ماذا يريد البيض .؟
علي السورقي
علي السورقي

السيد علي سالم البيض رئيس ما كان يُسمي قبل العام 1990م بجمهورية اليمن الديمقراطية,و نائب الرئيس في المشروع الحضاري الوحدوي ,هذا الصفات التي لا يمكن إغفالها ولا يمكن لاياً كان تجريدها من الرجل دخل الوحدة الوحدة بإرادة شعبية كمشروع حضاري وأحد اهم أهداف الثورة اليمنية السبتواكتوبرية ولم يكن المشروع الوحدودي خيار شخصي للبيض ونظامه في الجنوب أو لصالح ونظامه في الشمال .
 صحيح أن نظام صالح كمنظومة إستبد بالرأى ومارس الفوقية بغباء سياسي وأُحادية قرار الزعيم ورغبة الآل الحاكم ,إلا أن الشعب إقتص منه في ثورة بدأ حراكها السلمي في المحافظات الجنوبية , واستلهم الشباب في الشمال زخم المشروع الثوري.
 وكانت انطلاقة الثورة الشبابية السلمية التي أسقطت نصف النظام والذي صار يُعرف بالنظام السابق المهم أن الثورة حيدته عن ممارسة ثقافة الفوقية وجردته من كل الألقاب العنتيرية التي كانت تُطفي عليه هالة من القداسة والهنجمة الكرتونية في التعامل مع شُركاء الوحدة بصفة خاصة والشعب اليمني بصفة عامة .. فماذا يريد السيد البيض من الشعب اليمني .؟
هل يريد الانتقام من الوحدة اليمنية ؟ أم يريد صناعة بطل من الضاحية الجنوبية لبيروت ؟
 إن كان يريد إحدى الأمرين أو كلاهما معاً فلسان حال الشعب اليمني بكل اطيافة وحراكه السياسي ومشهده الثقافي يقول له لا مجال فات القطار فالخصم السياسي صار من الماضي, والوحدة اليمنية ليست مشروع شخصي أو قصيدة غزلية حقوقها الفكرية محفوظة لدى المزاج الأناني والحقد السياسي, بل أن الوحدة اليمنية وثيقة وطنية مقدسة بين الأرض والإنسان اليمني فهو وحده صانع الحدث وهو من كتب تأريخ الـ 22 من مايو بدماء أبناء الشعب اليمني الأحرار من شهداء الثورة اليمنية ..
 فسل أيها البيض إن شئت الشهيـد لبوزة ومدرم وعنتر وليسل خصمك الشهيــد علي عبدالمغني والزبيري ونعمان بل لكما معاً أن تسألا الشعب اليمني إن كنتما حقاً تتمتعان بالهوية اليمنية ولستما مصابان بمرض فقدان المناعة الوطنية ..!! فماذا يريد البيض ؟ بعد أن إقتص له الحراك والشباب من غريمه السياسي بثورة شعبية.
السيد علي سالم البيض لست مع من يصفك بالغباء السياسي , ولستُ ضد من يطلق عليك الزعيم الجبان الذي فر من وجه الحدث , بل لست مع الرئيس السابق حين وصفك في إحدى لقاءاته الصحفية بأنك أتيت للوحدة مجبراً بالحدث العالمي ومتغيراته وسقوط المعسكر الاشتراكي بل وأنك خرجت من الوحدة من تحت الباب كالفــأر !!
كلا إذاً فماذا تريد ؟ تعال إلى الحوار واطرح مشروعك الوطني حيث كل الخيارات ممكنة البقاء على الوحدة الاندماجية , الفيدرالية بحكم الأقاليم , الديمقراطية التوافقية . ولتعلم أنه لا مجال للمراهنة على الخارج والانبطاح في المشروع الصفوي الإيراني الذي يمنيك أطيب الأماني , بل لتعلم إنه الشيطان الأكبر وسوف يقول لك غداً وإن غداً لك لقريب مقولة إبليس إني بريئ منك إني أخاف غضب الشعب اليمني فقد علمني يوماً إن الجبناء لا يصنعون التأريخ , وأن العملاء لا يمتلكون مشروع وطني , وأن اليمن لا يقبل الدُخلاء .
السيد علي سالم ثق تماماً بأن الوحدة مشروع شعب أبي لا يقبل التراجع إلى الخلف وإن الحوار الوطني الآن هو الخيار الصحيح والمسار المشرف لك للخروج من ثقافة فك الارتباط حيث القعد شرعي ولا يجوز الطلاق لان العصمة بيد الشعب والشعب أراد الحياة ولابد أن تعي هذا أنت ومن تبعك من الشمال أو الجنوب , وثق إنه لن يأتي ذلك اليوم الذي يُمنيك فيه أتباع أبو لؤلؤة الخميني في قم وطهران ومن والأهم في بيروت وصنعاء بأن تضع على رأسك العمامة السوداء أو تحوز على لقب السيد , الحُجة , الآية .. فماذا تريد بعـــد ؟
الانفصال حلم إبليس في الجنة , ولاية الفقيه لفظ أنفاسها شعبنا اليمني , الفوضى والتخريب ثقافة لا يمارسها إلا الخونة .
إذا هو الحوار فلتلحق بركب رفاق الأمس الأحرار فالمسار مازال مهيأ وباب الحوار كخيار وطني مفتوح على مصراعيه.
إعرف تماماً بأن نفسك المطمئنة توحي إليك بهذا . واللوامة تأنبك على كل فعل وتوجه خارج الخط الوطني أما الأمارة فتقودك إلى الأنتبربول الدولي ولن تستضيفك عمائم طهران ومنتجعات أوروبا إن طاوعتها ..فلا تدع لها الغلبة أيها الرئيس ,فالشعب اليمني لا يرحم والمصالح الغربية والأمريكية لا تحمي المغفلين .


في السبت 09 مارس - آذار 2013 07:55:19 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=19552