للمحافظ باحاج ... القرار الجمهوري رقم (77)
حسين سالم الرفاعي
حسين سالم الرفاعي

حمل القرار الجمهوري رقم (134) تعيين الأستاذ احمد علي باحاج محافظا لشبوة بغض النظر عن أية حسابات تم عليها اختياره محافظا فالواجب يحتم على الجميع ممن يحرصون ويسعون إلى إخماد أي فتيل يعكر صفو امن واستقرار الوطن وشبوة كجزء من هذا الوطن ان يباركوا لهذه الخطوة ولصاحبها مع التمنيات له بالتوفيق في حمل أمانة المسؤولية الملقاة على عاتقه رغم ماسيواجهه من تركة ثقيلة لن يكون بمقدوره مواجهتها مالم يمد يده باتجاه الجميع بمختلف أطيافهم دون الاكتراث لأية عوامل ضغط من أية جهة كانت للعمل فريقا واحد وبنوايا صادقة ومخلصة إذا أراد الجميع ان يحققوا لشبوة وأبناءها أحلامهم وتطلعاتهم بالشكل الذي تمنيناه منذ زمنا بعيد..

شخصيا وقفت في حيره أمام أمر تعيين الأستاذ باحاج محافظا لشبوة حيرتي تمثلت هل نقدم له التهاني ونبارك له ونسال من الله له التوفيق مع كل الخيرين والمخلصين من أبناء المحافظة ام اني أقدم له الرثاء والشفقه لتحمله مثل هذا الأمر الصعب في الوقت الأصعب لإدراكي بالتركة الثقيلة من جهة ومن أخرى الى الطيف السياسي الذي ينتمي له المحافظ ومايمثله في نظر فرقاءه من أبناء المحافظة الذين بلاشك وضعوا اياديهم على قلوبهم فور سماع نباء صدور القرار بتعيينه ,ولاشك بأنه ليس بغريب عن هذا الأمر وعلى معرفة ودراية بكل تفاصيله فهو لم يكن غريبا عن أدق التفاصيل لهموم ومعاناة المحافظة كيف لا وهو احد قياداتها منذ العام 1994م. ولاشك انه أدرك ذلك الأمر واتضح جليا في أول كلمة له في أول عمل يباشره من على ارض المحافظة ووجه من الكلمات ماهي بحاجة إلى واقع عملي في مختلف الجوانب وذلك مايطمح إليه أبناء المحافظة ليرفعوا أياديهم من على قلوبهم ويطمنوا لصدق النوايا ويضعوا أياديهم مع المحافظ للسير معا نحو تحقيق التطلعات.

ولعل لمحة للوراء قليلا لتاريخ الرجل يستدعي المسارعة لتقديم التهاني والتبريكات له, فما عرف عن المحافظ باحاج وخلال تواجده ضمن هرم السلطة المحلية بشبوة انه الشخصية الأكثر اعتدالا ووسطية داخل حزب تجمع الإصلاح الذي يحتوي على خليط من التيارات المنفره بتعصبها وتطرفها وهم كثر والجاذبة والمتعايشة مع مجريات الأمور والذي لاشك انه ينتمي إليها وكانت له من المواقف الماضية ماجعل الكثيرين يعتقدوا انه مؤتمري بعباءة إصلاحية من خلال سيره في منحنى مخالف لتوجهات وحسابات حزبه الإصلاح في المواقف التي تغلب عليها المصلحة الوطنية على أية مصالح حزبية ضيقة ولعل قدوم الرجل من مؤسسات وطنية يعتز ويفتخر الانتماء إليها فلا غبار على ان يقف الرجل بمنأى عن أية مصالح أخرى قد تضر بأمن واستقرار الوطن.

