اللواء سالم قطن .. قائد بحجم وطن
طارق مصطفى سلام
طارق مصطفى سلام

الشهيد اللواء سالم علي سالم ناصر قطن من القيادات العسكرية الكفؤة والمجربة والمؤهلة تأهيل علمي عالي والتي خاضت تجربة طويلة وزاخرة في القوات المسلحة لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية -سابقا -لتأسيس جيش محترف مؤهل لحماية سيادة الوطن وأراضيه ومحيد من الانحياز السياسي ومعتركه أو الخوض في تفاصيل الحياة المدنية والانغماس فيها حد الفساد .. قطن حرص منذ بداياته الأولى في انتسابه للمؤسسة العسكرية على اختيار المسار السليم في نهجه الجديد فكانت خطواته المبتدئة تتلمس طريقها في التأهيل العلمي وبنا لنفسه الخبرة العسكرية والقتالية المناسبة والمطلوبة لميلاد قائد عسكري فذ ومحنك لديه المهارات المطلوبة في الميدان وساحة القتال .. وكان له ما سعى وأراد من خلال خوضه العديد من المعارك الحربية المشرفة لحماية الوطن وأهله والدفاع عن مصالحه العلياء وصنع بفعله ذاك أعظم الانتصارات والملاحم الوطنية و العسكرية التي شهدتها مختلف نواحي الوطن .. من أقصى البقاع على مشارف الحدود إلى الصحاري والسهول والجبال والوديان على امتداد مساحة الوطن اليمني الكبير للذود عن سيادته وكرامته وأمنه واستقراره وصنع فخره وازدهاره مما اكسبه الخبرة والمهارة القيادية العسكرية والقتالية الرائدة و المطلوبة والسمعة المشرفة والممتازة بل ذاع صيته العسكري القيادي داخل اليمن وخارجه وشهد له القاصي والداني والعدو قبل الصديق مما استدعى ان تستعين بخبراته القتالية والقيادية عدد من الجيوش العربية والافريقية في مجال البناء والإعداد العسكري والتأهيل والتدريب لقواتها المسلحة الوطنية كما ساهم بحرص كبير وأداء مقتدر ورفيع في حماية الوحدة اليمنية العام 1994م من خلال موقعه العسكري القيادي وانحيازه لوحدة الشعب والوطن .. وفي كل ذلك كان له موقف مشهود وباع طويل مليء بالمفاخر والانجازات بل وأكسبه حب وتقدير الجميع في الساحة اليمنية وغيرها ..ومؤخرا عين اللواء سالم قطن قائدا للمنطقة العسكرية الجنوبية واللواء 35مدرع خلفا لقائد عسكري سيء السمعة و الصيت الذي لم يوفر جهدا أو وقتا في وضع العراقيل والمنغصات بل وصناعتها في وجه الرجل وعلى طريقه (لمنعه من الإيفاء بمهامه وواجباته العسكرية الجديدة ) دون وازع من دين او واجب او ضمير وفي جفاء غريب ونكران عجيب للقسم العسكري ورفقة السلاح وتناقضه البليد مع المصلحة الوطنية العلياء للوطن وفي تعريض أمنه واستقراره وأهله للخطر .. ومنذ ذلك الحين واللواء قطن يتعرض للكثير من التربص والمكر و المضايقات والتهديدات ومحاولات الاغتيال التي كتب لجميعها الفشل التام وكتب الله له النجاة منها عدى الأخيرة التي أصابته بمقتل صباح يومنا هذا الاثنين الموافق 18-يونيو-2012م آثر عملية اغتيال غادرة وجبانة في عمل آثم ومدان من أبناء شعبنا اليمن كافة اللذين يكنون له مشاعر الحب والتقدير وفاء وامتنان لجهوده المخلصة والمتفانية في تخليصهم من كابوس مرعب مكث طويلا على صدورهم و حل ثقيلا في ربوعهم وأستولى على أرضهم ونهب وسائل عيشهم ونغص عليهم حياتهم اليومية في حريتهم وفي حلهم وترحالهم بل وحرمهم من لقمة عيش كريم وحياة آمنة ومستقرة وتطلعاتهم المشروعة بغد أفضل لهم وأبنائهم .. فهل هناك جريمة أبشع وأقذر من فعل كهذا يمكن للمرء منا ان يمارسه وينفذه ظلما وعدوانا بحق المقربين من أهله الأمنيين ؟؟ بئساً وسحقا لهم ولأفعالهم الإجرامية المقيتة التي تنبى بقوم جهلة حاقدين لا يفقهون شيئا من أمر دينهم ودنياهم إلا ما غرر به عليهم حتى يقدمون على تلك الجرائم بدم بارد ، وأجزم أنه بسبب من تلك الأعمال الحميدة والبطولية الخالدة والمذكورة آنفا والتي أنجزها الشهيد البطل سالم قطن من أجل حماية أهله وناسه في عموم الوطن والذود عنهم في أمنهم واستقرارهم وعيشهم الكريم وحقن دمائهم المحرمة ورفضه للفساد والارتهان لأطماع الأفراد ونزوات طعمة طاغية ظالمة .. تأتي تفاصيل ذلك الاعتداء الآثم الذي دبر بليل وحرص أن ينفذه انتحاري صومالي الجنسية مجهز بحزام ناسف (درء للشكوك وذر للرماد بالعيون ) وتم تحديد زمن التنفيذ في الصباح الباكر موعد ذهابه إلى مقر عمله بعد توديعه لأفراد أسرته الأمنة بأمان الله في وقت الجميع يتجه فيه لمصدر رزقهم متكلين على الله قائلين (يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم توكلنا عليك وباسمك نستعين يا من عليك رزقنا وحياتنا ومماتنا دعوناك لعلك تستجيب ) لا شك ان ذلك كان دعاء قطن وجميع أفراد أسرته الآمنة المسالمة في ذلك الصباح الواعد الذي حوله القتلة الجبناء المتآمرين إلى يوم أسود حزين شهد مقتل بطل فذ من أبناء هذا الوطن السموح . كما تم اختيار المكان في حي آمن بين سكان مسالمين هو حي (ريمي ) بمدينة المنصورة بمحافظة عدن قبلة الحب والسلام وعلى مقربة من منزله وأسرته وأهله وناسه وأصحابه وأحبابه من عاش بهم ومعهم أتراحهم وأفراحهم ليفجعوا به وبنهايته القاسية والمحزنة وعلى ذلك النحو الغادر والإجرامي البشع كبشاعة أفكارهم وسلوكهم المقيت الذي لا يقره شرع او دين ، لا شك أن مؤامرة اغتيال (قطن ) جاءت نتيجة نجاحه في إعادة تأهيل ورفع جاهزية تلك الألوية وأولئك المقاتلين في المنطقة العسكرية الجنوبية وتنظيم ورص صفوفهم وأعدادهم للمهام القتالية على نحو لم يفعله سلفه (المنشغل بأعمال اخرى لا تمت لواجبه ومهامه العسكرية القيادية وشرفه العسكري بصفه ) مما أدى إلى تحقيق ذلك النصر العسكري المؤزر على فلول وأوكار انصار الشريعة بمحافظة أبين ثم في محافظة شبوه ( مؤخرا ) تلك الفلول المعروفة شعبيا بفلول قاعدة عفاش!! والسؤال الملح الذي يفرض نفسه على القاري والمتابع اللبيب ..لماذا هذا التوقيت لتنفيذ هذه الجريمة النكراء في الغدر بأبن قطن ؟؟وما هي الأهداف والمكاسب المتوخاة من تنفيذها على هذا النحو البشع ؟ هل تهدف هذه الجريمة (ايضا ) إلى إيصال رسائل مشفرة لقيادات أخرى رفيعة ( تمتلك القرار ) بمواجهة نفس المصير أن هي استمرت على ذات النهج في حربها ضد إرهاب القاعدة ومن يقف خلفها مساندا لها في السر من المتآمرين والفاسدين ؟ والسؤال الأخر لماذا لم يتعرض القائد السابق للمنطقة الجنوبية لمحاولات غدر مماثلة خلال فترة عمله وقيادته السابقة للمنطقة بل انه لم يتعرض لمضايقات تذكر ولو من باب ذر الرماد في العيون على الرغم من إعلانه حربه عليهم ومقاتلته لهم طوال الفترة التي مضت ؟ والتي أدت أيضاً إلى تمدد أنصار الشريعة في المنطقة بل وسيطرتهم عليها وبمعدات وأسلحة حكومية من مخازن المنطقة العسكرية ذاتها تلك الفترة التي شهدت ايضا عجزه (المسيس ) في ردعهم ثم قرار عزله وتمرده على ذلك القرار بالعزل !رحم الله القائد العسكري الوفي والمخلص لوطنه وواجبه ولمبادئه العسكرية وقيمه الأخلاقية ، ذلك هو الشهيد البطل اللواء سالم قطن ولا نامت أعين الجبناء، غفر الله له وأسكنه فسيح جناته ..إنا لله وإنا إليه راجعون .


في الثلاثاء 19 يونيو-حزيران 2012 05:58:28 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=16118