شيوخ المشترك في العُمق
علي السورقي
علي السورقي

اللقاء المشترك مصطلح سياسي معاصر مهندسه ومؤسسه عملاق الفكر السياسي الأستاذ الشهيد جار الله عمر وينظوي تحت هذا التعريف السياسي المعارضة اليمنية للنظام من مختلف المكونات الحزبية والتوجه الفكـري  والأيدلوجي هذا الكيان السياسي الذي برز على المشهد السياسي كنتاج للنظام الديمقراطي الناشئ في ظل التعددية السياسية بعد الوحدة اليمنية المباركة والذي عرف عنه بالتقلبات والمراوحة تارة في الإئتلافات الثنائية والمحاصصة والتقارب مع النظام وأخرى في مقارعته والتوافق على السلطة وأخير قيادة العمل السياسي في ثورة التغيير الشبابية السلمية التي أطاحت بنصف رأس النظام

الأمناء العاميين للقاء المشترك حصلوا بكل جدارة على لقب جديد كان في العمق كإستحقاق لدورهم المتباطئ في مسار المشهد الثوري شيوخ المشترك ..!؟ أعتقد بل أُجزم بأن الإعلامي الفذ في قناة الجزيرة الأستاذ علي الظفيري قد تعمــد توجيه رسالة واضحة للشباب الثوري بمنحة هذا اللقب البرونزي لضيوفه في برنامجه المرئي في العُمق مفادها بأن المعارضة السياسية النصف حاكمة قد شاخت وتجاوز عمرها الإفتراضي مفهوم قيادة العمل السياسي وانتهت صلاحيتها الفكرية في توجيه مسار الخط الجبهوي الثوري لعملية التغيير وبناء الدولة المدنية الشابة القادرة على التغيير الأنموذجي من خلال إسقاط النظام وتفكيك منظومته القبلية والعسكرية

لقد كان الإعلامي الشباب الظفيري متفوقاً على شيوخ المشترك في محاكاة المشهد السياسي اليمني وتحليل الواقع برؤية فاحصة معترفاً ضمنياً للشيوخ بصعوبة المرحلة وإرهاصاتها غير مسلماً بديمومة الواقع والحال وما يرافقه من تحديات وتدخلات على المستوى الداخلي والخارجي

ولعل الدكتور ياسين سعيد قد قراء رسالة الظفيري إثناء توجيهه السؤال عن دور الشباب للأستاذ الأنسي والعتواني ولم يوجهه للدكتور ياسين وكانت إجابته مبتسماً .. بمفهومية مخاطباً الظفيري أعرف لما يوجه السؤال لي لأنني مازلت شباب .!!!؟

مؤكداً من خلال هذا الإجابة الغير مباشرة نيته الحقيقية في اعتزال العمل السياسي وترك المجال أمام الشباب في عملية التغيير والتفرغ للمشروع المدني الفكري والذي سوف يعمل على تطوير التوجه المدني شيوخ المشترك في برنامج في العُمق لم يأتوا بجديد ولم يتبنوا مشروع سياسي كبديل ثوري عصري لما هو مجسد الأن في التعامل المعاق مع المرحلة وعملية التوافق على السلطة ونقلها بموجب المبادرة الخليجية التي تمنحهم صك غفران بامتلاك نصف السلطة وتمنح نصف النظام حصانة البقاء والشراكة

فيا شيوخ المشترك ألم يحن الوقت لمغادرة الرهانات على الفتات السياسي ؟ إلى متى ستظلون تراوحون في في الاتكاء على الحل المستورد المستهلك سياسيا .؟ ألم تدركوا بعد حجم التحديات التي تواجه الوطن والتي هي بحاجة إلى فكر فتي ودماء جديدة تحاور الواقع على طاولة التغيير الجذري ؟ ألا يكفيكم تمحور في الوهم وتمترس في الوهن ؟ هل يحق لنا أن نقول لكم الأن خصوصاً بعد قراءة رؤيتكم المستقبلية للوضع ومنحكم اللقب .. شبت عن الطوق أرضي يا مراوغها .....؟

فلتعلموا أن الوضع لم يُعد يُحتمل فالمواطن اليمني في الداخل والخارج مثخن بجراحات المرحلة بكل تفاصيلها والوطن يعاني من عملية تدمير ممنهجة للقيم وخصخصة للمبادئ واستتار للضمير واغتيال للهوية والسيادة

كفاكم ترنح في الوهن ومراهنة على العدم .. وفي العُمق إستحقاق اللقب .. أريحونا بها شيوخنا !؟ أفسحوا المجال للشباب في قيادة العمل الثوري والتنظيمي والسياسي .. من أجل اليمن .؟


في الثلاثاء 18 ديسمبر-كانون الأول 2012 06:40:46 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=18484