حوار مع السفير السابق ومرشح الرئاسة الحالي عبدالله النعمان

* خاص / مأرب برس / كندا

- اليمن يعيش حالة احتلال 

- الرئيس حول البلد الى مزرعة خاصة له وللعيال  

- اليمنيون قادرون بدون تحالفات خارجية ان يقودوا السفينة الى بر الامان

إن كل العمليات الجراحية والبتر والإستئصال لن تصلح ما أفسد الدهر وفاقد الشيء لا يعطيه

- الشرفاء يبيعون اعراضهم مقابل كسرة الخبز

السفيرعبدالله نجل المرحوم احمد النعمان رئيس الوزراء الاسبق واحد مناضلي اليمن الكبار ورجالات ثورة ال26 من سبتمبر 1962، اخو المرحوم محمد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الاسبق الذي اغتيل في بيروت في 19/6/74 ، وعبدالرحمن رئيس حزب الاحرار الدستوري الذي دعا يهود اليمن للانضمام اليه ، ومصطفي سفير اليمن حاليا في الهند ، من العمل الدبلوماسي حيث كان آخر منصب له سفيرا لليمن في جنوب افريقيا ثم نائب رئيس البعثة اليمنية الدائمة في المقر الاوربي للامم المتحدة في جنيف الى منشق ومعارض ثم مرشح للرئاسة، قدم نفسه بشكل مختلف عن الذين سبقوه من قبل كمرشحين دمى امام الرئيس علي عبدالله صالح (الرائد حميد القماسي قبل الوحدة ونجيب قحطان الشعبي بعد الوحدة) في الانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها في شهر سبتمبر القادم خاصة مع اعلان الرئيس صالح بعدم ترشيح نفسه والاكتفاء بسبعة وعشرين عاما لم يبلغها اي رئيس يمني ففتح بذلك الشهية للترشح وتنوعت الاسماء من الجنسين والبرامج حتى ان بعضها مضحكة الى ان يحسم مجلس النواب ذو الاغلبية من اعضاء الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام في شهر مايو المقبل الامر ويحدد من تنطبق عليه الشروط لتستقيم العملية وتتمخض في النهاية عن مرشحين بعدد اصابع اليد الواحدة لخوض الانتخابات ، سيضيع تاثيرهم بالتاكيد اذا عدل الرئيس صالح عن قراره وسيكون الفوز بالتاكيد حليفه اذا تمت الانتخابات بالطريقة والآليه المعروفتين سابقا وتحقيق نسبة خارقة، لكن الاكيد انه سيفقد مصداقيته وصدقيته الى الابد وقد تدخل اليمن في دوامة عنف لايعلم مداها الا الله فاليمن اليوم قنبلة موقوته.. او ممكن اضعف الايمان ان يترشح احد اقربائه مرتديا عباءة المؤتمر الشعبي مثلا ابنه احمد قائد الحرس الجمهوري والقوات الخاصة التي تطلق عليها المعارضة تهكما اسم ميليشيا الرئيس وميليشيا بيت الاحمر( نسبة لعائلة الرئيس) وستنتقل الماكينة والذين يقفون ورائها من الاب الى الابن وقد تنفجرالقنبلةلاقدر الله اذا ورث الابن البلاد والعباد.. 

المعارضة المشتته في الداخل وتوامتها الضائعه في الخارج تطرح لاءآت ثلاث رئيسية تتفرع عنها المئات تجد صداها عند المواطنين البسطاء الذين قتل الفساد احلامهم بحياة حرة كريمة وسيطرعليهم الفقر والبؤس من جميع الجهات وهي:

لا للرئيس .. ولا لاسرته .. ولا لحكم العسكر   

س: كثر الحديث مؤخراً عن حكومة في المنفى وهذا النوع من الحكومات لا يكون الا إذا كان البلد محتلاً، فلماذا لاتكون حكومة ظل وهو ماتقوم به الأحزاب المعارضة في أوروبا وخاصة بريطانيا التي اخترتها أنت كمركز لتحركاتك؟

ج:حالة الفعل أهم من التسميات والصفات واليمن يعيش حالة إحتلال و وضعاً مأساوياُ تحت حكم عسكري ماذا يمكننا أن نسمي ما نعيشه ونرزح جميعاً تحت وطأته من التسلط و الإذلال و الإستبداد و الظلم و القهر و الإقصاء والسجن والتعذيب والإختفاء،وأية تسمية بإستطاعتنا أن نصف بها حالات الفقر والبطالة والجوع والمرض والأمية وإنعدام كلي لأبسط متطلبات الحياة من ماء وكهرباء ونعاني منها جميعاً بلا إستثناء، إننا نعيش تحت الإحتلال فعلاً لا قولاً ولا فرق هنا بين حكومة منفى أو ظل أو حكومة إنتقالية. الأهم هو إنهاء سيطرة النظام على مقدراتنا وتهيئة البدائل اليمن ولادة ومصنعا للرجال الكبار.

