محمد عبد الملك المتوكل: ''حكيم العلماء'' و''أستاذ الوطنيين!''
دكتور/عبد الله الفقيه
دكتور/عبد الله الفقيه

قبل بضعة أسابيع سأل احد الصحفيين الدكتور المتوكل عن تفسيره لمسألة تعيين الوزراء دون استشارتهم فرد بما معناه "هذه هي الطريقة التي جبل عليها الحكام في هذه البلاد." وذكر بكل اريحية بان الشهيد الحمدي عندما عينه وزيرا للتموين لم يعرف بالخبر سوى من نشرة الأخبار في التلفزيون. كان بإمكان الدكتور المتوكل كحزبي وكمعارض ان يصور الأمر بطريقة مختلفة وان يوظفه سياسيا.

 لكن الدكتور المتوكل لم ينتم قط لتلك الفئة من الناس الذين بحكم محدودية تعليمهم وقصور فهمهم وغطرستهم وأنانيتهم إذا قالوا كذبوا، وإذا خاصموا فجروا، وإذا ائتمنوا خانوا وتآمروا. فعلى العكس من ذلك فان كتابات الدكتور المتوكل ومقابلاته ترجح الاعتدال السياسي وتقدم الحلول للمشاكل القائمة. وشتان ما بين المتوكل وبين خصومه السياسيين والذين يخجل من سلوكهم المشين ومن سفاهتهم وتآمرهم على البلاد.. زملاء هم قبل خصومهم. وإذا كان المتوكل كناشط وأستاذ جامعي وكاتب ومفكر وداعية إصلاح يكتب دائما باسمه الحقيقي فان الذين اتخذوا من معاداته والإساءة له مهنة يسترزقون منها غالبا ما يجبنون عن ذكر أسمائهم حتى لا يعرف العالم حجم وضاعتهم. 

قبل بضعة أيام دخل المتوكل في حوار لا تنقصه الصراحة ولا الحكمة ولا الوطنية مع أعضاء موقع حوار hewarye.com الشبابي. وقد كانت أجوبة المتوكل على أسئلة محاوريه، بما في ذلك الأسئلة الاستفزازية، مليئة بحكمة العالم وصراحة الوطني. لكن حكمة المتوكل وصراحته واعتداله والإنصاف الذي تحمله كلماته غالبا ما تغضب أعداء الحياة والحرية والتقدم والتنمية.

عندما سال المتوكل من قبل إحدى المشاركات في الحوار عن سر احتفاظ الدكتور رشاد العليمي بحقيبة وزارة الداخلية رد بقوله "أما عن سر احتفاظ العليمي بحقيبته فيعود إلى أنه يترك الأمور تجري على أعنتها ولا ينامن إلا خالي البال .. حروب الأراضي في صنعاء العاصمة تجري عن شماله وجنوبه وشرقه وغربه ومن فوقه ومن تحته ليست من اختصاصه ولا من اختصاص رجاله ، لكن أن تمر حنان الوادعي من جانب السفارة الإيرانية فتلك جريمة لا تغتفر ورحم الله الأستاذ أحمد محمد نعمان الذي قال يوماً : حيا الله رجال الأمن البواسل لقد القوا القبض على المقتول وفر عليهم القاتل .. عموماً الطعن في الميت حرام." وبرغم ان الرد قد يبدو قاسيا بعض الشيء إلا ان الدكتور العليمي يستحق بالتأكيد أكثر من ذلك. فقد اثبت خلال السنوات الماضية بأنه بدلا من ان يعمل على توطيد أمن اليمنيين واستقرارهم فانه يعمل على توطيد أمن المعتدين ومقلقي السكينة العامة ومنتهكي حقوق المواطنين. وسلبية وزير الداخلية تجاه الانتهاكات ضد الصحافيين والناشطين والمواطنين بشكل عام موثقة في كل تقرير حقوقي. وبالمناسبة فان إحدى المنظمات الدولية كانت قد طلبت قبل فترة رأي كاتب هذا الموضوع مع آراء آخرين بالتأكيد في اليمن والعالم العربي في تسمية خمسة من المسئولين لإدراجهم ضمن قائمة أعداء الحرية في العالم. وقد اعترض الكاتب على الفكرة بالنسبة لبعض الأسماء لما يمكن ان يترتب على إدراجها من تأثير سلبي على حياة المواطن اليمني. وبالنسبة للدكتور العليمي فقد اعترض الكاتب على تسميته لأنه في الواقع لا يملك سلطات حقيقية في قضايا الاعتداءات..

