رسالة إلى هادي وفنية الحوار.. وقضايا أخرى
احمد طه خليفة
احمد طه خليفة

سألني كثير من زملائي واصدقائي وزملاء الحرف والقراء عن احتجابي عدة اشهر دون المشاركة في الكتابة والتعليق على الأحداث المتسارعة من حولنا فكان جوابي أنني آثرت الصمت والسكوت كاستراحة محارب أرقب فيها الوضع من حولي في بلدي ووطني العربي وامتي الإسلامية ولمزيد من المتابعة والتفكير السليم ..

أولا: رسالة إلى الرئيس هادي وفنية الحوار

مادمتم قد حددتم أن تمثيل اليمنيين شماليين وجنوبيين في الحوار الوطني المرتقب سيكون مناصفة فهذا يعني إلتزامكم بما يلي:

1-     في ال50% الشمالية يجب أن يُمثل الجميع على قدم المساواة واولهم المهمشون، وابناء تهامة, وأبناء المناطق الوسطى, وأبناء المناطق النائية مثل مأرب والجوف, والشماليون من اصول جنوبية,  وغيرهم وغيرهم بالتساوي.

2-     في ال50% الجنوبية يجب ان يُمثل الجنوبيون على أساس الفكرة التي يقفون خلفها , الإنفصال وفك الأرتباط, والفيدرالية بإقليمين, والفيدرالية الإتحادية بأقاليم متعددة,والوحدة الإندماجية بحكم محلي واسع, ودعاة حضرموت الكبرى ,والمهمشون وأبناء الأقليات, والجنوبيون من اصول شمالية, وغيرهم وغيرهم بالتساوي.

3-     يجب ان لا ننسى أن يتم تمثيل السلفيين والصوفية ,والزيديين حوثيين وغير حوثيين, والإسماعيلية وأي تجمعات مذهبية في أطار مناطقهم. وهناك تساؤلات لدى الناس عن تمثيل الاحزاب والمنظمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والمرأة والمفكرين والرياضيين والعمال ,غيرهم وغيرهم بالتساوي ايضا!

4-     إن كان ولابد من إعتذار فيتم الإعتذار للشعب جنوبه وشماله شرقه وغربه وسطه وساحله وجزره عن كل المآسي التي لحقت به منذ ثورة سبتمبر وأكتوبر وحتى الآن دون استثناء أو إقصاء أو تغافل مع التعهد بفتح باب تقديم الشكوى والمطالبة بالتعويض المدني والحقوقي ويُؤيَد ذلك بإصدار قانون العدالة الإنتقالية.

5-     أن تكون عدن مقرا لهذا الحوار المرتقب وذلك لأسباب أهمها:أن هذا سيضمن مشاركة دعاة الإنفصال دون التعرض لأذى الرافضين للإنفصال, ومن أجل ضمان استتباب الأمن في عدن وعدم تحميل صنعاء ضغطا امنيا مضاعفا وهي لا تحتمله الآن, وأيضا أن تكون من ضمن أنشطة مؤتمر الحوار إعادة الرونق والجمال والخدمات لعدن .

6-     أن يسمح لكل المدعوين والمطالبين بالمشاركة في الحوار الظهور الحر في برامج قنوات الحكومة التلفزيونية والإذاعية والصحف والمواقع الحكومية لتمكينهم من إيصال وجهات نظرهم وتصورهم عن الحوار.

7-     أن يتم إعلان ما يتفق عليه في الحوار أو يناقش أو يقدم من أفكار عن طريق قناة تلفزيونية فضائية ولها بث إذاعي ومخصصة لذلك , وعن طريق موقع خاص بلجنة الحوار ومواقع تعد لكل مكون من مكونات الحوار الوطني بنفس المستوى من الإعداد الفني والإخراج المهني يمكن تلك المكونات من التواصل مع الشعب ومعرفة نبض تفاعله مع كل لحظات الحوار.

8-     لست أدري ماذا أعددتم في ال95% التي أعلن عن إنجازها ولكن الحوار دون الأخذ بتلك النقاط السبع المقترحة وبغيرها أعتقد أنه لن يكون حوارا مجديا. والله الموفق إلى سبيل الرشاد .      

