قائمة السفهاء في اليمن
نجيب عسكر
نجيب عسكر

الخير والشر موجودان منذ وجد الإنسان على الأرض ، وهما مرتبطان به ويتنازعانه في كل حين ، وبقدر ما يكون الخير عنواناً للسعادة وباباً للسلام والاستقرار وسفينة النجاة لأي مجتمع ، فإن الشر يكون عنواناً للشقاء وباباً للتخلف والفوضى وطريقاً إلى الهلاك ، ولايخلو أي مجتمع من حلفاء الشر والسفهاء والشواذ والمنحرفين الذين يعكرون صفو الحياة ويزرعون الأشواك في طريق السعادة ، ويسيرون عكس المسار الذي يسلكه المجتمع ، ويسعون إلى الأعمال الشريرة ، كما أنهم يستطيعون التسلق والوصول إلى أعلى مراكز القرار في الدولة ، والتأثير في كل شؤون الحياة .

واليمن يعاني من هذه الظاهرة بصورة واضحة ومخيفة أوصلته إلى أدنى درجات التخلف والجهل والفقر والاضطراب والمعاناة، وزرعت الخوف والقلق (داخلياً وخارجياً ) ، وجعلت من اليمن بعبعاً مخيفاً لكل من يسمع باسمه ،ودولة فاشلة بكل المقاييس ؛ رغم أن الشعب اليمني صاحب تاريخ وحضارة عظيمة ، وهو حامل رسالة الإسلام إلى أغلب بقاع الأرض ، كما أنه شعب متسامح طيب كريم ، لكن مجموعة من السفهاء والمنحرفين والدخلاء شوهوا الصورة الجميلة لهذا الشعب العظيم ، وجعلوا منه أضحوكة لدى كثير من الشعوب .

ولا يخفى على أحد أن من أوصل البلاد إلى هذه الأوضاع هم مجموعة من سفهاء القوم لم يفكروا يوماً بالوطن والشعب بل كل همهم أن يعيشوا في رغد من العيش ، ولا عاش من نافسهم أو حاول الوصول إلى بعض ما هم عليه ، ومن أبرز هؤلاء الذين أساؤوا إلى اليمن ( أرضاً وإنساناً ) ، وحاولوا دفن تاريخه ، والعيش على جراحاته ومآسيه :

- مجموعة الشواذ والمنحرفين الذين انعدمت لديهم القيم الدينية والاجتماعية والأخلاقية ، بل انعدم لديهم العقل وزاغوا عن الحق ، وأصبحوا جنوداً لدى الشيطان يقتلون ويسلبون و يقطعون الطرقات والكهرباء وأنابيب النفط ، ويدمرون كل الخدمات التي تمس حياة المواطنين .

- كل من يرفضون الالتزام بالنظام والقانون ويعبدون حياة الفوضى والهمجية والتخلف .

- كل من أكلوا خيرات البلاد وأوصلوها إلى الهاوية ، وتنكروا لفضلها عليهم ، وهم اليوم يرونها تغرق ولايبالون ، بل إنهم يشاركون في إغراقها ويتصارعون على من يدفنها أولاً .

- من يفكرون أنّ الحياة لهم دون غيرهم ، وأن الوظائف الكبرى والأموال العامة حلال عليهم حرام على غيرهم ، ولا يعترفون بحقوق الآخرين ، يتشبثون بمناصبهم ويورثونها للأبناء والأحفاد ، وأهملوا الشعب الذي يجب أن يعيش كما يعيشون ن ونسوا انه هو صاحب الحق الأول في هذا الوطن .

- أصحاب النظرة الضيقة والعقلية الإقصائية ، الذين يقدمون الولاء للأفراد والأحزاب والقبيلة على الوطن ، يستعينون بأضعف الناس وأقلهم كفاءة وخبرة وأكثرهم جهلاً لتسيير شؤون البلاد ، ويقصون أصحاب الكفاءات والمؤهلات والشرفاء والأقوياء وأهل الثقة والأمانة .

- كل من يدعون المشيخ وهم عاجزون عن تقديم ما يدل على أنهم أهل لذلك المشيخ وتلك المكانة ، فهم لايستطيعون حماية مناطقهم من اللصوص وقطاع الطرق بل يتحولون أحياناً إلى زعماء لهم ، ولم يفرقوا بين الدور الوطني الذي تتحمله القبيلة ويجب ان يقوم به المشائخ وبين عمل العصابات والمعتوهين .

- المسؤول الذي ينسى أنه وجد لخدمة الوطن ، ويسعى لخدمة نفسه وأسرته وتكوين عصابة نهب وسلب للحق العام ، وتحويل كل شيء إلى ملكية خاصة .

- الإعلامي الذي تخلى عن رسالته وتحول إلى بوق ووسيلة هدم يثر الفتنة ويختلق الأكاذيب والأباطيل ، ويسعى في الأرض فساداً .

- كل من يرى العالم يتغير ويتحول من حوله ويصر على التقوقع ويرفض التطور ولايؤمن بكل جديد 0ويريد ان تبقى البلاد في دائرة التخلف والجهل .

- الوزير الذي يرى أن الوزارة هي الكرسي والهيلمان ورفع الرصيد وزيادة الشهرة ، دون الشعور بالمسؤولية ومعرفة الدور الوطني الذي ينتظره الوطن والمواطن منه .

- الذين يدّعون معرفة كل شيء وهم لايعرفون شيئاً ، ولا يتركون الفرصة للآخرين كي يقدموا مالديهم من معارف ومهارات وخبرات .

- كل من يقدم نفسه على أنه عالم أو خطيب وهو يثير الفتن ويزرع العداوات ويسيء إلى الدين والقيم ، ونسي ما جاء به الإسلام من دعوات المحبة والإخاء والتعاون .

- كل من يشوه صورة اليمن أمام الآخرين ، بالسلوكيات السيئة والتصرفات المشينة سواء بخطف الأجانب أو بممارسة الغش والخداع للآخرين والتحايل .

- الذين ارتهنوا لدى أعداء الوطن ، ليعملوا وكلاء للشر وأعواناً للإجرام والدمار ، تحت مسميات مختلفة .

- من يحمل السلاح ويطالب بالحوار وفق هواه .

- قراصنة البحر والبر والجو من ناهبي الأراضي وسالبي حقوق الناس ومهربين ومتهربين عن الجمارك والضرائب وسداد فواتير الماء والكهرباء وغيرها .

- التجار الذين لا يراعون في الوطن والمواطن إلاً ولا ذمّة ، ويستوردون البضائع الفاسدة والمنتهية ورديئة التصنيع ، ويجعلون من البلاد مقلباً لنفايات الآخرين ، ويتسببون في انتشار كثير من الأمراض الخطيرة والمزمنة

- وبوجود هذه الأمراض ستبقى اليمن في قاع الجب ، ولن تقوم لها قائمة ، والحل يظل بيد الشعب ويعتمد على قدرته في التخلص من هذه الأوبئة وشق الطريق بعيداً عن الوصاية الداخلية والخارجية ، وعلى جميع اليمنيين الشعور بالمسؤولية تجاه الوطن وتجاه بعضهم ، وإبعاد النار عن البارود والابتعاد عن ثقافة الحقد والكراهية والمناطقية والإلغاء ، كما أن على قائمة العار أعلاه الشعور بالذنب والاعتراف بأن الوطن يتسع للجميع ولا غالب ولا مغلوب ، ويكفينا جراحات ومآسي


في الأحد 05 أغسطس-آب 2012 11:41:25 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=16791