العنوسة شبح يطارد الفتيات
العرب اليوم
العرب اليوم

أكد العديد من الخبراء النفسيين والاجتماعيين، أن 90% من الفتيات اللاتي تخطين سن الزواج، من الممكن أن يقبلن بالزواج من أي رجل حتى "الغير مناسب" لكي يتخلصن من شبح العنوسة؟"

تقول أمل عرفة (28 عامًا): أعيش في قرية لو تخطت بها الفتاة سن العشرين، أصبحت عانسًا لذا اضطررت إلى قبول شخص يكبرني بـ 15 عامًا ومتزوج من قبل ولم يطلق زوجته، وكان يرغب في الزواج من فتاة صغيرة حتى تنجب له طفلاً، فوافقت على الفور من دون تفكير حتى أتخلص من لقب "العنوسة"، وشعرت أنني بإمكاني التأقلم والعيش في تلك الحياة، وبالفعل أنا الآن متزوجه منه منذ عام، ولكن للاسف لم يحدث إنجاب بعد، وهو يعاملني معاملة سيئة للغاية، لكن مهما حدث فأفضل من أن يُقال في القرية أنني "عانس".

فيما تحكي نهي ماجد (33 عامًا): حتى الآن لم أتزوج، وأشعر بالغيرة الشديدة من صديقاتي اللاتي تزوجن مبكرًا ومنهن من أنجبن أيضًا، لذا قررت أن أوافق على أي شخص سيتقدم لي، حتى لو كان مطلق أو أرمل أو متزوج، فأنا لا أمانع ومستعدة أيضًا أن أنفق من جيبي على هذا الزواج حتى أتزوج، وأتخلص من العنوسة التي تطاردني حاليًا ومعايرة صديقاتي لي بأنني غير متزوجة!!

وقد أكد أستاذ علم الاجتماع وخبير العلاقات الاجتماعية، الدكتور مدحت عبدالهادي قائلاً: إن شبح العنوسة يطارد أي فتاة تخطت سن الثلاثين، ومن الممكن أن يطارد فتيات في سن أصغر لانهم يخشون أن يتعرضن للعنوسة، وبالفعل فمشكلة العنوسة أصبحت مشكلة في غاية الخطورة، نظرًا لصعوبة الظروف الاقتصادية، مما أصبح الشاب غير قادر على الزواج، لذا ازدات المشكلة بشكل كبير وترتبت عليها مشاكل أخرى عدة، مثل الانحراف السلوكي والأخلاقي والزواج المتعدد، فالفتاة التي أوشكت على العنوسة يصبح لديها طلب أي رجل لزواجها بمثابة طوق النجاة، حتى لو كان متزوجًا من قبل أو مطلق أو ليس لديه إمكانات الزواج، فتقوم هي بإتمام الزواج على نفقتها.

وأوضح د.عبدالهادي أن "عامل الاختيار الذي كان متاحًا للفتاة من قبل، أصبح الآن غير موجود، وأصبح العثور على لقب "متزوجة" أفضل لديها من "عانس"، حتى لو وصل بها الأمر إلى الحصول على لقب مطلقة، فهو أفضل لها من عانس، وكل هذا يأتي من الموروثات الاجتماعية والعادات والتقاليد الخاطئة التي توارثناها للأسف الشديد، فالفتاة المتأخرة عن الزواج نسميها نحن عانس، وينظر لها المجتمع نظرة سيئة للغاية، وعلى أنها غير منضبطة أخلاقيًا وبها عيب، وهو سبب تأخرها عن الزواج، مما يسبب لهذه الفتاة ضيقًا، لذا ترغب في أن يرمي لها أي رجل طوق النجاة حتى تتخلص من نظرة المجتمع إليها ومعايرتها بأنها عانس".

من جانبها، أكدت أستاذ الطب النفسي في جامعة عين شمس، الدكتورة هبة عيسوي ، أنها ضد لقب "عانس"، وتفضل استبداله بـ"المتأخرة عن الزواج" وتقول: تأتي لي العديد من الحالات المرضية، ومعظمها سببها التأخر عن الزواج، حيث أن الفتاة التي لم يرغبها الرجال، تشعر بأنها تنتقص لكثير من الأشياء، وأن بها عيبًا يجعل الرجال ينفرون منها ولا يقبلون الزواج بها، لذا فأنا أؤكد أن 90% من الفتيات التي تخطت السن المناسب للزواج، إذا تقدم لخطبتها أي شخص مهما كانت ظروفه، ستقبل به مضطرة، للتخلص من شبح العنوسة، وهذا للأسف مؤشر خطير جدًا، لأن ذلك يؤدي إلى ارتفاع معدل المشاكل الأسرية والطلاق وغيره من المشاكل الأخرى.

وأضافت د.عيسوي "أنا كطبيبة نفسية، أنصح دائمًا الفتاة المتأخرة عن الزواج بالتأقلم مع حياتها كما هي، والاهتمام بأشياء أخرى كالارتقاء في عملها أو استكمال دراستها العليا في الجامعة، فوقتها ستشعر الفتاة أنها تحقق ذاتها في شئ مفيد وتحقق نجاحًا في مجالات أخرى، وبالتالي تشعر بالتميز عن الفتاة المتزوجة التي لا تقدر على فعل ذلك، وأؤكد عليها أنها إذا ارتقت في عملها أو دراستها ستكون فرصتها أكبر في الزواج بالرجل المناسب، ولكن للأسف قلما ما يستمعون مني تلك النصيحة وينفذونها، لأن المجتمع للأسف يجبر تلك الفتاة على تفضيل الزواج بزوج غير مناسب لكي تتخلص من شبح العنوسة


في الأحد 23 ديسمبر-كانون الأول 2012 12:39:25 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=18533