بيت القصيد من سطور هذه الأحرف الموجهة بعناية لشخص المحافظ باحاج , إن كل عملا على هذه المعمورة يبتدئ من بوابة العلم وهذا مايحسب للأخ المحافظ في مباشرته لأولى مهامه من صروح العلم وماتحقق للمحافظة في هذا الجانب ان لم يكن وفقا وتطلعات وآمال الجميع إلا انه جهد كبير لم يأتي الا بتكاتف وجهود ممن أسهموا في جعله النواة الأولى لمستقبل تعليمي اشمل لأبناء المحافظة.

ومن هنا إذا أردنا ان نلقي نظرة للواقع التعليمي في جانبيه المهني والجامعي لأبناء المحافظة لوجدنا ان أبناء محافظة شبوة من يشكلون الغالبية العظمى في الهجرة الداخلية لطلب العلم في الجامعات الحكومية والخاصة المنتشرة في عموم محافظات الجمهورية لتوافر مايلبي رغباتهم وطموحاتهم في المستقبل, وبين كل لحظة وأخرى تتزايد الصيحات وترتفع درجات الهمم نحو تحقيق ذلك من خلال إنشاء جامعة حاضنة لكل حقول العلم سرعان ماتهبط إلى درجة ماتحت الصفر حين تنصدم بحسابات يجهل فك طلاسمها الغالبية العظمى ,وتعثرت تلك الخطوات والجهود التي بذلت حتى وان كانت عبارة عن ترمومتر إلا أنها تستحق الشكر لمن أسهم في بذلها.

ووصل الترمومتر مداه عشية ال 20 من ابريل من العام 2010م حين صدر القرار الجمهوري رقم (77) بإنشاء جامعة شبوة والذي كان مفتاح أحلام وطموحات وتطلعات أبناء المحافظة جميعا, ولكن منذ ذلك الحين قاب قوسين او أدنى من مرور 3 اعوام على صدور القرار ولم نلمس منه سوى أساسات عبارة عن معالم تشير لها لوحة إعلانية ان هذه الأرض ملكية خاصة بجامعة شبوة ولكنها لم تشمل بالضبط تحديد الزمان الذي نرى صرواح الجامعة شامخة من خلف تلك الأساسات.

تلك هي النقطة التي تركتها لك كل الجهود التي بذلها خير سلف لك والذي يأمل الجميع ان لايراها تراوح مكانها حتى يأتي خلفا لك,فمحافظات مماثله في صدور قرارات جمهورية بإنشاء جامعات لم يتوقفوا عند بناء أسوارها وحسب بل سارعوا إلى تشكيل إدارتها وانطلقوا في مهامهم من شقق استجاروها لتكون مقارا لهم وكانت بداياتهم تمثلت في وضع لبنات التأسيس وتحملوا المسئولية المباشرة في المتابعة وتوفير احتياجاتها ومقوماتها واستغلال كل الموارد المتاحة في البناء بشقية سوى في مكونات الجامعة او في بناء الكوادر من خلال تأهيل ورفع كفاءات وقدرات الكثير من أبناء محافظتهم عبر ابتعاثهم للدراسات العليا ليأتي اليوم الذي اكتملت فيه صروح الجامعة وقد وجد من لديه القدرة والكفاءة على تحقيق أهدافها وهذا ماينقص جامعة شبوة منذ قرار إعلان إنشاءها وحتى اليوم وماينبغي ان يكون في أولى سلالم مهامك التي لاتحتمل المماطلة والتأخير.

ماهو متاح في باطن شبوة وعلى ظهرها اليوم يتطلب حشد كل الإمكانيات وعلى مختلف المستويات للاتجاه نحو تأهيل ورفع قدرات أبناء المحافظة ليكونوا قادرين على إدارة تلك الموارد والإسهام في عملية البناء والتنمية للوطن عامة , ولكن تحقيق تلك التطلعات ليس بوضع الأساسات وتشييد المباني العمرانية دون الاستفادة منها فالجميع ليس بحاجة إلى تشييد المباني هنا وهناك لتترك مهجورة ونزايد بها في الوقت التي هي لم يستفاد من الغرض التي أنشئت من اجله , والمعهد الفني والمدرسة النموذجية خير شاهدا على ذلك.

