ما كنت أدري عن العاشقين
هناء السماوي
هناء السماوي

أنا روضةٌ من رياض النعيم,,, ولي في السماء نجمةٌ عالية

وكنت وحيداً أناجي الغيوم,,, وكانت لي الدار والساقية

وكانت حياتي بقلبي تجور,,, وكنت على ظلمها راضية

فلا الدمع يبدو على مقلتي,,, ولا الهمّ يعرف لي زاوية

وما كنت أدري عن العاشقين,,, ولا كنت أسمع للراوية

عزفت مقام البيات العتيق,,, وشاركني الدف والغانية

وكانت حياتي ربيعاً جميلا,,, وأمرح في السهل والرابية

وما كنت يوماً أخط الحروف,,, وما كان لي في الهوى قافية

رفيقي كتابٌ قديم السطور,,, "حنيني لأيامي الخالية"

فطافت بي النفس بعض الدروب,,, وخانتني الدار والحاشية

فتباً لها أوغلت بي الجروح,,, وما أنصفت تلكم الطاغية

فباتت حياتي خريفاً حزينا,,, وغابت عن الكون آماليه

فمن ذا يعيد ابتسام الزهور,,, ويحنو على الوردة الشادية

أتيت اليكم وفي معصمي,,, قيود من الزهرة الباكية

سؤالٌ يظل على خاطري,,, لماذا قلوب الورى قاسية؟

تشابهت الناس في ناظري,,, وما عاد لي في الهوى باقية

زكاة العقول احتمال الأذى,,, وصبرٌ على نارها الحامية

فيا قلب صبراً على النائبات,,, فلا بد للسقم من عافية

وصارت حروفي أنيسي الوحيد,,, وما خطت الكف من قافية

فبالله يا نفس لا تعشقي,,, ولا تصبحي في الهوى لاهية

وعودي كما كنت قديسةً,,, وفي الدير جوهرة غالية

سأحيا بعيداً وفي خيمتي,,, أرقع أشيائيَ البالية

فمهما التحضر يغري النفوس,,, فما أجمل العيش في البادية

أردد في صفحتي كل يوم,,, "حنيني لأيامي الخالية"


في الإثنين 03 ديسمبر-كانون الأول 2012 10:59:34 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=18273