هل فعلا وفرت السلطة حماية لخطوط نقل الكهرباء ؟!!
محمد مصطفى العمراني
محمد مصطفى العمراني

عادت الكهرباء منذ يومين بعد أيام من توقف محطة مأرب الغازية عن الخدمة بعد أن تزايدت الاعتداءات على خطوط نقل الطاقة الكهربائية بصورة مخيفة حيث بلغت خلال يومين فقط أكثر من عشرة اعتداءات مما استدعى من وزارة الكهرباء والمؤسسة العامة للكهرباء إيقاف المحطة الغازية بمأرب حتى إيجاد آلية حماية لخطوط النقل خشية من انهيار المنظومة الكهربائية وتدمير المحطة بشكل كامل فكل اعتداء جديد يقصر عمر المحطة لأيام وينهك قدراتها بشكل كبير ..

الكل متضرر من توقف الكهرباء فهي شريان الحياة لكن أبناء المناطق الساحلية المرتفعة الحرارة كالحديدة وعدن هم أكثر من يعاني من انقطاع الكهرباء فبعض الأطفال يموتون من شدة الحرارة كما أن الحياة بدون كهرباء في تلك المناطق هي نوع من التعذيب ..

إضافة إلى الطلاب الذين يؤدون الامتحانات هذه الأيام وكانوا قبل عودة الكهرباء يذاكرون على ضوء الشموع وهناك المرضى في المستشفيات ممن يتطلب إجراء عمليات جراحية لهم وكذلك المرضى من المصابين بالفشل الكلوي ويتم إجراء عمليات غسيل كلى لهم بصفة مستمرة وغيرهم والبعض منهم ربما مات ولا حول ولا قوة إلا بالله ..

وقبل أيام خرجت حملة أمنية لمطاردة المخربين وقد قتل احد المخربين في اشتباكات مع أفراد الحملة وجرح آخرين وفر آخرين فينا استشهد جنديان وأصيب بعض الجنود بجراح..

البعض يرى أن قرار إيقاف محطة مأرب الغازية حتى يتم توفير حماية لخطوط نقل الطاقة الكهربائية كان قرارا صائبا حتى لا تنهار المحطة التي كلفت خزينة الدولة مليارات الدولارات جراء هذا السيل المتواصل من الاعتداءات الهمجية وهذا الكلام يبدو صائبا شرط أن يكون هناك بدائل فالمواطن العادي خاصة في المناطق الحارة لا يستطيع التحمل لساعات طوال في نهار شديد الحرارة كما أن الجميع قد ملوا من هذا المسلسل المكسيكي المحرق للدم والمتلف للأعصاب وقد قرأنا في الأخبار أن لقاء موسع لمحافظ محافظة مأرب الشيخ سلطان العرادة مع قيادة المنطقة العسكرية الوسطى ،يوم الثلاثاء 26/6/2012، أقر تشكيل حملة عسكرية تشارك فيها كافة الوحدات العسكرية المرابطة بالمنطقة العسكرية الوسطى لحماية خطوط نقل الكهرباء وأنبوب النفط.

ولست أدري هل بدأت هذه الحملة بالفعل أم لا ؟ فمن وجهة نظري لا وقت للتدارس والمناقشة وإعداد الدراسات والخطط والآليات نريد تحرك عاجل وسريع ..

ولا أعتقد أن الإشكالية في الخطط والآليات فالخطط والدراسات العملية والتفصيلية لحماية خطوط نقل الطاقة الكهربائية موجودة وفي أدراج وزارة الكهرباء عشرات الدراسات التي عكف عليها خبراء محليون ودوليون وكلفت الدولة مئات الآلاف من الدولارات لكن لم تنفذ منها ولا دراسة أو خطة واحدة .. لماذا ؟!!!

المشكلة في الإرادة لو كانت هناك إرادة سياسية لحسم هذا الأمر لحسم من زمان وإلا لماذا لا يوجه الرئيس بحماية أمنية ولو تطلب الأمر نشر أفراد أربعة أو خمسة أو حتى عشرة ألوية لحماية خطوط نقل الكهرباء وبصورة عاجلة واسعافية حتى يتم وضع خطة دائمة وإستراتيجية لحماية هذه الخطوط وعلى طول الطريق؟!!

 أم أن إنارة اليمن وتأمين شريان الحياة ( الكهرباء ) مهمة لا تستحق كل هذا العناء ؟!!

من وجهة نظري فإن تأمين خطوط نقل الكهرباء معركة مفصلية وهامة ولا تقل أهمية عن حرب السلطة ضد الإرهاب وعناصر القاعدة ..

كما أن الإسراع بربط عموم مناطق مأرب بالشبكة العمومية وإيصال الكهرباء لكل مكان في مأرب قد يكون جزء من الحل وعدلا يفتقده أبناء مأرب الأصالة والحضارة والتأريخ والشهامة الذين تشوهت صورتهم كثيرا بسبب حفنة مخربين سيئو السمعة ويتلقون الأموال والتوجيهات من عائلة صالح بإجماع الإنس والجن في هذه البلاد ..

 أقترح في حال وجدت جدية نية وإرادة في تامين خطوط نقل الطاقة الكهربائية أن ينتشر هؤلاء الجنود في دوريات متحركة ويكلف كل مجموعة بحماية مسافة محددة ويكثف التواجد في المناطق التي تستهدف منها وتتواصل الحملة ضد المخربين وتلاحقهم أينما ذهبوا فإذا وجد الكل جدية في محاربة المخربين سيرتدع البقية ..فأي دولة هذه التي ترسل الوساطة تلو الوساطة للمخرب لكي ليمكن المهندسين من إصلاح ما خرب ؟!!!!!!

وإذا كانت وحدات الحرس قد انسحبت من المناطق التي يتواجد فيها المخربين وتركت خطوط الكهرباء بلا حماية بموجب اتفاق بين نجل صالح والمخربين ولا سلطة للرئيس عليها فإن ألوية الفرقة قادرة على حماية هذه الخطوط فلماذا لا يتم التوجيه بنشر العدد الكافي من الألوية لحماية خطوط نقل الطاقة الكهربائية حتى يتم وضع خطة دائمة وإستراتيجية ؟!

نريد حلول إسعافية وعاجلة فحياة الناس تعطلت بانقطاع الكهرباء وأصحاب المناطق الحارة يعانون بشكل رهيب والطلاب يذاكرون على ضوء الشموع أم أن المحطة ستظل متوقفة إلى أجل غير مسمى والشعب كله سيظل تحت تهديد مجموعة مخربين ؟؟!!!


في الخميس 28 يونيو-حزيران 2012 05:32:46 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=16260