كلية التربية شبوة النواة الأولى للجامعة في المحافظة هي اصدق تعبيرا لما تعانيه من جهاد كبير في أداء رسالتها في ضل وضع وجو طارد وغير جاذ للالتحاق بها ويعاني منتسبيها قبل طلابها الأمرين نتيجة لوضع المبنى المتهالك والذي بلا شك انه سيعكس سلبا على نتائج التحصيل العلمي لطلابها.

في ختام هذه الأسطر التي طالت رغم محاولتي الاختصار فيها والتي نقف بها أمام حضرة المحافظ ابن شبوة القادم من صنعاء الذي يتطلع الجميع منه إلى المبادرة بسرعة اتخاذ الإجراءات التالية:

1- اتخاذ القرار بالتنسيق مع الجهات العليا بشان تسمية أعضاء رئاسة جامعة شبوة .

2- اتخاذ القرار بشان سرعة تجهيز المعهد الفني والتقني بالعاصمة عتق والبدء بتشغيله, الى جانب الإسراع في استكمال الإجراءات الخاصة بإنشاء المعهدين الذين سبق اعتمادهم في مديريات بيحان وميفعة.

3- التنسيق مع الجهات المختصة والشركات العاملة بالمحافظة والمنظمات المانحة بشان ضرورة إنشاء كلية مجتمع للمحافظة في العاصمة عتق.

4- الاستفادة بما تقدمه الشركات العاملة في المحافظة من منح دراسية وتوجيها بالطرق المثلى لتلبية احتياجات سوق العمل ورفده بالكوادر المؤهلة.

5- تعزيز مستوى مخرجات التعليم الأساسي والثانوي لن يتحقق بتقييم الانضباط الوظيفي في مطلع العام الدراسي وإنما بوقفه مستمرة لتصحيح الاختلالات أينما وجدت .

صحيح ان المهمة صعبة والاحتياجات والمتطلبات أصعب ولكنها ستكون أكثر صعوبة حين تريد ان تكون أنت وحدك فقط من يريد المضي في تحقيقها بمركزة الأمور في شخصك, أعطي كل خبزا لخبازه وتابع وراقب وكن عونا وداعما ومراقبا لتلك الأعمال وأنا على ثقة بان في المحافظة من أبناءها الكثير من المخلصين والقادرين على تحمل المسئولية التي تلقى على عاتقهم للمضي قدما في تحقيق آمال وتطلعات الجميع كلا في مجال اختصاصه ليلتقوا في النقطة الأخيرة معا بدلا من السير بهم فرادا ويضل الآخرين على مدرجات الانتظار لحين إيصالك الأول والعودة واخذ الثاني ودارت السنوات واستنزفت الجهود وأنت ترواح مكانك دون ان تصل إلى المبتغى (وكأنك يا بوزيد ما غزيت.)..!

الأستاذ احمد باحاج المحافظ إن مقياس نجاحك في المحافظة في نظر الغالبية العظمى من أبناءها التواقين إلى عصر العلم والمعرفة يتوقف على مدى جديتك في التعاطي مع الملف التعليمي والتربوي في المحافظة والذي ينظر إليه الجميع على انه البوابة الرئيسية لتحقيق أي نجاحات منشودة نتوق إليها جميعا.

هذه رسالتي إليك مع بدأ أول مشوار لمهامك كمحافظ للمحافظة ولم تكن أنت أول من يحضى بها فقد كتبنا وتكلمنا مرارا لمن سبقوك وثق أننا سنستمر في ذلك لمن يلحقوك فهذا مانقدر ان نوفي به معك في الوقت الحاضر فما مع المحب إلا الدموع وحبنا لشبوة يحتم علينا ان نضع النقاط على الحروف والشاطر من يقرأها ويأخذ بها دون أن يتلكأ في تهجيه حروفها..

اللهم إني بلغت اللهم فاشهد,,,,,,,,


في السبت 22 سبتمبر-أيلول 2012 07:12:44 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=17410