المقالة الممنوعة من النشر في صحيفة الثورة
معاذ الخميسي
معاذ الخميسي

مسئولية من..!؟

معاذ الخميسي

* أولاً لست أعرف أين كانت كل تلك البيانات التي تستنكر وتشجب وتندد عندما تطايرت أشلاء أكثر من مائة جندي هم في المقام الأول إخواننا وأبناء جلدتنا وحماة الوطن ومصدر الأمن والاستقرار اللذين سجلناهما ضمن بلاغات الفقدان منذ أن عرفنا ما يسمونه بالثورات؟!..ثم أين كانت تلك السرعة وحالات التنديد ورسائل الموبايل في حادث السبعين

وكلية الشرطة وعزاء أبين ورئاسة الوزراء..ولماذا في حادثة اعتداء على سفارة (الماما) أمريكا أرعدت وأبرقت الرسائل والتنديدات وقامت الدنيا ولم تقعد ..ربما ولاء أو خوفاً أو خنوعاً!

* لم أعد أدري ماالذي يجعل دماءنا نحن اليمنيين رخيصة .. وحادث واثنين وثلاثة وأكثر والدنيا مازالت عند مسئولي الأمن ربيعاً والجو بديعاً..ولم نعرف حتى اليوم لماذا حدثت تلك المجازر ومن وراءها ومتى يجدون عقابهم الرادع..وكل مانعرفه المزيد من الأخبار المفزعة والمروعة ..وأين؟ .. داخل أمانة العاصمة ..وفي عقر دار الدولة ووزارة الداخلية

ووزارة الدفاع والأمن القومي والأمن السياسي والاستخبارات والشرطة العسكرية والنقاط المنتشرة للجنة العسكرية ..وكحالة استثنائية للفرقة الأولى مدرع كونهم الطرف المدلل في المبادرة وعند الغالي الذي نحبه جميعاً جمال بن عمر ..مارأيكم هل بالإمكان أن نشعر بالخجل ولو (بدلاً) عن كل قيادات تلك الجهات والوحدات العسكرية والأمنية ؟!

* هذا أولاً..وثانياً صلوا على الحبيب الذي بعثه الله نوراً للعالمين وعلى آله

وأصحابه..وتعالوا نعترف بأن فلسفة هذه الأيام تقول إن حق أمريكا حق..وحق الناس (مرق) ..بما معناه ..الفلم الذي أنتجته لتشويه خير الخلق والإساءة إلى نبينا وديننا لايجب أن نعترض عليه ولا أن نطالب بالاعتذار ومحاكمة ومعاقبة من قاموا بهذا الفعل الخبيث من أقباط أمريكيين ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نقول (لماذا يا ماما أمريكا) حتى وامرأة عجوز تسمع أحدهم يقول (ماما) فسارعت بالقول مَن ماما (جِعلّها لَمّه تلمّها) ..وحتى الدول العربية والإسلامية لم نسمع عنها بشكل رسمي بيانات وتنديدات لوضع أصحاب البيت الأبيض في مسئولية ما يحدث!!

* أمريكا بجلالة قدرها ..من يجرؤ على أن يهز له (رمش) أمامها..وتلك الثورات الشعبية لابأس في أن تتوجه إلى دور الرئاسة وتقتحمها وتأتي بالرئيس أو بقيادات البلدان العربية من قرونهم ..ولا مشكلة في أن تُغلق شوارع وتُصادر أرزاق الناس وتُغلق المحلات والمصانع وتندلع الحروب ويُقتَّل الناس ..لكن لايمكن أن يفكر أمريكي في أن يعتصم في شارع أو أمام البيت الأبيض ومصيره (الكلبشات) وبيت عمه(السجن) ..أما إذا ما زاد الأمر وهرول بعض محتجين ومتظاهرين إلى داخل إحدى سفاراتها ..فالويل والثبور وعظائم الأمور !

* لايعني هذا أنني مع ماقام به بعض وليس كل الذين هالهم ما حدث من إساءات لسيدنا محمد صلى الله وسلم عليه وعلى آله ومضوا في مسيرة تنديد واستنكار ..فديننا لايأمرنا بالقفز على الأسوار ولا بالنهب ولا بالتخريب ..كما أن من واجبنا تحري (الهدف) من وراء الإساءة لسيدنا وحبيبنا عليه الصلاةوالسلام..وماذا في (جعبة) أولئك الأشرار ..وإلى أين 

يريدون أن يصلوا بنا وبالشعوب العربية والإسلامية ؟

* هناك سؤال مشنوق على طاولة الاستفسارات المتعددة ..لماذا فقط مصر وليبيا واليمن ..في الأولى اُقتحمت السفارة وأحرقت ..والثانية قُتل السفير ..والثالثة حصل ما حصل وإن كان أقل وطأة وضرراً في حالة غياب كامل للمارينز من أمن السفارة الذين قيل أنهم ظلوا يتفرجون ..؟ وما الذي يربط بين ما حدث في ليبيا خصوصاً وسرعة تأكيدات أوباما على أن

الجناة سيلاحقون ولن يفلتوا وتوجيهاته بإرسال مدمرتين إلى الساحل الليبي؟..وما مدى تطابق ذلك مع تحاليل سياسية سابقة تقول بأن الثورات هدفها إشغال الأمة بالفوضى والاقتتالات والانقسامات..يتبعها غزو وسيطرة وفرض وصاية..وهذا الأمر الذي يجب أن نتنبه له !!

* سأدعو إدارة أوباما الذي كنا قد استبشرنا به لأنه إبن العم حسين للاعتذار للشعوب العربية والإسلامية..ومحاسبة من أساؤا ..وسأطلب من الجميع الابتعاد عن الرد الانفعالي السريع الذي قد يمنحهم ما يريدونه ..وسأقول بملء الفم (إلا رسول الله) ..وسأتساءل ..مسئولية من الذي يحصل من اختلالات أمنية وقوارح الموت التي لم نشهدها من قبل؟.. ولماذا لم نسمع أن وزيراً سارع لتقديم استقالته تحت إحساس تحمله مسئولية ما يحدث؟..ففي أمريكا قدم أحد الوزراء استقالته لتسببه في (حادث سير) ووزير الزراعة الياباني استقال بسبب رز ملوث..وغيرهم كثيرون، وعندنا بالكاد وصلوها فكيف (يسيبوها)..من سابع المستحيلات طبعاً..بس سنظل نسأل: مسئولية من القلق والخوف والتفجيرات وماحدث داخل السفارة؟..ومسئولية من ذلك الموت الذي يترصدنا في العاصمة وحتى داخل بيوتنا بلا سبب وبلا ذنب؟ ..ومسئولية من الاستهانة بتلك الأرواح والجثث ..وإلى متى ؟!


في الأحد 16 سبتمبر-أيلول 2012 08:24:56 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=17324