إِلى مَتى ؟!!!
يحي الصباحي
يحي الصباحي
إِلى مَتى يَا أمتي نَسيلُ أنهاراً عِجــاف؟!!!
إلى متى نَسَطو على أنفُسنا؟!!!
إلى متى أحقادنا تقودنا لحفرة النزاعات العقيمة؟!!!
إلى متى نُحرِقُ لَمَّ شَملِنا؟!!!
الى متى نُهَانُ في أعمالنا لنا بِنا ...و نستخِف؟!!!
و نزرع الأشواك في طريِقنا لنا بِنا ...و بَعضُنا لا يَكْتَرِثْ!!!
وندعي بأنَنّا مِنْ بَلْدَةٍ واحِدةٍ..
وأنَنّا مِنْ مَوْطِنِ الإباء والعزيمة..
إلى متى نَدورُ في فَلَكِ الهزيمة؟!!!
نَذُوقُ من أحقادنا ويلاتِها
ونشتكي مَصَارِعَ الهِمم
ثم نقول للعِدا نحن هنا
و أين نحن هاهنا؟!!!
ونحن في مسيرةٍ للشتم و الخصام و العِراكـــ!!!
مِنهَاجُنا مِنْ أَنفُسٍ لَئيمَةٍ..
نَعجَزُ أَنْ نُداوي جَرحَنا..
ونشتَكي مِنْ فَقْرِنَا وَعَجْزِنَا وحَسرةٍ أليمَةٍ...
مِطَالُـنا وكِبرُنا
أَقْنِعَةٌ نُخفي بِها وُجُوْهَنا الحزينة
يا أُمّتي تَريّثي
أعْمالُنا لَنا تَصِفْ
تَمَهَلي
وأعلني الوقَارَ والسَّكْينَةَ
يا أُمَتي
نَبرأُ من أمْجَادِنا
ونتناسى عِـــزِنَا
لنَجْتَني حُقُوْلَنَا ... شَوكاً عَلَى دُرُوبِنَا المَهينة
استيقضي يا أُمَتي..
يا أُمَةَ الأمجاد..
يا أُمَةَ الإيمان والسداد..
يا أُمَةَ الكِفاحِ والنِضال والجهاد..
أحقادنا الدفينة
مِن بَينِ وَكرِها نَقِف
و نَصْطَلي حميمها
يَا أُمَتي:أخْبَارُنَا سَتَنْكَشِفْ
عَدُونَا يدٌ مُحيطَةٌ بنا
تُمسِكُ في أعنَـــاقِنَا
وأعْيُنٌ تَرْمُـقُنَا
آمالهم بِنَا تَحِفُ
أغلالُهم أَتَتْ لنا من بَينِنَا
من غِلها
تصدعت حصوننا الحصينة
حصارها
أضحى علينا لا لنا
يحيطنا بالـذُّل والهزيمة
و أنجس الطِّبَاعِ في عَدوِنَا
و مكرهم
و قُبحهم
و كُل مافي زورهم
لا يرتقي لظُلمِنا أنْفُسَنا
لِنَسْتَقي مرارةً منَا لنَا
نَهْــدِم فيما بنينا...من الإخاء والسلام
لتعتلي حطامنا مسيرة اللئام
ساعَاتُنا الأَليمة
أزَمانُنا السَقيمَة
تُصْنَعُ من أيامنا مهازِلاً وحسرةً مُقيمة
وجَهلُنا... لنا...بِنا....هُنَا.... يقف
على مسيراتِ الألم
أَبِذُلِنَا سَنَحْكُمُ الأُمَم؟!!!
أين الذين كانوا قبلنا؟!!!
ليشهدوا حروبنا
وغِلِنَّـــا وبُغضنا لبعضنا
والنَاس شامِتةٌ بِنا
وتِلكمُ الأُمَمْ
مِنْهَاجُهَا مِنْ هَدْيِنّا
مِنَ نَهْجِ أَسْلافٍ لَنَا
دُستورها مِنْ شَرعِـنَا
و تَبْتَني مِنْ عَرشِنَا عَرْشاً لهَا
أين أنتَهى إجرامُنا في حَقِنَا؟!!!
و حَقِ ما يَكون بيننَا
مِنْ هاجِسٍ يجمعُنا ...عنِ وحدةٍ تَلُمُ شَعثَنا يوماً مِنْ الزَمَنْ؟!!!