موكب الرئيس

عندما سأل الدكتور المتوكل عن ما اذا كان الرئيس قد دعاه للمشاركة في الحوار بين الدولة والمتمردين في صعدة وذلك لما عرف عن الرئيس من إجادة للحوار مع الذين يختلف معهم أجاب بقوله " هناك ... فرق بين الحوار والتفاوض . فالحوار محاولة من طرفين للوصول إلى فهم مشترك وهو يرتكز على الحجج والبراهين واستعداد كل طرف لقول ما يثبت أنه على حق . أما المفاوضة فهي محاولة لانتزاع مطلب من هذا الطرف أو ذاك ، وتعتمد المفاوضة على توازن القوى .. الرئيس علي عبدالله صالح يجيد التفاوض ولا يحتمل الحوار."

ولأن الدكتور المتوكل كتب خلال إحدى المراحل سلسلة مقالات بعنوان "معارض في موكب الرئيس" فقد سأله احد المحاورين " هل مازلت في الموكب ؟" وأجاب الدكتور "لا زلت أحمل الذكرى العطره لتعامل الرئيس ، ابن القرية، مع ضيوفه وشركاء موكبه." وعندما سأل عن سر اطلاقه لقب "صاحب مبخرة" على كل من يكتب عن الرئيس صالح برغم وصفه للرئيس صالح بانه "شخص بسيط" رد المتوكل "يقال من مدحك بغير ما هو فيك فقد ذمك ، لدى الرئيس جوانب إيجابية أضاعها حملة المباخر بالزيف والكذب وكتمان الحق والنفاق المفضوح."

وعندما سأله احد المشاركين "هل تعتقد أن الرئيس صالح يحكم، أم يملك ، أم يدير اليمن؟" اجاب المتوكل: يقول الدكتور عبد العظيم رمضان في كتابه تحطيم الآلهة " لا يستطيع أي حاكم مطلق في نظام شمولي دكتاتوري أن يكون حاكماً مطلقاً بالمعنى الحرفي فهو حاكم مطلق بالنسبة للرعايا ولكنه حاكم محدود السلطة بالنسبة لمراكز القوى التي تحيط به. الحاكم المطلق في النظم الدكتاتورية هو حاكم خاطيء في معظم الأحيان وهو حاكم خائف في كل الأحوال وهو حاكم مسلوب السلطة في كل ما يمس جوهر النظام وأركانه والمصالح التي تأسست عليه."