س: صرح حيدر العطاس وكذلك عبدالله الحكيمي بأن لاعلم لهما بهذه الحكومة و أن أخر إتصال تم معك كان قبل مدة طويلة؟

ج: الخبر كما نشر أو أذيع كان فيه خطأ مطبعي بإستخدام حرفي الجر "في" و "من" و الخلط بين إتصالاتهم بالكتلة وعلى المستوى الشخصي وتم نشر تصريحاتهم في موقع "اليمن الحر" www.freeyemen.com  إيماناً بحرية القول. 

س: انت مرشح للرئاسة اين اصبحت هذه العملية أقصد طلب الترشيح ومتى تنوى العودة، ومن سيمول حملتك الانتخابية، ثم الا ترى تعارضا بين كونك مرشح وفي نفس الوقت تتحرك من أجل حكومة في المنفى؟

ج: مازلت مرشحاً كما سبق وأعلنت ذلك في 18 يوليو 2005 و موقفي معلن وهدفي الرئيسي هو إنهاء الإحتلال العسكري ومحاكمة النظام على كل جرائمه في اليمن سواءا عبر صناديق الإقتراع أو عبر آليات أخرى، بالنسبة لموضوع التمويل فذلك متروك لقرارات الكتلة،وما يتعلق بالعودة فمن يجرؤ على القول أنني غادرت اليمن!! أنا لا أعيش في اليمن ولكن اليمن تعيش فيُ و معي, إننا عاشقان أبدا وأردد هنا بيت شعر للراحل الكبير عبدالله عبدالوهاب نعمان "الفضول"(خاله ومؤلف كلمات النشيد الوطني للجمهورية اليمنية رددي ايتها الدنيا نشيدي) :

إنها أرضي وهم ناسي بها

وسأحيـاهم عماراً أو خرابا

و الذي أرهق نفسي أنهم

يصلبون الخير فيها والصوابا

كلما قلت إنتهى السوء بها

تبدى هرم السوء شبابا

س: من المعروف أن اسرة النعمان علاقتها جيدة بالأخ الرئيس علي عبدالله صالح، ولكنك وأنت سفير سابق قد إنشقيت أولاً ثم ترشحت مستبقاً معركة الإنتخابات الرئاسية مبكراً فبدأت بمهاجمته وبمهاجمة بعض المرشحين الأخرين عبر موقعك الإليكتروني اليمن الحر ؟

ج: آل النعمان عبر التاريخ وعبر شهدائهم الأبرار على مذابح الحرية وعبر المنافي والسجون كانت علاقتهم مع البسطاء من شعبنا الحالمين بالحرية وكنا على طرفي نقيض مع الإستبداد و التسلط والدكتاتورية. لم نكن ولن نكون يوماً في صفوف الخونة وأعداء الناس. أنا سأظل سفيراً ليمن الخير والمحبة والحرية ما حييت ولم أهاجم أحدا من موقع "اليمن الحر" www.freeyemen.com ولكنني أنقل ما أعتقده صحيحاً حول المجازر وحمامات الدم والإغتيالات وأدعو لمحاكمة كل مصاصي دماء الشعب المسؤولين والمشاركين في هذه الجرائم سواء قبل 22 مايو أو بعده.

س: دعنا نكون واقعيين هل انت متاكد ومعك بقية المرشحين انه فعلا ستكون هناك انتخابات رئاسية في شهر سبتمبر القادم، وكيف تتخيل اليمن بدون علي عبدالله صالح وهل صحيح ان هناك مجموعات مستعدة لان تتحالف ليس فقط مع اطراف خارجية بل حتى مع الشيطان من اجل هذا الهدف؟

ج: ذكرت في لقاء سابق أنني متأكد وواثق أن هذا النظام العسكري لم يعرف عنه صفة الصدق في يوم من الأيام وإستمراره في التسلط سيجعل من العملية الإنتخابية نكتة سخيفة ومسرحية رخيصة.

