أرحب... ما أرحب!!؟
سلطان الذيب
سلطان الذيب

أرحب ما أرحب..؟! أُُسطورة الصمود، وثبات الأُُسود ،وأصول الجدود ،مناقب وصفات إلى حد غير معدود....

في أرحب صمد البشر ،وثبت الشجر، ووقف الحجر، في تحدي منقطع النظير رغم عتاد السفاحين الخطير..

قومٌ على مرِّ السنينَ أعزَّةٌ

يبقونَ ما تبقى الكواكبُ في السما

ورثوا المكارمَ كابرًا عن كابرٍ

والحقُّ يشهدُ بالمناقبِ والورى

في أرحب تمطر السماء قنابل حارقات، وتزفر الأرض قاذفات وراجمات ، ومن بعيد صواريخ ذوي الثمانين الكيلوات ...

في أرحب فتية هم رأس الحربة ، وشوكة للمجرم في حلقه، أمنوا بربهم وأحبوا ثورتهم، فجادوا بمهجهم...

لقد صب المجرمين عليها جام غضبهم ،وأطنان من قنابلاهم وقاذفاتهم، لو صبت على جبال غير أرحب لرأيتها متصدعة منحسرة ...

في أرحب تُقتل النساء الحرائر ويُقتل الأطفال على السرائر، ويُقتل الشيوخ على المنابر، قتل في الليل والنهار، و كل هولاء لم يشبوا النار ولم يكن لهم دخل فيما صار ....

لكنه الظلم والإجرام وعندما يتخلى المرء عن الدين وأخلاق الكرام..

في أرحب برز الأُُسود وتمايزت الحُشود وثبت من كان بالجود مشهود..

عرفنا الشيخ الحنق رجل عصامي ،وعرفنا الناطق باسمهم محمد العرشاني ،وعرفنا ذاك الشجاع القائد الميداني،وغيرهم الأحرار الذين عن عرضهم وبيوتهم ومواقفهم الثورية قدموا أجمل التضحيات والتفاني..

أرحب لها في التاريخ قدم وعراقة ،ولها في الجود والكرم صلة و أصالة، منها خرج الثوار كالزبيري الكرار، ومنها سعيد ابن قيس بطل مغوار، ومنها أبو محمد الحسن بن أحمد الهمداني صاحب الاكليل والنسب الأصيل، ومنها الشيخ الجليل والعلم الأصيل عبد المجيد الزنداني أول من بحث الإعجاز في القران ..

أرحب في بداية أمرها نشطت سلمية بافواهها ،وصام سلاحها وتحركة رجالها ونامت في خيامها خالية من أي سلاح، لكن المجرم لم يرق له ذلك ولم يصبر على سلم اولائك ..فجن جنونه وخرج خبث ضميره ومكنونه فقصهم بالقذائف والقنابل ،وجعل عليهم النار كالوبل الماطر ...

فتمادى المجرمون وقصفوا البيوت والمزارع والعيون، عند ذلك قالوا السلم مع الخؤون ضرب من الجنون فلابد من حمل السلاح المكنون لندافع عن العرض المصون وفي سبيله حي هلا بالمنون ...

قومٌ مُهابوا الجانبِ الأسمى وهُمْ

بالمجدِ قد ملكوا المحامدَ والنَّدى

كم من عدوٍّ قد تركنا صدرَهُ

يغلي كأنَّ به الحرائقَ والرّّدى

مَنْ ذاكَ لمْ يعرفْهُمُ؟ أو مَنْ ترى

جهِلَ البطولةَ والمفاخرَ والعُلى؟

في أرحب سوق التضحيات قائم وفيه رجال يبيعون ويشترون بأغلى الثمن لا بالدراهم ..في حين البعض يبيع ضميره ويشتري عاره وإن كان من أصحاب العمائم..

ولسان حالهم نعم قتل الأطفال ورمل النساء وخرب الدور وأكلت جثثننا النسور لكننا لن نستلم ولا نبور ...هيهات هيهات منا الذلة وإن كنا قلة إلا أننا نؤمن بالنصر والغلبة...

شكلت أرحب للثورة رافد، وقدمت في سبيل ذلك العديد من الشهداء الأماجد ،ولا ينكر فضلها إلا كل جاحد وحاقد ،فلها الشكر والثناء على ما بذلته من التضحيات والعنا...

أرحب ستبقى شامخة بشموخ رجالها الذين لا يقلون شموخا عن جبالها، وستبقى شاهدة على أنه كان هناك حاكم سفاح للموبقات أباح لكننا قهرناه وراح رغم تضحياتنا بالأرواح....

وإنها لثورة حتى النصر، ويخرج السفاح من القصر، وستنجح ثورتنا كما نجحت في تونس ومصر ...والله الغالب فله سبحانه جزيل المحامد.....


في الخميس 24 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 06:28:15 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=12482