هيئ لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك..

الهي فرج عن كل مسجون واشف كل جريح وانصر كل مظلوم

وعند الله يجتمع الخصوم ياغالب القمش عند الله يجتمع الخصووم


في الثلاثاء 09 إبريل-نيسان 2013 10:15:28 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=19904