وزير حبشي

وسأله أحد المشاركين في الحوار عن ما يقال من تهميش للهاشميين في حين ان التشكيل الحكومي الأخير ضم، كما جاء في سؤال المحاور، وزيرين هاشميين فرد المتوكل "حكاية وزيرين هاشميين 'نكتة حلوة' ذكرتني بحوار دار بيني وبين الرئيس في مكتبه بالقصر الجمهوري. سـألني الرئيس كم عدد الموظفين من بيت المتوكل أيام الإمام ، قلت له الذي أعرفه لا يزيدون عن خمسة أو سبعة .. قال وكم عددهم اليوم قلت بالعشرات ، قال فلماذا كتبت في مقالتك في الوحدوي_أحباؤنا وخمس أسر زيدية_أن مشكلة الرئيس الإشتراكيين والهاشميين ووثيقة العهد والاتفاق . قلت له موضوع المقالة هو مشكلة اليمنيين في التعميم ، وأنا لا أريد أن أعين في وظيفة لأنني هاشمي ، ولا أريد أن أحرم من حقي في الوظيفة لأنني هاشمي ، وكذلك الحال بالنسبة لكل الانتماءات السياسية والمناطقية والطائفية والدينية والذكورية والإناثية . المواطنة المتساوية هي التي يحكمها القانون لا الأمزجة ، والأهواء ، لا الخُبرة قبل الخِبرة. تتباهى.. أن في الوزارة إثنان من الهاشميين وما قيمة ذلك بالنسبة للهاشميين وهل هم الذين اختاروهم . لو كانوا كل الوزراء من قريتك ، هل يمثلونك وأنت لم تسهم في اختيارهم ؟ أما لو كانوا وزراء فاسدين مفسدين منافقين ركنوا إلى الذين ظلموا فإن لعنتهم تعود على فئتهم ، أو مناطقهم لأن المصيبة تعم والحسنة تخص . هؤلاء هم وزراء الرئيس وإليه ينتمون ولا علاقة للفئات أو المناطق أو الوطن بهم ، ولا حتى الحزب الحاكم الذي يقف كالأطرش في الزفة ، هؤلاء ولاؤهم لمن عينهم ، وخيرهم وشرهم عائد عليه اليوم أو غداً ، وسؤالك لا يدل على أنك درست لدي لأن منهجي وزير شريف نظيف كفء ينتمي بجذوره إلى الحبشة أفضل عندي من الف وزير هاشمي سارق فاسد منافق .. لأن فائدتي مع الأول ومضرة سمعتي مع الآخر .. ليس المهم...من يحكم إنما المهم كيف يحكم ..."

وسأله احد المشاركين عن التشكيلة الجديدة للحكومة الحالية و "هل فيها الأمل للنهوض بالوطن أم مثل ما يقولون ديمة غيرنا بابها؟" وكان رد المتوكل هو "أرجو أن تكون قد قرأت مقالتي الأولى والثانية في صحيفة الوسط والمثل اليمني يقول لا خير ولا شر حتى تمضي الزوابع .. لكنني عادة لا أعطي اهتماماً إلى من عين وزيراً أو رئيساً للوزراء سوى من ناحية قبولهم أو عدم قبولهم لدور 'خيال المأته.' وأنا أركز عادة على الإرادة السياسية للنخبة الحاكمة .. فإذا كان هناك إرادة سياسية جادة ، وتريد إصلاحاً فسوف يتم الإصلاح بهؤلاء أو بغيرهم وإذا لم تكن هناك إرادة سياسية للإصلاح ومحاربة الفساد وبناء الدولة الحديثة فالحكومة ليست أكثر من جزاع وقت والجمعة الجمعة والخطبة الخطبة والباقي عليك."

هاشمية المتوكل

ولد الدكتور المتوكل في مدينة حجة في عام 1942 لأب هاشمي وأم يعرفها بأنها "فلاحة يمنية قحطانية من بنات مشائخ مسور حجة." ويقول المتوكل انه كان يجد صعوبة في التمييز بين أبيه الهاشمي وأمه غير الهاشمية وخصوصا وان الرسول عليه الصلاة والسلام قد أوصى بالأم ثلاث مرات وبالأب مرة واحدة. يقول المتوكل: "كون أمي قبيلية وضرتها هاشمية جعلني أنحاز كليا إلى أمي وكنت وأنا لم أتجاوز السادسة من العمر أشعر بالغضب لأن أمي تدعى باسمها وضرتها تدعى يا شريفة . لم أجد ما أتضامن به مع أمي غير رفضي المطلق أن يسبق اسمي كلمة 'سيد' وأصر أن أدعى باسمي مجردا من اللقب وأرغمت العاملات والعاملين على أن يدعوني محمد فقط أو لا أجيب عليهم.."

وتأثر الدكتور المتوكل كثيرا بالأستاذ احمد محمد نعمان وعنه يقول "كان للأستاذ نعمان تأثير كبير على أفكارنا وآرائنا وتوجهاتنا منذ نعومة أظفارنا وكنا نحبه وكان لنا مثلا وقدوة لا يطاوله العشرات من الهاشميين وغير الهاشميين وكان اليمن بكل أبنائه في عين النعمان سواء ومن روح النعمان تعلمنا روح التسامح والتواضع ومبدأ المساواة وعدم الانحناء إلا لله ولهذا كنت أقود في الخمسينات حملة شعواء ضد تقبيل الركب وإذا أردت شاهدا فاقرأ مقالة لي نشرتها جريدة سبأ بتأريخ 27 يونيو 1957م تحت عنوان ، افتح عينك يا أخي.'"