يا أمتي:
أين أنتهى غُرورنَا؟!!!
أين انتهى الطاغون مِن مَن قبلنا؟!!!
طاعونهم كان هنا
غرورنا و كِبرنا
وفرقةٍ تَخْزى بِنا
نُشعل حَربنا بِنا...ضاريةً ما بيننا
أين الذي أهدى لنا كل القِيَّم؟!!!
وصاغ فينا نَهْجَنَا
لنَشتَكي له الوَهَن
لنشتكي شتاتنا و ضعفنا
و نقصنا المزروع في أفكارنا
أين الذين أرسلوا لنا ...مَبادئً خالِدةً عَنِ السَلامِ و الوئِام؟!!!
أينَ الذينَ قَبلنا؟!!!
أسلافُنا يا سادتي
مِنْ عزمهم و عزهم
من نهجهم و فكرهم
وحِلمهم و علمهم ...
كُنّا بِهم مَوَاطِناً في أرفَع القِمم
و أين تِلكُمُ الهِمَم؟!!!
نُبيّدُ أنفُسنا بِنّا
بأردى المنَايَا
والذُلِ والسَقَمْ
ونَشْتَكي لِرَبِنَا مِنْ ضَعْفِنَا
ونَشْتَكي مِنْ قِلةٍ في عَزمِنَا
وفاقَةٍ في رِزْقِنَا
وقُوةٍ في خصمِنَا
ثم نُهادنُ الهَوَانَ والفِتنْ
و سُوءنَا يَرْثى لنَا
مِن كيدنا لنَا بِنَا
سُـوءُ السجايا عَالمٌ
من حاضِرٍ يهْوي بِنَا
علامَةٌ لفَقرِنَا
رمزٌ يَسودُ طَبَعَنَا
و نشتكي جَحيمَنَا مِنَا لَنَا
يا اخوتي تفكروا واعتبروا
ما كَانَ هَذا شَرعُنا
ما كَانَ هذا نَهْجُنَا
ما كان هذا سَعْيُنَا
يا أُمَتي:
ما تِلكم الأحْمَالُ مِنْ أَحمَالِنا
و لا العِراكُ بينَنا... يَوْمَاً سَيَرتَقي بِنَا
أحقادُنَا يا أُمَتي
سَيْفٌ نَسُلُّهُ لَنَا ...
نُسِلْ به وريدَنا
لَنْ يُجْدِنا
ولا سَيَأتي بالمُنى
ولا سيُسقِنا الهَنَا
ولا سَنسْلَمُ الرَدى
إنّ العُلى منْهَاجُنَا ...
نَهجَاً بِهِ أسلافُنا ...قد حطَموا أَغلالَنا
وحطموا العِدا
و سطَروا معالِماً تَحكي عَنْ أعظَمِ الأُمَم
مَعَالِماً واضِحَةً ...للمَكرُمَاتِ والشيِم
منهاجكم يَا أُمتي بِهِ قَدْ سُدتم الدُنَا
يا اخوتي:
دعوا الرزايا والمِحَن
دعوا الخِصامَ والعِناد
وبادروا إلى الرشــاد
يا امتي يكفي كفى
قفوا هنا
يكفي العِدا شماتةً
و فَرحَةً عَظيمَةً لهُم بِنا
يكفي الجَفا
يكفي الصُدُودُ و النَّوى
يكفي بنا أوجاعنا...
مِن ظُلمِنا أنفسنا... و شِدَةِ الألَم
يا اخوتي
حنيننَا لحُلمِنا
و سَيرُنا ليومنا
حتماً سيصنعُ الوَطَنْ
و حينها أعمالُنا سَيَحْتَفي بِها الزَمنْ
يا اخوتي:
قوموا نصنَعُ مِن أحلامِنّا منابراً
وعالماً مُسالِماً
و خُلوَةً قُدسيَةً
مَوَاطِناً... أحزاننا فيها تَخِف
يا أُمّتي: قُوموا نقف
نُصافِحُ الأكُفَ بالأكُفِ
و جَرحُنا سَيَندَمِل
وشرخُنا سيأتَلِف
يا أُمتي كفى جَفا ...آمالنا بِنا تَقِف.
في الأربعاء 20 مارس - آذار 2013 05:56:35 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=19656