ماذا عن "المعاناة"؟!
معاذ الخميسي
معاذ الخميسي

*بالتأكيد أن ما قيل عن جديد قادم أو ما روج لمقولة "أشتدي تنفرجي" وما تردد عن مفردة "حلحلة" وبنت عمها "زحزحة" لما هو حاصل في البلاد والعباد منذ ما يقارب العام أمر يبدو أنه بعيد المنال وكل ما نسمعه أو نشاهده أو نلمسه عبارة عن بالونات سرعان ما يتطاير هواؤها أو مسكنات لا تقضي على الوجع من جذوره بل تتوعدنا بما هو أسوأ في وقت لا نجد من يخبرنا كم هو ثلث ثلاثة المعادلة السياسية والمواجهات الحزبية والخلافات الكيدية والحقدية..ولا من يقول لنا إلى أين سينتهي بنا المشوار..وماذا بإمكاننا أن ننتظر في ظل "لوغاريتمات" ما يحدث فوق وتحت طاولة السياسة والساسة وما هو مرتبط بهما بما يقال عن المبادرات والتسويات على طريقة"جيد يسلم جيد" أو بأسلوب المناورات وعلى شاكلة فتح الصفحات الجديدة واغلاق المجلدات القديمة وانتظار الطرق والأساليب الحديثة لكيفية الوصول إلى مغنم الكرسي بدلا عن المغرم في لحظات التجلي عند أصحاب مشاريع الساعة السليمانية ممن حولوا معيشتنا إلى صراع منافع وقتال مصالح ومصلحتي ومصلحتك أيها المواطن تم إدراجها في أولويات الخطط والبرامج القادمة.

*هكذا حالنا ووضعنا عبارة عن مجموعة من المفارقات وحزمة من الغرائب وخلطة من المقبلات والمهلكات في آن واحد وكوكتيل من الذي نتوقعه ومن الذي لا يخطر على بال .. وسهل جدا أن تختلط الأوراق على أكبر ساسة العالم عندما يجدون الحال من بعضه هنا أو هناك وفي هذا الطرف أو ذاك.. وحين تتجاذبهم أمواج متلاطمة لا يعرفون معها ما حدث وما يحدث وما سيحدث في ظل متناقضات لا نشاهد بعدها إلا عاصفة غبارية تتوعد الجميع ليس مرة بل مرات كثيرة بيوم "جن" حامي الوطيس يستوجب أن نستعيذ الله من شياطين الأنس والجن!

* أنا في ذات نفسي أصارحكم بأني ضربتها أخماساً في أسداس واستخدمت عمليات الضرب والجمع والقسمة لما جرى وما يجري وما سيأتي ووجدت الناتج ملغوماً بحسبة"سير وجي ما بقى لك شيء" ومحاصراً بأطماع سياسية وحزبية بعيدة كل البعد عن همنا وغمنا وتعبنا وأحوالنا وعن رؤية الشباب وأهدافهم في ظل تغييب واضح لمشاركة فاعلة وحضور قوي في صنع القرار ينطلق من حذق تنظيمي يتقن أولوية الدخول في المكسب والخروج من الخسارة وبأي طريقة!

* احسبوا كم مر من العمر وماذا لدى من حملوا الأمانة والمسئولية على أساس أن الناس موعودون بما هو أفضل وأجمل وانظروا إلى كل مشاكلنا هل انتهت أو حلت حتى بعد توقيع المبادرة وإقرار الحصانة ومغادرة الرئيس ..ودعونا في لحظة تجرد نسأل ماذا عن البنزين والديزل والماء والكهرباء والغاز وأسعار المواد الغذائية والأمن والاستقرار والمتاريس والمسلحين والطرق والشوارع المقطوعة والفوضى العارمة في كل مكان واتجاه .. وماذا عن همنا وغمنا .. ومعاناتنا!!

* تنبهوا جيدا.. لم يعد القطاع الخاص وأصحاب المهن الحرة يشكون الإفلاس والبطالة..الجديد أن موظفي الدولة الذين كانوا يستندون إلى مستحقات شهرية هي في الأساس متدنية باتوا اليوم بلا مستحقات وبالكاد يصرف الراتب!!

* مع ذلك وقبل أن يقفز أحد المتبرعين ليقول يا أخي تفاءل .. أؤكد بأني سأظل متفائلاً اليوم وغداً .. بس .. أريد أن أرى القادم الأفضل .. والأجمل .. دون أن تطل مفردات أصبروا وصابروا .. أو أن يأتي من يقول لنا نحن بحاجة إلى عام أو عامين وربما خمسة أعوام إذا لم تكن عشرة.. أو 33 عاما .. امهلونا .. فهذه هي الكارثة.


في السبت 28 يناير-كانون الثاني 2012 05:31:12 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=13481