اخرجوا اليمنيين من جزيرة العرب
عمرو محمد الرياشي
عمرو محمد الرياشي

اخرجوا اليمنيين من جزيرة العرب مسمى حملة قام بها البعض في حملة اعلامية ضد تواجد اليمنيين في بلدهم ومزاحمتهم عليه .. قد يثير هذا الأمر الغضب والحنق لدى البعض منكم لكن مع الاسف انها الحقيقة بعينها الكثير فمنا من يخاف من المستقبل أو من المرض أو الفقر او نائبة من نوائب الدهر لكن يظل مفهوم الاعتراف الحقيقة مادة نتجنبها نحن اليمنيين بشكل مستمر ونحاول بكل ما اوتينا من قوة بإنكار وجودها . بالرغم ان الحقيقة هي بوصلة و طريق نجاة يسترشد بها حكماء وقادة وشعوب الحضارات المتقدمة في الماضي والحاضر على كيفية تفعيل مسار الاصلاح الصحيح والتطور وجني ثماره على مختلف المستويات التي من شأنها خدمة الفرد والمجتمع والدولة لكن الامر للأسف لنا كيمنيين مختلف بل اصبح استغلال تشويه الحقيقة وتزييفها مادة دسمة لتضليل العامة من الناس لبقاء كثير من المصالح الشخصية اطول فترة ممكنة .

اصبحت الإهانات و الإساءات لليمنيين متلازمة روحية ترافقهم كظلهم وأضحى امرا مألوف جدا فلا تمر على مسمع شخص كلمة (اليمن او يمني ) دونما تعليق ساخر او استهزاء عابر . فدأب القاصي والداني على ابراز تلك الإساءات لليمنيين بمناسبة او بدون مناسبة حتى أصبح كثير منا يخجل وهو يُسئل عن البلد الذي ينتمي له فيقول على استحياء وبصوت منخفض انا \\\" يمني \\\".

لكن لماذا اليمنييون دون غيرهم اصبحوا هدفا سهلا لمحاولات النيل من كرامتهم ؟ ولماذا لحقتهم الاهانات حتى خارج حدود بلدهم ؟

أجبرت الظروف الاقتصادية والسياسية الصعبة الملايين من ابناء اليمن على الهجرة والإغتراب والرحيل الى مارو وراء المحيطات والبحار طلبا وبحثا عن ما لم يجدوه في وطنهم اليمن الذي ظل حبيس مشروع الانحطاط الذي رسمه الخارج بتوقيع ابناء اليمن عليه .

أقولها وبكل حرقة وحسرة لقد خسر اليمنيون الكثير من رصيدهم التاريخي والحضاري والنضالي نتيجة موجات الاخفاقات التي مرت ومازالت تمر بها اليمن منذعقود طويلة .... حمل اليمنييون ضريبة معاناة الفشل الاقتصادي والسياسي بالوراثة دون معرفة الأسباب التي اثقلت حاضرهم ومستقبلهم .

بالرغم ما تسببت به الحقبات السياسية من تسلخ وحفر سوداء في الجسد اليمني تمسك كثير من اليمنيين بروح الوطنية الاستعلائية وروح الثقة والعزة بوطنهم اليمن في محاولة لكسر عظــم الحقيقة المليئة بالتسوس والنخر الذي جعل اليمن عاجزا عن التقدم ولو خطوة للامام .. لكن لن ولم تجدي محاولات التجميل الجراحية التي طالما يحاول ملايين اليمنيين من تغيير حال بلدهم عبر الاعتزاز والتعصب لبلدهم اليمن والدفاع عنه وتراهم يلهثون لاستبدال جنسياتهم و والحصول على جواز بلد الغربة لينفذوا بجلدهم من هموم وطنهم اليمن الذي لم يجدوا فيه سوى الفقر والعوز ورياح الجهل والمرض وعدم الاستقرار .

أنا لا أدعو للتملص من حب اليمن والدعوة الى عدم الاعتزاز به لكن العواطف الوطنية بلا وعي وإدراك لحقيقة مجريات المشهد اليمني وأسباب تدهوره لن يحرك او يخفف من وضعنا المأساوي في اليمن .