ويرفض الدكتور المتوكل الذي تلقى تعليمه الابتدائي في اليمن والثانوي والجامعي في مصر وحضر الماجستير في الولايات المتحدة والدكتوراه في مصر ثم شغل العديد من المواقع الحكومية بما في ذلك منصب وزير للتموين في عهد الحمدي التفرقة بين الناس بغض النظر عن ألأساس الذي تقوم عليه تلك التفرقة حيث يقول "علمنا الإسلام والرسول الذي اعتز بالانتساب إليه أن الناس سواسية كأسنان المشط وأن أباهم واحد وربهم واحد ولا فضل لأحد على غيره إلا بالتقوى ...أنا ناشط حقوقي ولا يمكن لمن يدافع عن حقوق الإنسان أن يكون عنصريا لأن المساواة هي أول شعار لأدبيات حقوق الإنسان. ومن حقي أن أعتز - كما يعتز أي إنسان ينتسب إلى رجل أو امرأة عظيمة - بأن فاطمة الزهراء ابنة محمد عليه الصلاة والسلام جدة لي وأن عليا الخليفة المفكر الفيلسوف العالم الإنسان جد لي .. ولكن هذا الاعتزاز وهذا الانتساب لا يعطيني في المواطنة امتيازا على أحد ولا يمنحني حقوقا مادية أكثر من غيري بل هو نسب يحملني مسئولية أخلاقية .. وقد قال المصطفى عليه السلام لآل بيته ،لا يأتيني الناس بأعمالهم وتأتوني بأنسابكم وأحسابكم فإني لا أغني عنكم من الله شيئا.،"

ويتسأل الدكتور المتوكل "لقد توليت منذ عام 1963م مناصب قيادية أولها سكرتيرا أول في سفارتنا بالقاهرة ثم في الإعلام والسياحة والتموين والتجارة وأخيرا في الجامعة وأنا في طريقي إلى التقاعد فهل ظهر في تعاملي وسلوكي ما يدل على عصبية جاهليه عنصرية أو طائفية أو قبلية أو حزبية أو مناطقية .. ولهذا كتاب الأجهزة لم يجدوا ما يأخذونه علي في عملي فعادوا ليقولوا هاشمي يعني إمامي والهاشميون في نظر البعض يختلفون بحسب مناطقهم وهنا قصة ظريفة . كانوا في الثمانينات يبحثون عن مدرسين يدرسون في معهد الميثاق فذكر أحدهم اسمي فقال الصديق عبد السلام العنسي لا هذا هاشمي فرد عليه ولماذا قبلت الدكتور مطهر العزي وهو هاشمي قال عبد السلام هذا هاشمي مسكين من حق إب."

والجواب على سؤال المتوكل يأتي من احد طلابه وهو كاتب هذه السطور. فو الله انه لم يعرف المتوكل الإ وطنيا ومصلحا وداعية تحديث وعدالة ورافضا لكافة أشكال التعصب. ويعرف الشعب اليمني تمام المعرفة من هم الذين تشربوا في دمائهم العصبية الجاهلية ومن هم العنصريون والطائفيون والذين يفرقون في المواطنة بين أبناء الشعب اليمني على أسس قروية ومناطقية وقبلية وحزبية ومذهبية.

