هموم الحوار الوطني
د.يسرا عبدالعزيز الدغيش
د.يسرا عبدالعزيز الدغيش

صار التركيز الآن حول مؤتمر الحوار الوطني الذي سينعقد في مارس القادم بكل حيثياته وتداعياته وما سيخرج منه اليمنيون من نتائج ربما ستحدد مصير ومستقبل شعب او تعثره أيضا .. الكل يتابع بحرص تلك القوائم التي تسرب حينا وتنفى حينا آخر وتلك الانسحابات التي لها حججها الكافيه التي يتصدرها بعض المشتركين في الحوار او اللجان التي تُعد له.

ومن خلاله أيضا صار التعويل عليه لإخراج البلد من هذه الأزمة التي أنتجتها الحالة المؤقتة الوفاقيه الغير منسجمة فيما بينها بل على العكس أحيانا كثيرة نسمع بان الأطراف فيها تعمل ضد بعض ونكاية بالأخر متناسين بان هناك شعب تدوسه صراعاتهم ليتشكل لنا من خلاله بلد يحلم به الجميع يضم فيه كل مشاريعنا السياسية والاجتماعية والثقافية ،من خلال كل الأطراف السياسية المتصارعة والمتسابقة في وضع مشاريعها الوطنية ، إذا كانت كذلك كلا بحسب نظرته لمصلحة الوطن (ان كان هو الهم الأول بنظرهم ) او لمصلحته الشخصية (حتما ستكون لها الأولية في الطرح وفي النزاع)،،

وأضف إلى ما نسمعه عن قتل هنا وهتك عرض الوطن هناك ،ومزيدا من الهدر لكرامتنا ولإنسانيتنا ولسيادتنا الوطنية بسبب صراعات سلطويه وانتقاميه تهدد وترعد بكل الوسائل القمعية التي تمتلكها والتي لا تختلف كثيرا عن الأنظمة الاستبدادية السابقة وقد تكون احيانا هي تلك الأنظمة السابقة التي لم تسقط كاملة و أحيانا من الأطراف التي أنظمت للثورة لتحمي مصالحها ، وتشهر وتلوح بالحرب لكل من يخالفها او يقف عائقا أمام مشروع يخصها بشكل او بآخر .

السؤال :إذا لم يتفقوا فيما بينهم لاسمح الله في تلك الطاولة تحت اي سبب كان

هل هذا الشعب جاهزا لأن يتشكل من جديد ويعلن وحدة صف وانتفاضه مستمرة لما بدأه في 11 فبراير ويتحمل أيضا جزء من المسؤولية التاريخية أمام أبنائه الآن وأمام أجيال متعاقبة في المستقبل لعقود زمنيه قادمة حتما سيصل جحيم نيران تلك الصراعات إليهم ولن يلقى الوطن اي عافيه منها ، و هل سيتعلم من كل ما جرى ، عندما وضع أمره ومصيره تحت أي مسمى كان ، مركزية قرار ، و أيدلوجيه حزب ، ونخب معينه تتحكم بمصيره و بلقمة عيشه وبتعليمه وبحقه في الحياة عموما ويظل مستسلما خانعا لهم متفرجا كيف يقودون البلاد إلى الهاوية ، عندما تختلف مصالحهم و يتناسوا فيها مصالح امه ووطن ؟

كما أننا نعلم بان هناك من يعول على قوة ماله وقوة سلاحه ..!!

وهناك من يعول على جهل الناس وبساطتهم وقلة حيلهم وتدينهم بالفطرة

وهناك من يعول على ماله وعمالته ودعم الخارج الذي يريد إبقاء الوطن في حالته الرثة هذه .

إلا أن هناك من يعول على جماهير لم يفقد الأمل بها ويرى بأنها حتما ستقف حاسمه لأمرها ولن تقف مكتوفة الأيدي أمام كل ما يجري من هتك وسرقه وقتل وقتها لن ترحم احد ولن تثق بأحد أي كان خطابه .

أدرك جيدا بان لا احد يمتلك الإجابة وليس بالمقدور فعل اي شي سوى الوقوف على أهبة الاستعداد لرؤية مخرجات هذا الحوار

إما بمخرجات وطنيه حقيقية توفر علينا الكثير من المجهود والكثير من الفواتير ونمشي معا في طريق البناء بسلامه .. او بنتائج لا تحمد عقباها ويجب علينا التفاعل معها بعقلانية وبصرامة وبتكملة المسار الثوري إلى أن نحقق كل الأهداف المرجوة دون تملل او يأس او تواكل على الأخر ، وبأخذ العبرة من كل ما جرى منذ بدء الثورة إلى يومنا هذا

وعندئذ لن يكون الطريق معبدا بل سيكون وعرا جدا ..!!


في الجمعة 22 فبراير-شباط 2013 05:11:59 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=19386