قاعدة العائله
عبد الملك المثيل
عبد الملك المثيل

التاريخ يعيد نفسه ... هكذا يقول الناس ، لكن البعض من المفلسين يحاولون إعادة التاريخ لأنهم حتى اللحظة لم ولن يفيقوا من هوس السلطة ، ليدركوا أن كل شيء تغير وأن الممارسات التي مارسوها في الماضي ، لا يمكن مطلقا إعادة إنتاجها اليوم ، بغية إيقاف حركة السير التي يجب أن تقود الوطن اليمني نحو دولة النظام والقانون .

بعد تحقيق الوحدة اليمنية في مايو 1990 م ، بدأ مسلسل تصفية القادة الجنوبيين ، ويومها لم يكن تنظيم القاعدة حاضرا بقوة حتى يتم رمي تهم القتل عليه كتنظيم قاتل لا يجيد سوى التفجير والخراب ، ولهذا كان الفاعل واحد لا شريك له ، بسبب رفضه بناء دولة النظام والقانون ومعرفته أن الإتفاقيات الموقعة مع شريك الوحدة تمثل خطرا كبيرا على بيئة الفوضى والفساد التي لا يمكن له العيش خارجها .

يعود الفاعل نفسه اليوم ، في محاولة يرغب من خلالها إعادة إنتاج نفسه ، عبر تصفية قادة الجنوب من جديد ، وهو بذلك يأمل في إستمرار الفوضى وإفشال الحوار وعرقلة الرئيس منصور في مساعيه المبذولة لصب اسس الدولة ، راميا التهمة فوق تنظيم القاعدة كمجرم معروف لا يمكن لأحد أن يفكر ولو للحظة في متهم غيره وسواه .

رحل الشهيد سالم قطن رحمه الله ، ثم بحمد الله فشلت محاولة إغتيال الدكتور ياسين سعيد نعمان ، مثلما فشلت العديد من محاولات إغتيال وزير الدفاع محمد ناصر أحمد ، والذي صار هدفا مطلوبا بأي ثمن ، ولو كان الثمن عشرات الأبرياء الذين سقطوا في محاولات قتل الوزير المؤتمري المتمرد على أولياء نعمته كما يقولون .

لم يعد من الممكن السكوت على ما يحدث ، كما أن الرئيس مخير بين منح قوى القتل والخراب الوقت لترتيب نفسها أو التصدي لها بسرعة وحزم عبر إصدار قرارات سريعة وشجاعة ، تؤدي إلى إنتزاع نقاط القوة من أيادي أولئك القتلة الذين لا يجيدون سوى التدمير والتخريب بدون سبب تجاه وطن مثخن بالجراح وساقط حتى العظم في مربع الفشل نتيجة حكمهم الكارثي طوال العقود الماضية .

إن من يعتقد أن تنظيم القاعدة القبيح وراء مثل هذه الأفعال الإجرامية مخطأ تماما ، فبالإضافة لنقطة تشابه الأدوات والطريقة وتحديد الهدف الواحد منذ إعلان الوحدة حتى الآن ، فإن ذلك التنظيم الدموي لا يمكن له معرفة تحركات القادة المستهدفين بالسرعة والدقة التي تمكنه من قنصهم ساعة ما شاء ورغب ، إلى جانب أن الهدف واحد لم يتغير والمفروض أن القاعدة على عداء مع القادة دون فرق ، لكن الملاحظ أن تحديد الخصم كهدف مباشر يصب في مصلحة أطراف أخرى لها فائدة كبيرة في رحيل من يتم إستهدافهم ، خاصة وزير الدفاع الذي تحرر على ما يبدوا من قبضة المخلوع وأولاده ، واتجه نحو القيام بعمله بعد أن منحه الرئيس منصور الثقة والصلاحيات الكاملة .

سيكون من السهل على الجهات الأمنية معرفة الفاعل لأنه كرر حضوره في استهداف وزير الدفاع ، لكن الإعتقاد بوجود من يعرقل الوصول إلى الحقيقة في الجهات الأمنية صحيح ، على إعتبار أن قوى القتل والإغتيالات محمية بتواجد موظفيها هنا وهناك ، وعليه لا بد من تفكيك تلك الحماية عبر عمل سريع ومنظم يؤدي إلى تحديد مواقع الحماية تلك ومن ثم إجتثاثها حتى يتم قطع الطرق على قوى التفجير والفوضى ومنعها من القيام بالمزيد من أعمال الفوضى والإغتيالات .

لقد صار من الواضح أن قوى الأمس ، الساقطة بفعل الثورة اليوم ، تعمل جاهدة على خلط الأوراق خاصة بعد نشر شروط الحوار وموافقة الرئيس عليها وتكليفه لجنة خاصة بتنفيذ بنودها ، فنراهم يسعون لإغتيال هنا وتفجير هناك وفرض نقاط حوار خارج ملعب الحوار كزواج الصغيرات مثلا ، ولهذا يجب على شباب الثورة أن يتنبهوا لهذه الأمور مثلما يجب أن ننتبه جميعا لمسألة في غاية الخطورة ، وهي سرقة الأسلحة وتصديرها إلى سنحان وبكميات كبيرة ومختلفة ، إلى جانب تواجد المال والنفوذ بيد المخلوع وأقاربه ، وذلك ما سيمكنهم من العبث ونشر الفوضى لأنهم يملكون مقومات ذلك كله ، وأعتقد جازما أن منطقتهم الريفية في سنحان ستتحول إلى قاعدة أخرى أشد خطورة وأنكى على البلاد من تنظيم القاعدة نفسه .

ختاما لا بد من القول أننا جميعا كشعب وحده يدفع الثمن ، مخيرين بين إما أن نكون او لا نكون ، وعليه لا بد من مواصلة الثورة والإنتباه لمن يعمل على خلط الأوراق وفرض واقع لا يمكن بأي حال أو صورة القبول به ، وعلينا أن ندرك ان التوقف أو التراجع أو الإستسلام سيؤدي إلى عودة الماضي وبتحالفات هي أكثر ما نخاف منه وحتى الكشف عن القتلة الذين نفذوا العملية الدموية اليوم ، سنظل في موقع الباحث عن الخيط الأبيض من الأسود ، وكلنا أمل في أن رجال اليمن الذين قدموا في ثورتهم المعاصرة أروع صفحات النضال والرجولة سيتمكنوا وإن طالت المسيرة من صناعة مستقبل مشرق للأجيال اليمنية القادمة .

aalmatheel@yahoo.com

 
في الأربعاء 12 سبتمبر-أيلول 2012 10:11:10 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=17232