نحن نعيش تحت نظام عسكري قمعي إستطاع عن طريق الإغتيالات والإحتراب الداخلي إحكام السيطرة على مقدراتنا وقدراتنا فحول البلد إلى مزرعة خاصة له و للعيال ووضع الناس في وضع أسوأ من "الصوملة" حتى يخيفنا أنه الأوحد والذي لا بديل له ومبعوث العناية الإلهية ومن بعده الطوفان و الهلاك، وللأسف أنه نجح بل وتفوق في ذلك فقد كدس وأسرته من الأموال والثروات على حساب الجائعين والمستضعفين والتنمية ما لا يحصى ويعد ،مرددين كلهم بصوت واحد صباحاً مساءً "هل من مزيد". ولا أشك لحظة واحدة أننا و بكل المقاييس وعلى كل المستويات سنكون أسعد حالاً وأهدأ بالاً برحيله ورحيلهم. عليه أن يرحل وإياهم, ونحن قادرون دون تحالفات خارجية أن نقود السفينة إلى بر الأمان. "لم يزل جمر التحدي موقداً تحت الرماد,, إنه الشعب الذي لا يموت,, و سيحيا من جديد و سيختار الطريق".

س: هل انت مع الراي القائل بان الوضع في اليمن كان الى قبل فترة وجيزة يحتاج الى عملية جراحية، اما الان فاصبح يحتاج الى استئصال وبتر للاعضاء؟

ج: دعنا نتفق أن ليس ثمة هناك ما يمكن أن نطلق عليه صفة الوضع عندما أعيش والأمة كلها تحت كل الخطوط من فقر وجوع وتنمية وجهل ومرض وفآقة ،وعندما أرى الألاف من المشردين والملايين من الهائمين على وجوههم بلا أحلام وآمال فكيف يكون هناك ما يمكن أن نطلق عليه ولو مجازا صفة الوضع، إن كل العمليات الجراحية والبتر والإستئصال لن تصلح ما أفسد الدهر وفاقد الشيء لا يعطيه. ولا أدري كيف أسمي ما نحن سائرون إليه. إنني واثق من أننا جميعاً نستطيع بتكاتف الجهود أن نعيد مجد اليمن وأن نسدد الدين الكبير في رقابنا إلى كل الشهداء الذين رووا بدمائهم الزكية أشجار الحرية وأن نفك القيود عن الملايين الذين كبلهم الطاغية. 

 

س: صف لنا كيف ترى الرئيس علي عبدالله صالح؟

ج: أنا سعيد جدا بأنني لا أراه وسأكون أسعد حالاً لرؤيته متقدماً الصفوف مع زملائه من جلادي ومصاصي دماء الشعوب الباقين على قيد الحياة مثل صدام حسين العراق وتشارلز تايلور ليبريا ونحن في الكتلة نعد ملف متكامل عن جرائم النظام ضد الإنسانية التي أرتكبها في حق شعبنا.. الله أكبر و لا حكم إلا للشعب..عاشت اليمن.  

   

  

س: صف لنا كيف ترى الرئيس علي عبدالله صالح؟

ج: أنا سعيد جدا بأنني لا أراه وسأكون أسعد حالاً لرؤيته متقدماً الصفوف مع زملائه من جلادي ومصاصي دماء الشعوب الباقين على قيد الحياة مثل صدام حسين العراق وتشارلز تايلور ليبريا ونحن في الكتلة نعد ملف متكامل عن جرائم النظام ضد الإنسانية التي أرتكبها في حق شعبنا.. الله أكبر و لا حكم إلا للشعب..عاشت اليمن.  

   

س: انا قصدت كيف ترى الرئيس اي ايجابيات وسلبيات الرجل الذي ذهب الى جنيف لتكريم والدكم بوسام الجمهورية ارفع وسام في الدولة ( كرم النعمان الاب صاحب المقولة الشهيرة عندما سجن في سبتمبر 1966 بالقاهرة لمدة عام في عهد جمال عبدالناصر : جئنا نطالب بحرية القول فاصبحنا نطالب بحرية البول بالوسام في 26 سبتمبر 1995 وتوفى بمدينة جنيف - سويسرا حيث كان يقيم في 27 سبتمبر 1996 عن 87 عاما)؟

ج: إن النعمان رحمه الله لم يكرم بالوسام بل كُرمَ الوسام بالنعمان ُ

وما ذكرته عن الرئيس والنظام ما هو إلا غيض من فيض و قطرة من

.محيطات الفساد والقهر والتسلط الذي نعاني منه جميعنا

يا فتحي نحن نعيش أمام واقع مرير اصبح الشرفاء يبيعون اعراضهم مقابل كسرة الخبز !   


في الأحد 30 إبريل-نيسان 2006 12:17:00 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=176