ثانيا:الشيطنة من وكيف؟

 سألني كثير من زملائي واصدقائي وزملاء الحرف والقراء عن احتجابي عدة اشهر دون المشاركة في الكتابة والتعليق على الأحداث المتسارعة من حولنا فكان جوابي أنني آثرت الصمت والسكوت كاستراحة محارب أرقب فيها الوضع من حولي في بلدي ووطني العربي وامتي الإسلامية ولمزيد من المتابعة والتفكير السليم ..

وأكثر ما أشعر به من متابعتي لقنوات التلفزة والمواقع الإخبارية والمواقع الاجتماعية والمنتديات هو أن هناك محاولات قوية ومستمرة ومتزايدة مدعومة ماديا ومعنويا وفنيا تصب هذه المحاولات في العمل على شيطنة التيار الإسلامي..

 نعم شيطنة الإخوان والسلفيين والإصلاح والنهضة والرشاد والنور وحزب العمل الاردني وحماس والجهاد وغيرهم كثر. وبطريقة تعتمد كل الإعتماد على التدليس والكذب والتضليل والجهل من القائمين على تلك الوسائل الإعلامية وتعتمد على جهل كبير بسيط ومركب عند أغلب المتلقين. ويبدو لي أن هذا ماأريد به إلا إدخال الأمة في حالة من الإرتباك والتخبط والشك والضياع.

ولا انفي انتمائي العقدي والفكري والوجداني لهذا التيار -الذي لا انتمي إليه سياسيا- لذلك أظن أن الله قد أنعم على منتسبيه من النعم الكثير: فهم الأكثر ثقافة وألأشد انفتاحا على الآخر والأرقى والأنقى في التعامل والأكثر حرصا على الإستقرار مع رفضهم الضيم والظلم إلى جانب تقديمهم المئات بل والآلاف من دعاة الحرية والكرامة .. أحسبهم كذلك والله حسيبهم ولا أزكي على الله أحد.. ولا يمنع كل ذلك من وجود منتفعين ومتسلقين وظلمة فيهم ولكنهم الأقل في التأثير.. كما أنهم ليسوا معصومين ولا منزهين عن الخطأ ولكن معظمهم يعاملون الله في تصرفاتهم ..

والتخاطب مع كل هذا التيار والحديث معه وعنه يجب أن يكون كما تعلمنا قواعد الشريعة والأخلاق التي يقبلها الناس في كل مكان ومن كل ملة .. الحجة بالحجة والفكرة بالفكرة وليس بالشتائم والسباب والتضليل والكذب.. ليس بتغيير المواقف لا اقتناعا بمواقف جديدة ولكن خوفا من وصول التيار الإسلامي إلى السلطة ونجاحه فيها..

اعلم أن هناك من كان ومازال يتهمني بالأصلحة وسيقول لقد كشف صاحبنا نفسه .. لكن الحق والحق اقول لم ولن يتحمل معظم أعباء إصلاح الوطن والأمة إلا هؤلاء والشرفاء من التيارات الأخرى الذين يتحالفون معهم لأنهم أدركوا تلك الحقيقة وأن الوطن لله ويعيش فيه الجميع والأمة لن يقودها للأمام إلا كل أبنائهاالمخلصين.

ثالثا: شوقي وتعز والأعلام المهني.

عندما تم تعيين شوقي هائل محافظا لتعز كان الترحيب به ليس لأنه السياسي المحنك أو الإداري الناجح فنحن لم نعرف عنه ذلك فهو لم يختبر من قبل ..ولكن من رحب به وأغلبهم من البسطاء عاشوا الأحلام التي بثتها ريبورتاجات تلفزيونية ومواقع منتفعة وأقلام مستأجرة هنا وهناك .. ظنوا أن شوقي سيأتي حاملا صناديق الذهب وجرار الفضة وأكياس النقود ليوزعها هنا وهناك فيبني المشاريع ويواسي الناس ويعيد لمحافظة تعز ماكان يفترض أن تصل إليه..

