أسباب إقصاء العلماء من المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني
محمد مصطفى العمراني
محمد مصطفى العمراني

قبل أشهرعقدت هيئة علماء اليمن مؤتمرا صحفيا دعت فيه إلى أن يعقد مؤتمر الحوار الوطني تحت سقف الشريعة الإسلامية وبأجندة وطنية بحتة ودعت إلى إشراك القوى الوطنية الفاعلة والتي تم إقصاءها من المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني مثل العلماء والمفكرين وأساتذة الجامعات ومشايخ القبائل ورجال الأعمال وقادة الجيش ومضت الأيام وذهبت تلك الدعوات التي أطلقها علماء اليمن أدراج الرياح وأنتظر العلماء في هيئة علماء اليمن تصريحا من اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني يؤكد فيه عقد المؤتمر تحت سقف الشريعة الإسلامية أو دعوة لهم للمشاركة كمكون وتمثيل القوى الوطنية الفاعلة .
ولما تحدد موعد انعقاد المؤتمر دون الاستجابة لمطالب العلماء عقدت هيئة علماء اليمن مؤتمر صحفي أو ضحت فيه أن السلطة لم تستجب لدعواتها بعقد مؤتمر الحوار تحت سقف الشريعة الإسلامية ولم تستجب لمطالباتها بتمثيل الفئات الوطنية الفاعلة كما رفضت هيئة علماء اليمن أي تعديلات دستورية تعارض الشريعة الإسلامية.
 وقد أزعج هذا المؤتمر الصحفي الذي عقدته هيئة علماء اليمن السفير الأمريكي والذي يشرف على فعالية الحوار الوطني من الألف إلى الياء وأستغل زيارة مبعوث أوباما للعالم الإسلامي رشاد حسين لليمن وعقد بمعيته مؤتمر صحفي جدد فيه إتهامات بلاده للشيخ الزنداني وأكد أن مشاركته لا تخدم مؤتمر الحوار الوطني يعني أن السفير الأمريكي شخصن الأمر مع أن الشيخ الزنداني مع مشاركة فاعلة لعلماء اليمن في مؤتمر الحوار الوطني بغض النظر عن مشاركته هو من عدمها فالأهم لديه هو مشاركة فاعلة للعلماء وليس شرطا أن يكون هو في مقدمة هؤلاء المشاركين ولكن لما لم يجد السفير الأمريكي ما يقوله أجتر تلك الأسطوانة المشروخة والسمجة والإتهامات القديمة للشيخ الزنداني بتمويل الإرهاب .!!
من وجهة نظري هناك ضغوط خارجية أدت إلى إقصاء علماء اليمن من المشاركة الفاعلة في مؤتمر الحوار الوطني ورضخت السلطة لهذه الضغوط .
وهناك ضغوط من جهات داخلية تعمل على تمرير مشاريعها الصغيرة من خلال مؤتمر الحوار الوطني وتخشى من وجود مشاركة واسعة وفاعلة للعلماء مما سيؤدي إلى إجهاض مشاريعها الصغيرة وكشفها للرأي العام . 
وهناك أيضا أجندة يراد لمؤتمر الحوار الوطني أن يشرعن لها ويمررها ويخشى القائمون على المؤتمر في حال مشاركة العلماء في المؤتمر أن يعملوا على عرقلة مثل هذه الأجندة والمخططات التي يراد لمؤتمر الحوار أن يمررها ويشرعن لها .
بالأمس قال لي أحد الشباب أن ياسر الرعيني نائب الأمين العام لمؤتمر الحوار الوطني قال أن حصة العلماء هي ضمن حصة رئيس الجمهورية وقد بحثت في عن تصريح موثق للرعيني بهذا الخصوص فلم أجد وعلى فرض أنه قال ذلك فرئيس الجمهورية حتى اللحظة لم يعرض على العلماء المشاركة ولا يبدو أنه سيعرض عليهم المشاركة ويعطيهم نسبة تليق بهم وبدورهم كمكون رئيس لأن القرار ليس بيده .
ورغم أن للعلماء في اليمن دور فاعل في القضايا الوطنية وقد كان لهم دور كبير في المجتمع اليمني وقد ساهموا بشكل كبير في إنجاح فعاليات مشابهة لمؤتمر الحوار الوطني وكان لها دور كبير في الخروج بالبلد في وقت سابق من الأزمات التي كانت تعصف به مثل "مؤتمر الوحدة والسلام" ومؤتمر خمر بعمران وغيرها .
لقد تعامل علماء اليمن مع هذا الإقصاء بأسلوب حضاري راقي فنظموا مؤتمر صحفي طالبوا فيه بإشراكهم كمكون رئيسي في مؤتمر الحوار الوطني ولما لم يستجب لدعواتهم عقدوا مؤتمر صحفي وأطلعوا الشعب على ما يحدث كنوع من إبراء الذمة والبيان للناس والنصح للمسلمين ومع هذا لم يسلموا من الاتهامات .!!
نحن مع عقد مؤتمر الحوار الوطني ولكن تحت سقف الشريعة الإسلامية وبأجندة وطنية بحته ودون تدخل من الجهات الأجنبية والدولية ومع تمثيل كافة القوى الوطنية الفاعلة تمثيل حقيقي حتى لا تشعر فئة بالإقصاء وحتى يساهم الجميع بحل مشكلات اليمن ورسم ملامح مستقبله ..
بإعتقادي أن مقررات مؤتمر الحوار الوطني ونتائجة معدة سلفا والمشاركة فيه تحصيل حاصل طالما وهو بإشراف أمريكي وطالما وأغيب منه العلماء والعقلاء والحكماء والكوادر الوطنية الفاعلة وطالما ونحن تحت الوصاية الأجنبية والأغلبية فيه تعرفون لمن وما هو توجهها ولمن ولاءها واللجنة التحضيرية والفنية فيه تعرفون حالها أو حال أغلبها وإذا كان البعض يقول لننتظر النتائج ونتفرج فإذا حصل ما يخالف شرع الله ثار العلماء ووضحو وبإعتقادي هذا رأي مرجوح فالعلماء يجب أن يسعوا للمشاركة الفاعلة ويحذروا من الآن حتى لا يقدم المتحاورون على إقتراف ما يخالف شرع الله إذ أن هناك شواهد كثيرة ومؤشرات تبعث على الريبة وإلا لو أن الأمر واضح وشفاف ويراد لهذا المؤتمر أن يكون فعلا لصالح البلاد والعباد ما أقصي العلماء وأقصيت الفئات الوطنية من المشاركة فيه .


في الأربعاء 06 مارس - آذار 2013 04:34:52 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=19520