القاعدة (اقتلوا المسلمين في جزيرة العرب) حوار مع صديقي القاعدي (1)
كاتب/مهدي الهجر
كاتب/مهدي الهجر

تمنيت لو قُلت أخي القاعدي على تصور أن الإخوة في ظلال الاسلام هي الاقوى وشيجة والأشد رابط والاوثق عروة والتي تُعد من اعظم النعم التي امتن الله بها علينا يوم كُنا اعداء فالف بين قلوبنا بعد وحشة وتوحش أكلنا فيها بعضنا ، ثم أصبحنا بنعمته إخوانا ..

بهذه الآصرة الأقوى من آصرة اللحم والدم ، إمتزجت روح المسلم بروح المسلم ، فاصبح الايثار سلوك المسلم تجاه أخيه ، والقلوب تسيل شفقة ، والتضحية والفداء ، ولا يسلمه ، ولا يخذله ،وسبابه فسق ، وقتاله كفر ، ولا يهجره فوق ثلاث ، ويحب له ما يحب لنفسه ، ودمه وماله وعرضه عليه حرام .حتى السخرية والغيبة وسوء الظن في علاقة المسلم بأخيه المسلم حرام ..ووو ..تلك بعض القيم التي تحُرِّك وتحجز سلوك المسلم تجاه أخيه ..

حفظناه نصوصا وحكايات وقصص ، وعشناها نماذج في الذاكرة من تاريخنا ، وعلى الارض في الواقع ونحن بعد في الف باء الاسلام في طور الكتاتيب والتأتاة صبية لم نبلغ الحلم ..

**********

تمنيت لو قلت أخي القاعدي لكنه قطعني هو ابتداء وصادر حقي عليه بعد أن كَفَّرني وأجلسني في موضع الكافر المحارب في دار الحرب .

لم يبق الاّ ...... صديقي القاعدي وكفى ....: عم صباحا ، وطابت أيامك ، وارجو لك الخير في كل لأحوال ، لا ادري كيف أنقل لك دهشتنا والهزة الكبيرة بداخلنا تجاه المعارك المتواصلة التي خضتها هذا الموسم علينا وخصوصا تلك الأشد في دوفس ابين في الأحد الدامي والتي قتلت فيها أكثر من (200) جندي من ابنائنا ، وجرحت ما يقاربهم ، وأسرت العشرات ، واستوليت على الغنائم والعتاد في عملية اعلنت عنها أنها بحجم الذنب ، أي بمثابة المقبلات التي تفتح الشهية كي تتهيأ للملاحم الكبرى والتي اسميتها النهر المتدفق .

وبهذه المناسبة لديك ، والمأساة عندنا ، ونحمد الله على كل حال ..نبلغك : ــ

أنا ومعنا من ابنائنا من قتلتهم في دوفس وغنمتهم في هذا القطر اليمني مسلمون نجدد إيماننا الف مرة كل يوم بالشهادتين في تضرع وخشوع ، وخشية ورجاء ، والمن والفضل لله .

 وأنا نحمل الولاء لكل مسلم ما في الغرب او الشرق يشهد ويقر بـ لا اله الا الله ، محمد رسول الله ، نواليه بالمقدار الذي يقترب او يبتعد من الاسلام ، فإن جاء في عبادته ببدعة أو ما يشبها كالإثناعشرية أو المخلطين غيرهم أشفقنا عليهم ونصحناهم وربما هجرناهم بالمقدار الذي خلَّطوا فيه ، لكننا لا نقطعهم ، أو نناجزهم ، أو نُسلمهم ، فما زالت شهادة ان لا اله الا الله محمد رسول الله رابطة بيننا وبينهم ، تعصمهم وتحجزنا بل وتوجب علينا نصرتهم ، وان لا نخذلهم او نسلمهم ، فنحن وهم مسلمون ، أصحاب قبلة واحدة ، وفي أمة محمد صلى الله عليه وسلم .. 

وأنا كنا نبكي حُرقة وندعو بإخلاص وتكرار بأن ينصر الله المجاهدين في افغانستان ، وندعو الله ان يحفظ الشيخ اسامه وان لا يقع اسيرا او يقتله الامريكان رغم اختلافنا معه في بعض القضايا إذ هو عندنا يبقى مجاهدا وإماما في الجهاد له اجره في كلا الحالتين إن اخطأ وإن اصاب .

وأنا المسلمين في اليمن اصابنا الحزن على مقتل الشيخ العولقي رغم الخلاف معه ، ودعونا الله له الجنة والرحمة ..

