غدر (ناطق ) المؤتمر ؟
طارق مصطفى سلام
طارق مصطفى سلام

يا الله ..هل فقد القائمون على المؤتمر وأحزاب التحالف عقولهم وبصائرهم حتى يقولوا ما قالوه ويقدمون على ما أصدروه اليوم من بيان أهوج منفلت مليء بعبارات التهديد والوعيد وألفاظ التحدي والمنازلة وكأنهم فقدوا البوصلة والاتجاه وانحرفوا في مسارهم بعيدا إلى غياهب النفق المجهول وظلمة المصير المشؤوم .

أم هي زلة اللسان وهفوة القلم التي تفشي بما يختزنه العقل من خبايا إجرامية وتحمله النفس من تراكمات مريضة ,حتى يقول المصدر المسؤول في المؤتمر وأحزاب التحالف (أن صبر المؤتمر وأحزاب التحالف على الوطن والمواطن قد نفذ).

قرأت تلك العبارات الغاضبة المليئة بالتهديد والوعيد والممهدة لعمل إجرامي مبيت النية سلفا ولا يخفى على لبيب بسوقها المسبق لمبررات الفعل الغادر المتربص بالأخر الذي تفوح منه روائح فاسدة مقيتة في الإقدام على العنف المدان والمجاهرة الوقحة بسفك الدماء , إلا أن بسبب من حسابات الربح والخسارة والجبن الساكن فيهم يتم تغليف كل ذلك ومداراته وتقديمه بثوب ردود أفعال المجردة ليس إلا ؟؟ !! .

وخذوا بعض الدلائل والمؤشرات من بيانهم ذاته الذي أعد على استعجال وأعلن بليل ..اقصد ه , كانوا في عجلة من أمرهم فغاب عنهم ان يطمسوا أثارهم الإجرامية في بيانهم المتوعد المتربص بآمال وتطلعات شعب وبأمن واستقرار وطن ..إذ أفاضوا في الإعلان عن سيلهم الهادر الذي أوشك أن يبلغ الزبى لنبحث نحن (جل الشعب )عن مأوى يعصمنا ويحمينا ؟؟ .

بداية ذهبوا بعيدا في حديثهم الأرعن وهم يلوحوا بالفتنة القادمة والعودة لمربع العنف الذي سبق لنا أن تجاوزناه وتلك الفتنة التي تغلبنا عليها في الماضي بل وقمنا بدفن أثارها الملعونة .

ثم أوغلوا بالتهديد إلى حد بعيد بالانقلاب المعيب على كل ما تم الاتفاق عليه وإفشال مهام ممثل الأمم المتحدة السيد جمال بن عمر المتواجد حاليا في اليمن ؟؟ .

نعم هم لا يحترموا الاتفاقات التي يعقدوها كعادتهم الدائمة في نقض مواثيقهم والعهود وقبل ان يجف الحبر الذي كتب بها بل وهدمها حجرا حجر وكأنهم في عجلة من أمرهم أو أن الشيطان دليلهم ومرجعهم .

كما أسهبوا في الحديث عن التحريض وإثارة الفوضى والشغب والخروج عن القانون والخطوط الحمراء وتخريب وطن بأكمله .. كل ذلك مقابل الرفض المطلق لمساس عدو الشعب رقم واحد وناهب رزقه وثرواته ..ما أغباهم وهم لا يعلمون أن الشعب يثور الأن بجموع متزايدة من ألم في الصدور ووجع في البطون بسبب من امتهان العقول وبدافع من الجوع الكافر ولا شيئا غير ذلك ..فالحصانة لا تعني القتل والغدر اللاحق , والتغيير والعهد الجديد لا ينسجم مع اتساع الفقر وزيادة جموع الجياع بل وتضاعف أعدادهم بينما من سرق قوت يومهم ونهب خير وطنهم وثرواته وأخفاها في بنوك الغرب وعمر بها أرض الغرباء يطل عليهم مجددا في غرور وجنون عظمة مبالغ فيه وخيلاء تريد أن تلامس السماء, ينفق المليارات الريالات في حفل يجمع فيه المنافقين والبلهاء من الندماء والجلساء سيء السيرة والصيت ويتبجح في علياء متباهيا بالحشود المتزلفة ومغرورا بالنعيم الزائف من قصور مترفة وحدائق شبيهة مما توفره له تلك الأموال الحرام , وبعد كل ذلك وقبله يعلن لنا الناطق المسؤول لحزب المؤتمر وأحزاب التحالف ( أن صبرهم على الوطن والمواطن قد نفذ؟؟ !! ويحذرون بل ويهددون ليس باستخدام الآلاف من البلاطجة وإنما بالملايين منهم في المحافظات كافة ؟؟!! للتصدي للمظاهرات السلمية لجماهير الشعب اليمني المطالبة بحقوقها في محاسبة ومحاكمة القتلة ومصادرة أموالهم الحرام التي اغتصبت من ثروات الوطن وأموال الشعب المنهوبة وبسبب من جرائمهم تلك أضحى معظم الشعب في حالة يرثى لها من العوز والحرمان والعيش تحت خط الفقر بحسب المعايير العالمية وتقارير المنظمات الدولية ذات الشأن والاختصاص .

نعم هم جاهروا بكل تلك البذاءات بل والأكثر من ذلك , حيث أعلنوا بكل غطرسة وعنجهية بأنهم لا يحرصوا على أمن واستقرار الوطن وسلامة أبنائه ولا يلتزمون بالاتفاقات والتوافق الذي حل الأزمة وأعطى الشرعية التي منحها الشعب للرئيس عبدربه منصور هادي بقدر حرصهم على الخطوط الحمراء المتجسدة برجل واحد تحول من مستوى المواطنين والبشر إلى مرتبة الآلهة بسبب من صبر الشعب عليه وإبقائه في الحكم 33 عاما ؟؟ !! .

هم فقط يحرصون على عدم المساس بنرجسية غريبة وبليدة لفرد مفتون بذاته المريضة .

هو فقط جنون العظمة لنفس شريرة .

كل ذلك يحدثنا به بيان المصدر المسؤول في حزب المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف , الصادر عن استعجال ليل يومنا هذا الاثنين الموافق 10/سبتمبر/2012م ليمنع بالقوة والغدر مسيرة سلمية لجموع الشعب الحر والثائر ضد الفساد والطغاة ذلك الشعب الطيب والمتسامح الذي سيخرج غدا لمطالبتهم فقط بالإيفاء بوعودهم والمواثيق ليس إلا والذي لا شك عندي بأنهم قد أعدوا العدة (مجددا ) للتنكيل به وقتله ..اللهم إنني قد أبلغت اللهم فأشهد .


في الثلاثاء 11 سبتمبر-أيلول 2012 05:27:06 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=17227