ماذا أقول لأبن الشهيد إن سألني عن دم أبيه ؟
د. عمرو الشرعبي
د. عمرو الشرعبي

عشرة أشهر عجاف... جاهد شعب اليمن فيها بسلمية كي يتنحى علي بابا عبد الله صالح, عشرة أشهر جائع فيها الفقراء فوق جوعهم, و أزدادوا فقراً, تدمرت البنية التحتية التي لا تكاد تكون موجودة أصلاً, لا كهرباء لا ماء لا وقود و لا حتى هواء!... عشرة أشهر و الشهداء يسقطون في بلد كاد فيه دمهم أن يتساوى مع المياة الجارية, عشرة أشهر كي يتكرم علينا الرئيس بالتنحى,, تنحى و لكن بعد فوات الأوان.. فما كان يرضي الشباب الثائر قبل عشرة أشهر.. لم يعد يرضيهم اليوم بعد أن أستبيح دمهم و عانت حياتهم من الشلل التام! يالله.. قد وقع علي كي ينقذ نفسة.. و ضاعت سليمة الثورة.. ضع دم الشهداء و جهاد الشباب! إن الثورة بطهرها هنا تسلب و كأن اليمن غنيمة يتهافتون عليها.. فالفرصة لا تتكرر في العمر مرتين. هكذا يقولون و يهب من هب ليصعد على أكتاف الشباب ضارباً بأحلامهم و بيمنهم الجديد و دولتهم المدنية عرض الحائط.. قد أمن علي نفسه الأن و ما زال الشعب يقتل! بركاتك يا مبادرة الخليج بركاااااااااتك.. بأي ذنب هذا الشعب يقتل؟! و سيقول الصالح الأن أنا رئيس فخري فقط... و لا يجوز لأحد أن يحمله تبعات المجازر الأن, ثم يتقاسم أهله و قادة المعارضة السلطة.. و الشباب لهم الله بثورتهم السلمية,,, أو يضيع دم الشهداء هكذا؟ من يأخذ حقهم؟ لست أقوى على النظر في أعين أبناء الشهداء خجلاً منهم.. فما عسانا نقول لأبن شهيد يسألنا عن دم أبيه؟! أننا تركنا دماء أبائهم الغالية تضيع!!!

الشعب يريد أسقاط النظام.. الشعب يريد يمناً جديداً.. لا تكرير نظام, و يمناً لا يختلف عن سابقة

المبادرة الخليجية منذ بدأت و هي طوق نجاة لك يا علي.. فما طوق النجاة لنا

يقولون أن صالحاً اذكى البشر في اليمن ! ألأنه يدعي العباطة و نحن نعلم؟ و من يدري..

هذا المراوغ الذي لم يفي بكلمة أو وعد.. هذا السياسي الداهية.. قاتل النساء و الأطفال بيد حرسه و بلاطجته.. و لن أستغرب أبداً اذا قام بحياكة مؤامرة جديدة.. مسرحية أخرى من مسرحياته ليلتف على العالم و يثبت أنه الأصلح لليمن و لا يصلح غيره, و بعدها يعود منتخباً كما أنتخب أخر مرة في 2006.. هو أو خليفته أحمد.. و حتى إن فاز غيره سيحكم هو غصباً عن إرادة الشعب.. سيقول كما قال : \"لا كان و لا سبر و ما دخل القصر غيري.. أدوو الدبابات و الطيارات.. الديمقراطية كانت غلطة\" .. فالإرادة هنا ليست شعبية.. بل صالحية!

يا الله.. يحزنني هذا الخذلان الذي نعيش فيه.. كم أنت داهية يا علي.. و لم أشك أبداً بدهائك و أني أعلم أنك حزين جداً لفراقنا و لكنك تركت فينا ما إن تمسكنا به.. فلن تنجوا بفعلتك أبداً!

*شاعر و كاتب يمني

amralsharabi@hotmail.com


في السبت 26 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 05:19:02 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=12509