الحاكم كالسوق

اظهر الدكتور المتوكل براعة كبيرة في الإجابة على الأسئلة الاستفزازية لبعض المشاركين وفي مقدمتهم المشاغب الكبير ووكيل وزارة المالية المستقيل الأستاذ عبد الجبار سعد. وقد بدأ ابن سعد سؤاله الاستفزازي للمتوكل بمقدمة تقول "مرحبا أستاذنا الدكتور محمد عبد الملك سليل بيت النبوة والسياسي المحنك والمحاور الموسوعي" ثم سأله "هل تستطيع أيها الأخ الكريم وأنت الفقيه والسياسي المحنك والإعلامي الأكاديمي أن تبين لي بتحديد دقيق عن الفرق بين معارضة جدك علي عليه السلام للخلفاء من قبله وبين معارضة الخوارج وغير الخوارج له وأين تقف أنت في معارضتك لنظام علي عبد الله صالح؟" وقد أجاب المتوكل على ابن سعد "أنا التقي بك عبر مقالاتك التي تذكرني بالحوارات التأريخية حول صلاح الحاكم وفساد الحاشية .. ولا أدري ما رأيك في القول المأثور : الحاكم كالسوق لا تدخل إليه إلا السلعة التي تنفق فيه .. وعلى ذكرك للخلفاء الراشدين رضي الله عنهم يا ترى من أي نوع كانت حاشيتهم .. ومن أي نوع كان الخليفة الذي يقول لقومه : وليت عليكم ولست بخيركم فإذا رأيتم في اعوجاجاً فقوموني .. ويا ترى من أي نوع هم القوم والحاشية الذين قالوا للخليفة : والله لو وجدنا فيك اعوجاجاً لقومناه بسيوفنا."

وعندما سأله محاور آخر "أيهما أجدر بالاهتمام مشرد و صعدة أم مهجرو الجعاشن؟" أجاب المتوكل "مشردو صعدة ، ومشردو الجعاشن ، ومشردو القوى السياسية خارج الوطن كلهم مواطنون من حقهم الدفاع عنهم ضد الظلم والجور امتثالاً لقوله تعالى : 'وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان' والإسلام لا يتعامل في الظلم مع حجم الظلم ومقداره وإنما يتعامل مع المبدأ فالظلم ظلم قل أو كثر ، ولهذا اعتبر الخالق عز وجل قتل نفس واحدة بغير فساد أو حق قتلاً للبشرية كلها . وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه : 'لو تآمر أهل صنعاء على رجل واحد لقتلتهم به.'"

عطاء بلا حدود

إلى حسن وسمية وسبأ وحورية وعلي وكافة زملائهم.. ربما لم يعطكم الوطن وانتم على مقاعد الدراسة كل ما تستحقون أو كل ما كان يمكن ان يعطى لكم لأسباب تعرفونها جيدا. ومع ذلك هانتم تشقون طريقكم إلى حفل التخرج وتنضمون إلى نخبة صغيرة من اليمنيين الذين أكملوا الجامعة بنجاح. فمبروك لكم هذا المنجز. والآن وانتم تودعون مقاعد الجامعة عليكم ان تتذكروا دائما أن الكثير من اليمنيين لا يحظون بما حظيتم به انتم. وعليكم ان لا تنسوا بان الكثير من أطفال اليمن لا يذهبون إلى المدارس على الإطلاق وان أكثر من نصف البالغين في بلدكم لا يجيدون القراءة والكتابة. ولأنكم دفعة "العطاء الذي لا حدود له" فان أهلكم في هذه الأرض يعولون عليكم كثيرا وخصوصا الفقراء والمحرومين والمظلومين والمقهورين والمرضى وضحايا الفساد. فإياكم ان تنسوا بأنكم صناع مستقبل هذا البلد. وإياكم ان تخنعوا أو تستكينوا أو ترضوا بالظلم أو تسمحوا للآخرين بان يسرقوا أو يصادروا حقوقكم وفرصكم في الحياة. هذه بلدكم ولكم فيها نفس الحقوق التي لغيركم. فانتم "مواطنون" لا "رعايا" وأصحاب حق لا "دخلاء." لكن المسئولية تقع عليكم في التمسك بحقوقكم وعدم التفريط بها. وعليكم واجب النصرة للمظلوم ومقاومة الظالم مهما بلغت قوته لان الحق أقوى مهما كان ضعيفا والباطل اضعف مهما كان قويا. وإياكم ان يطغي حب الذات على حبكم للوطن والشعب لأنكم ان أحببتم ذواتكم أكثر مما تحبون وطنكم وأهلكم سهل على الآخرين امتلاككم والمتاجرة بكم في كل سوق.

DRALFAQIH@YAHOO.COM  

نقلاً عن صحيفة الوسط الأسبوعية


في الخميس 17 مايو 2007 09:16:49 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=1778