مشارق الارض ومغربها تشهد لليمن ارضا وانسانا ببأسه وعزيمته التي تنحني لها الجبال لقوتها لكن الاحزاب السياسية ونخبها ومشائخ الدفع المسبق ونظام العسقبلية باعوا اليمن و قيمهم الوطنية واستبدلوها بالتبعية للخارج ونسوا الامانة الملقاة على كواهلهم واتبعوا طريق الوصاية وجعلوا من أنفسهم قطعان ضالة تبحث عن مشاريع لا تخدم اليمن وابناءه بل تمارس تلك القطعان فنون واصول ترسيخ ثقافة المتفرد في سموهم وعليائهم ، إلى عبيدهم المحتاجين لهديهم وإرشادهم وطلب العون والحاجه والمدد والاحسان منهم حتى لا تتغير وتخرج اليمن عن طريقها المرسوم لها إلا بأمر وزجر ونهر إن إقتضى الأمر... فالحاجة القصوى لهم ضرورة فهم المرجعية لسبب اقتضى حدوثه ولغاية أريدت منهم فسبحان المعطي بعطائه والسخي بسخاءه فنقبل بحكمهم فيما يعرض لهم من اليمن وشؤونها ، ونرضى بما يقروه من قيم حسب مصالحهم و موازينهم الخاصة بهم ومعاييرهم التي يحرصون عليها ويجعلونها بقدسية أنفسهم و بمكانتهم المرموقة والمصونة من قبل الفخامه .

اصبح هذا الإتجاه في حكم اليمن أمرا يثير في النفس الأسى والحزن فما إن تتأمل مدامعنا ومسامعنا هؤلاء الذين امسكو بزمام امور اليمن وكيف تاجروا بقضايا اليمن المصيرية وجعلوها بضاعة في مزاد الخونة والعملاء لمن يدفع ثمنا اكثر وبالتالي اصبح ايضا الشعب اليمني ضمن المزاد ولا قيمة له داخل اليمن وخارجه وتاريخ الصلاحية لكرامة اليمني منتهيه سلفا ومختوم عليها بالشمع الاحمر من قبل نخبنا السياسية التي سلمت مفاتيح اليمن الى جلاديه داخل التراب اليمني وخارجه .

تلك باختصار أسباب جعلت اليمنين ليس كغيرهم من البشر لا منطق انساني يذود عنهم ولا ضمير عادل ينصفهم فقط صورة رسمتها عقليات حاقدة و حاملة قيم الفساد المتعفنة وظلمة الطغيان و ظلم الإستبداد وروح الجاهلية والوهم التي لا حياة فيهما ولا روح .

واقع اوجدته بيئة غير ثورية تخشى من التغيير هي من ترسم خط الإنحدار الشديد لمدى خسارتنا كيمنيين لمعنى القيادة الوطنية السيادية فصنع لنا من المعرفة جهلا ومن النور ظلمات فسقطت عنا قيم الانسانية والإرتقاء ليوصمنا الآخرون بالبربرية ويقتحمون حصون واسوار الكرامة لليمنيين والنهش في هويته الوطنية فأصبحت اسما بلا عنوان و جسما بلا روح فغابت كل معاني الحرية والكرامة لنا كيمنيين .

فهل يستفيق اهل الحل والعقد ويستعيدون زمام المعادلة الوطنية بكل عناصرها ليخرجوا ابناء اليمن من واقعهم المظلم ويشعر اهل الحل والعقد بمدى المعاناة نتيجة الذل والهوان اللذان التصاقا باليمنيين جراء نكسات وتأمر قوى الظلام وخفافيشها في اليمن .

أخيرا .. كثيرة تلك الشواهد التي لا تحصى ولا تعد والتي يزخر بها تاريخنا كيف اخضع اليمنيون اعتى واقوى امبراطوريات العالم عندما اعتز قادة اليمن بمالهم وبنفسهم واسترخصوا ارواحهم وحياتهم في سبيل الحفاظ على مباديء وطنية لنهضة واسعاد شعوبهم .

مازالت الاسباب والعوامل القوية متوفرة لاستعادة اليمن ومسايرة الركب الحضاري في العالم ...فمقام الوطنية مقام اعتزاز وافتخار يظل ناقصا ما لم تكن الوطنية ورشة عمل يخالطها شغف التضحية والمثابرة فلا ينبغي على النخب الحاكمة واعني النخب التي تحمل هم الوطن ان تستسلم وتخضع أوزار الوطن للغير وتضل في حالة استسلام أوسلم مع عواصف التبعية والوصاية بل عليها ان تخوض معركتها وبكل شراسة وإلا سنظل نحن اليمنيين رهينة بيد الأخرين كما هو حالنا اليوم بداخل اليمن وخارجه .


في الجمعة 27 يوليو-تموز 2012 10:42:38 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=16674