 وكنت وقلة قليلة نرفض تلك الفكرة ونعتقد أن في تعز من أبنائها من السياسيين والإداريين من يمكنه تحمل مسؤوليات المحافظة.. وتحولت الآمال العريضة والأحلام الكبرى إلى خيبة أمل عظيمة.. وهذا لا يبرر أن يخرج أتباع المخلوع للإساءة لتعز وأبنائها والتعالي عليهم .. كم لا يجب أن نكون قد وصلنا إلى هذا القدر من النزق والاستعجال والحكم الجائر ,كل هذا لأننا وجدنا مالم نتمناه.. بل يجب أن يكون حكمنا بناء على ما كان متوقعا بعقلانية وبناء على ما تم تحقيقه وماهي الصعوبات والعراقيل ..

و حتى لا يكون حكمنا جائرا فالرجل بحاجة لفرصة واثنتين قبل ان نقول  انه لا يصلح.. ونفس الشيء يقال عن الرئيس هادي والحكومة ورئيسها ولجنة الحوار الفنية والمحافظين والمسؤولين الجدد.. حتى نصل إلى بر الأمان ولا نكون قد ظلمنا أنفسنا بأنفسنا فنستحق بذلك ظلم غيرنا لنا.

وأطالب نفسي وكل الكتاب والإعلامين أن نتجنب أسلوب: إتصل به ,وتلقى اتصالا ,وصرخ في وجه ,وقال التف علي ,ولم ينظر إليه طيلة  الأجتماع ,مقرب منه وقال مراقبون وذهب محللون ,وشوهد كذا ومعلومات مؤكدة من مصادر غربية وخليجية!! ..

 يجب أن نحرص على الصدق والدقة والحيدة والموضوعية ونحاول أن نقترب من المهنية على الرغم من أننا لا نملك إرثا إعلاميا مهنيا لكن يجب ان نسعى للوصول إليه.. على أن نكون صادقين فيمانقول ونكتب لأننا محاسبون على الكلمة لا نلقي لها بالا تلقي بنا بضعا وسبعين خريفا في النار كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم..

وبهذه الفرصة أستغرب حتى الآن من استمرار وجود محكمة الصحافة السيئة الذكر والتي أسس لها النظام المخلوع لمحاسبة خصومه ولذلك يجب أن يعمل الرئيس هادي على إلغائها كونها تخالف الزمن و الوقت الذي نعيش فيه ومتطلباته وقراراتها ضد الصحوة ومارب برس حاليا وقراراتها سابقا ضد كل صاحب قلم شريف لم يعد لها مكان إلا في متحف التاريخ الأسود لليمن.

رابعا: نصر غزة والأمة المتعافية

لم يكن النصر في غزة إلا بفضل الله تعالى ثم بما أعان هذه الأمة عليه عندما قررت أن تغير نفسها نحو الأفضل فبدأت بالوقوف على قدميها رافعة شعار كرامتها محافظة على شرفها بتلك الثورات العظيمة المستمرة والتي ستطال كل ظالم وكاذب وخائن لهذه الأمة ..

والثورة مستمرة بحرص ابنائها على استمرارها ورفض التلاعب بالموقف وشراء الذمم وتأجير الأقلام لهذا اليوم ولذاك غدا.. ولن يسقط قلم شريف مهما قل عدد مريديه وكثرت إساءة المسيئين إليه .. ولن تسقط أمة أدرك أبناؤها أنهم حماتها وقادتها ورجال دولتها وأن الحكام لديهم أجراء لزمن محدد ينتهي بنهاية العقد أو بالخلع عند عدم تأدية الوظيفة بالشكل الصحيح .. سيستمر الحلم ولن يتوقف الأمل في قلوب أبناء هذه الأمة شاء من شاء وأبى من أبى.. والنصر لغزة وفلسطين والأمة كلها التي بدأت تتعافى من أمراضها وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال..   


في الجمعة 23 نوفمبر-تشرين الثاني 2012 03:56:59 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=18134