وكم ذرفت عيوننا وخشعت قلوبنا وازددنا إيمانا ذات مرحلة مع (آيات الرحمن في جهاد الافغان ) حتى ان الكثير من شباب اليمن ورجاله ونسائه كان يحفظ اسماء المجاهدين واسماء قادتهم في افغانستان واسماء الاماكن والجبال من طول ما يقرا أو يسمع لخطب ومحاضرات الشهيد عبدالله عزام ، وما كان اليمنيون يحفظون ويلجون بدعاء عام سوى (اللهم انصر إخواننا المجاهدين في أفغانستان وفي كل مكان ) لكثرة ما كان يكرره الشيوخ في المساجد، وكم بذل اليمنيون وحرائرهم من الاموال دعما للمجاهدين ، لا مَنٌّ هنا ولا فضل الا لله سبحانه ، لكن المقام يقتضي لإثبات اننا مسلمون ليس من اليوم بل كنا في السبق ومشاهدنا تذكر .

وأنا كنا ولازلنا نرجو الخير لإخواننا القاعدة علَّهم يعودوا ونتفق ونتحاور على سماحة الاسلام ورحمته وسعته ... وكنا نقول رغم فجراتهم وغدراتهم وحماقاتهم ..إخواننا بغوا علينا ..

لكن ما حصل أخيرا نزع من قلوبنا كل مقدار من الشفقة والاحساس والمقدار الذي كان من العاطفة تجاههم بعد أن قطعونا هم من عقد اخوة الاسلام ولم يبقوا على شعرة ، ثم استحلوا دماءنا على أنها قربة الى الله يتعبدونه .

**********

صديقي القاعدي فنحن على ما رأيت واسمعتك مسلمون ومن امة محمد ، من اهل السنة والقرآن ، وعقيدتنا طحاوية سلفية ، أهل إيمان وحكمة ، حلقات حلقات في المساجد ، وصفوف صفوف في الصلاة ، من المبكرين مع النداء ، نحب الصحابة و نترضى عليهم ، وندعو بالخير للسلف والخلف والمعاصر .

فكيف يلقى الله قتلتكم لـ ( 200 جندي في دوفس ابين ) وفي غير دوفس ، وهم غرس ونبتة التوحيد ، ومرابطين على الثغور ، لا تعنيهم الخلافات السياسية بقدر ما هم على الواجب ، إن اخطأوا في بعض المسار فعلى ما لُقنوا ، ثم انهم ليسوا مركز قرار إن قلتم انهم اعوان للغرب ، إذ ليسوا بأكثر من موظف يعد الايام لاستلام رزقه وإرساله( راتبه ) لامه او ابيه في ظل وضع اقتصادي انت تعلمه .

كما أنه لو صحت فتواكم وتقديركم للحال لصحونا ذات صبيحة يوم أحد آخر وما في أمة محمد سوى أعدادكم . 

**********

اذهلني عزيزي حالكم والحوثيون ... كلكم يلعن امريكا وإسرائيل ويتمنى لهما الموت من اجل الاسلام ثم تقتلونا نحن المسلمين ..

ونحن لا نقرك بالموت للأمريكي والنصراني واليهودي فكلها نفوس يحرم قتلها ولها اعتبارها عند الله الا في مواطن الحرب ، وهذه الاخيرة لها تأصيل اسلامي واسع .

تعلم ان اسامة بن زيد في معركة ما قاتل كافرا محاربا ثم ان هذا الاخير اقر واعلن شهادة التوحيد في لحظته الاخيرة فقتله اسامة وقال انما قالها فرقا من الموت ، فغضب الرسول صلى الله عليه وسلم غضبا شديد ا، وقال أقتلته بعد ان قالها؟ وكررها صلى الله عليه وسلم قائلا بما معناه أفتَّشت في قلبه ؟، وقال له إن حالك كحاله قبل ان يقولها ، اللهم اني ابرا اليك مما فعله اسامه ، فكان بعدها اسامة يقول ليتني لم أسلم الاّ بعد ذلك اليوم .

اليوم ...اتيتك بمعنى الحديث وليس نصه ، ولعلك احفظ له مني ...أما نحن ومن قتلتموهم عزيزي فنحن نكرر شهادة التوحيد باليوم اكثر من الف مرة ، وندعو في صلاتنا ان يعز الله الاسلام وينصر المسلمين وينصر اخواننا المجاهدين وان يسقينا الله الكوثر على يد نبيه وان يحشرنا معه ومع الصديقين والشهداء ...نرفع اشلاء ابنائنا واخواننا الى الله وحده حكم ما بيننا ، ونُخضب وجوهنا بدمائهم ونقول يا رب سل القاعدة وانصار الشريعة على ما قتلونا ...

فإن لم تكونوا أنتم وكانت قاعدة أخرى قد زُرعت بين جنباتكم فبينوا للناس ، أما إن كنتم أنتم فانظروا ما كسبتم في الدنيا وما أنتم لاقوه عند الله يوم القيامة . 

وأذكرك انه من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة

(اللهم انت الحكم وكفى)


في الأحد 11 مارس - آذار 2012 07:07:43 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=14456