هي أرحب ........
فتحي حميد القطيبي
فتحي حميد القطيبي

هي شامة بين القبائل

منذ أن وجدت على تلك التلال

هي قمة لم تنحني يوماً

... لطاغية ولم تعرف

أيادي أهلها ذل السؤال

هي لم تكن يوماً سوى ميدان حقٍ

علم الأجيال في درب النضال

هي ثورة برجالها ونسائها

بشيوخها وشبابها

بسهولها وجبالها

أحجارها أشجارها

هي كل من فيها يحن إلى القتال

هي قلعة وقفت أمام القصف

كالحصن المنيع تحفها تلك الجبال

هي عن جدارةٍ استحقت

أن تكون رائدةً لثورة أمةٍ

قامت كبركان تفجر فوق أرض الإحتلال

هي شامة هي هامة هي قامة

تاريخها يوحي بذلك من خلال

القادة الأبطال من أبنائها عند النزال

*****

هي للعلوم منارة ً

كالشمس حين يشع منها النور

من بعد الظلام

هي مضرب الأمثال حين تزورها

فهي المليئة بالشهامة والكرامة

بالكهوف وبالمساجد والرجال

هي ساحة مفتوحة للخير

مادامت مآذنها يصيح بها بلال

أما عن الشهداء من أبنائها

فهي التي قد قدمت فلذاتها

أغلى الرجال

وهي التي قد عانقت بصمودها وإبائها

قمم الجبال

وهي التي هزت عروش الفاسدين

بلا جدال

هي \" أرحبٌ \" قد رحبت بالمجد

حين يجيء في أبهى جمال

هي \" أرحب\" قد رسخت فينا مبادئ

ثورة سلمية رغم القتال

هي \"أرحب\" قد أثبتت للعالمين

بأننا شعبٌ أبيٌ لا يزال

******

هي في خضم الثورة الغراء حامية

لثورة شعبٍ كاد يذوب في دوامة الطغيان

هي في سماء المجد كالنجم العظيم

حين يخترق الظلام

هي للكرامة منهل للمجد عنوان

لها التاريخ يصغي باحترام

في أرحب الأطفال حين تسمع صوت قنبلة

تطير إليه لكي ترى تحت الركام

في أرحب المولود

يستنشق عبير الغاز والبارود

مثل المسك حين يرسل من بلاد الشام

في أرحب الشيخ الكبير يقول للأطفال

حين يهزها الصاروخ ما هذا ؟

فيسمع صوت أصغرهم يردد أعذب الألحان

في أرحب الأحرار قد وقفت بوجه الظلم

تصرخ في زئير الأسد ليرحل الطغيان

هي هكذا من سالف الأزمان

هي هكذا مذ جاءها نبأٌ

بأن رسولنا قد خصها برسالة الإيمان

هي هكذا

بشموخها وإباءها

بصمودها وثباتها

كالصخر حين يشده البنيان

قد أرهقت مليون صاروخ وقنبلة

وقد أعيت سلاح الجو حين يمر

كموكبٍ قد جاء من أجل احتفال

قد أُقيم ليفرح الفتيان

وهي التي قد خاضت الحرب الضروس

فسطرت أروع ملاحم أمة

قد سُجلت في أنصع الصفحات في تاريخها الفتان

*********

فــلأرحب الجود الكرام تحية الإجلال والإكبار والإعظام

ولأهلها الأحرار كل الحب والتقدير

من قلب يكاد يطير

في جنباتها شوقاً إلى الأوطان

ونهدي شيخها الضرغام ألف تحية وسلام

نقلده وسام العز للشجعان

ولها التحية مرة أخرى وثالثةً ورابعةً

ومن كل القلوب لها جزيل الشكر والعرفان

ولكل شبر من أراضيها

وذرة رمل في مآقيها

ولكل من قد جاءها ضيفاً

ولكل قطرة دمٍ سال فوق ترابها

كالمسك حين يعطِر الأكوان

لكل رجالها ونسائها

وشيوخها وشبابها

ولكل من فيها

تحية ثورة الأحرار زاهية

تعانقها سما أرحب فتعلنها مدوية

بأن النصر قد لاحت بشائره

وقد ولى زمان الظلم والطغيان


في السبت 24 مارس - آذار 2012 04:00:44 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=14728