السلفيون في اليمن وتحديات المرحلة القادمة ( 4- 4 )
عارف علي العمري
عارف علي العمري

بعد انخراطهم في العملية السياسية

بعد الحلقات الثلاث التي استعرضنا فيها بعض من تحديات المرحلة أمام التيار السلفي فإني في هذه الحلقة الأخيرة سأتناول بعض المقترحات التي يجب على السلفيين أن يطرحوها على طاولاتهم العلمية أو السياسية بهدف إثرائها بنقاش علمي قد يفوق في دقته ماطرحته في الحلقات الأربع وأقول أن من ضمن المقترحات التي يجب أن يوليها إخواننا في التيار السلفي وخصوصاً حزب الرشاد اليمني مايلي :- 

أولاً: تدريب العناصر السياسية السلفية عن طريق دورات سياسية جادة في المعاهد والكليات المتخصصة في ذلك ككلية الاقتصاد والعلوم السياسية ومعاهد العلوم السياسية؛ بحيث يمكن لهذه العناصر أن تتعرف على العالم المعاصر وأن تعرف المنطق الذي يسيطر عليه والقوانين الذي تحكمه للتعامل معها بمهارة واقتدار.

ثانياً: توسيع مشاركة السلفيين مع بقية القوى السياسية؛ وأن لا يمارسوا وحدهم العمل السياسي دون الآخرين؛ فكلما كانت المشاركة عبر التحالفات في مرحلة الابتداء ممكنة ذهب السلفيون إليها.

ثالثاً: الوعي داخل التيار السلفي بأن هناك تطوراً كبيراً يواجهه هذا التيار، وهو: أنه ينتقل من مرحلة الجماعة إلى مرحلة الدولة وأن مرحلة الدولة تفترض دراية وخبرة لمواجهة مشاكل مجتمعات معقدة ومن ثَمَّ فإن ذلك يتطلب خبرة ودراية.

رابعاً: بناء عناصر سلفية عبر العمل من خلال المجالس المحلية التي تعبِّر عن فضاء يبني القدرة على التعامل مع مشاكل الناس على المستوى المحلي، واعتبار أن ذلك أهم بكثير من المستويات العليا ، وابتداء الحركة التركية في المجتمع العلماني جديرة بالدراسة والتأمل من قبل التيار السلفي الذي اقصد به – السلفية الحركية.

خامساً: التركيز على العمل الدعوي واعتباره العمل الرئيسي للتيار، والتركيز على العمل الاجتماعي والحقوقي، وعدم الاندفاع غير المحسوب إلى عالم السياسية؛ وإنما يكون التعامل معه بقدر من الحذر والمحاسبة والحساب؛ لأن السياسة ليست وحدها هي أداة تغيير المجتمعات بقدر ما يتوازى معها عمل لمجتمع قوي وطبقة وسطى واسعة.

سادساً: محاولة تطمين القوى السياسية المعادية؛ من اجل تمهيد الدخول للتيار السلفي الى مستويات عليا في العمل السياسي.

سابعاً: التركيز على إدارة التنوع داخل الحالة الإسلامية؛ بحيث يكون ذوو القربى من الإسلاميين بينهم تفاهماتهم وتحالفاتهم الخاصة التي تحميهم من تقلبات التحالفات خارجهم ، وتجاوز الانتقادات التي كانت تطلقها التيارات الإسلامية ضد بعضهم بعضاً، والبحث عن مشتركات وتفاهمات حول نقاط الخلاف؛ بحيث يتم تعريف العدو الرئيسي والصديق الرئيسي، وبحيث تبنى التحالفات بناء على أولويات واضحة بعيداً عن العاطفة والتخبط.

ثامناً: خوض التجارب الإعلامية؛ وذلك عن طريق بناء مصادر إعلامية مستقلة للإسلاميين والسلفيين؛ بحيث تكون هذه التجارب بعيدة عن الشخصية والمشاريع الخاصة التي تعود بالربح على أصحابها دون مشروع السلفيين والإسلاميين. وهنا لا بد أن تكون تلك المشاريع قائمة على التخطيط والمعرفة والعلم ومشاركة واجتذاب عناصر يمكن أن تمثل غطاءً يحمي الفاعلين السياسيين؛ بحيث تكون الكفاءة والمهنية والرقابة هي المعايير التي تؤهل للقيادة والترقي.

تاسعاً: خوض تجارب المراكز البحثية والأكاديمية التي تقوم على الاحتراف والعمل السياسي الحقيقي، وليست تلك المراكز المترهلة التي لا تجمع بين المتابعة السياسية اليومية وبين التأصيل العلمي السياسي للمشاريع المتوسطة وطويلة الأجل، وأن تكون تلك المراكز أوسع أفقاً ورحابة؛ بحيث تعبِّر عن رؤى للدولة وللإقليم وللعالم وليست رؤية للتيار السلفي وحده.

عاشراً: بناء المشاريع الاقتصادية التي تحرر الأحزاب الإسلامية والمشاريع الدعوية والإعلامية من الحاجة إلى الأموال؛ وخاصة أن الأموال هي الرافعة في مثل هذه المشاريع، وأن يكون دعم هذه المشاريع غير مشروط متى علم الداعمون أنها تعمل في المسار الصحيح وأنها تبتغي رفع راية الإسلام في صراعه الطويل مع أعدائه.

هذه بعض المقترحات والتوصيات التي اطرحها بين يدي التيار السلفي وقد يجد السلفيون الكثير من المقترحات التي إذا درست بعناية فإنها ستفيد التيار السلفي في معمعة العمل السياسي.


في الأربعاء 02 مايو 2012 11:49:33 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=15363