أيتها الفاجعة الكبرى. .. إنا صامدون
سلطان الذيب
سلطان الذيب

إن العين لتمطر دمعا ودما، وإن القلب لينبض حزنا وكمدا، وإنا على فراقكم وبشاعة سفك دمائكم الطاهرة أيها الجنود البواسل لمحزونون ..

مصاب عظيم، وخطب جلل، أية مصيبة حلة باليمن وبأبنائها، وأية فاجعة حدثت ،فيا أقلام جفي ويا إذاعات اصمتي، ويا صحف كفي ويا ألسن لا تنطقي، فما ذا عسانا أن نقول، وبماذا نكتب، وبأي شيء نعزي أنفسنا وأهلنا اقرباء الشهداء .. ... لكن عزائنا الوحيد أنكم في سبيل الله ثم الوطن استشهدتم أيها الكرماء، وفي ميدان الخدمة سُلبت أرواحكم .. عزائنا أنكم جدتم بالدماء في سبيل عز أمتكم وكرامتها ...

فاجعة كبرى، ومصيبة عظمى، عندما اغتالوك أيها الجندي العظيم، اغتالوا بسمتك وفرحك بيوم وحدتك، لقد سرقوا بسمتك، ولكنك حتى اثناء موتك وأنت جثت هامدة علمتنا دروسا في الوطنية والفداء، هاهو لون دمك الأحمر الطاهر يختلط بلون العلم..

 يا أيها الشهيد البطل لم يغتالوك فحسب، لقد اغتالوا اليمن كلها وأبدلوا فرحها حزنا، إنهم بحق لصوص الابتسامات، وأعداء الإنجازات، لا يروق لهم أن يسمعوا شيء جميلا عنك يا بلدي، ولا يريدون أن يروك وأنت ترفلي في ثوب فرحك وتحتفي بيوم وحدتك، واجتماع شملك، إنهم المجرمون لا يروق لهم إلا لون الدماء ولا يُحلون إلا بالأشلاء إنهم حفارين القبور ..وصناع الجنائز

جريمة لا تعدلها جريمة ورزية لا تعدلها رزية، أن ترخص دماء زكية معصومة عند حثالة الناس ذوي أنفس خبيثة لأهداف شيطانية، وشهوات أبليسية ومأرب عدوانية وانتقامية، ليس من الجيش البطل فحسب وإنما من الشعب بأكمله، من الامة بأجمعها من اليمن بأسرها، بسهولها وشعابها وجبالها فلقد حزنت كل ذرة فيها بيوم استشهادكم أيها الابطال ...

إننا ومع من نعانيه من ألم الفقد، وأن جرح غائر في صدورنا لهول ما رأينا، إلا أننا كشعب أبي قوي يتحدى المحن ويوقف ثابت في الأزمات، لن نتزعزع وسنفرح رغم الأسى والظلم ،وسنحتفي بيوم وحدتنا، ولن تتوقف عجلة اليمن في البناء، لأن شهدائنا الكبار لا يرضون بذلك، فكأنهما يقولون فدائك دمائنا يا يمن نموت وتحيى اليمن فاستمري في العطاء فإنا فرحون بما قدمنا وإنا عند ربنا لمنعمون ....

نعم لن تزيدنا حكومة وشعبا إلا وحدة وتكاتف وتعاون وتفتيش لصفوفنا ومساواتها، وإخراج من بينها ما يعكر وحدتها وما يشوبها، وسنعرف من أين يأتينا الداء ومن أين يمر شريان الشيطان فينا .. وسنقطع كل حبل سري يغذي خيانة وطننا وشعبنا..

لن نسكت بعد اليوم، ولن نهاب أن نقول للظالم والقاتل والمجرم أنت مجرم وقاتل وسفاح، أرحل عنا وسنحاكمك على جرائمك أيها المبير .. .. أرحل عن بلدة طيبة أفسدتها بسؤ عملك وعظيم جرمك، فأرحل عنا ودعنا نبني يمننا ومستقبلنا ، لن نسكت بعد اليوم عن انقسام جيشنا، وعن ترحيل القيادات الهوجاء عن مفاصله والتي ساعدت في انقسامه وتقزيمه...

حتى وإن كانت جماعة الشيطان وأنصار ابليس قد سارعت في تبني الحادث وبشكل سريع يدعو للريبة والشك، إلا أن هناك قرائن ودلالات وتحليلات تدل فيما لا يدع مجلا للشك، أن هناك خيانة كبرى، وتواطؤ رخيص من قبل قيادات في الجيش، وبالتحديد في الامن المركزي والقومي، والتي تتبع لأبناء الرئيس السابق وستبين الأيام ذلك وإن غدا لناظره لقريب ...

كما أن هناك تحليلات لا تستبعد ضلوع إيران فيما حدث لأن لهم مصلحة في ذلك خاصة بعد أن سارت الأمور في اليمن على غير ما تشتهي طبعا أكيد مع تنسيق مع النظام المخلوع وأزلامه ..لكننا لن نستعجل في توزيع التهم وسنترك الأمر لحين نتائج التحقيقات ...

ومع كل هذا هناك أمر هام وهام جدا ، يجب أن يعرف الشعب اليمني وبوضوح وفي وسائل الأعلام الرسمية من المنفذ والمخطط والمساعد والمتواطئ والمستفيد من هذه الجريمة البشعة، يجب أن لا تمر مرور الكرام مثل كثير من الوقائع التي حدثت ولا يدري عنها اليمنيين شيئا ....

نعم يجب أن لا تمر دونما تقصي وبحث، ويكون ذلك بتشكيل لجنة خاصة محايدة ... والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل ..

Ssm535@gmail.com


في الثلاثاء 22 مايو 2012 04:14:29 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=15666