يا صالح ... أبداً أبداً لن نسامح
فاطمة واصل
فاطمة واصل

تستظل اليمن اليوم بالنيران وتسترخي على أصوات الدبابات والمدافع ونواح النساء...... تدخل اليمن شهرها العاشر منذ طالبت برحيل النظام وحينها تعذر صالح بأن اليمن ليست مصر أو تونس وكان يعني ما يقول بحجة أن اليمن بلد قبلي مسلح. سياسة صالح الدموية كانت مؤجلة حتى حين........ لتكون مبررة بعدها .

اعتلي صالح السلطة في 17/يوليو/1978 ورسم للعالم أجمع شجاعة مأثورة بأنه الرجل الذي خاطر بحياته ليحكم دولة اغتيل اثنين من حكامها قبله فكانت جرأة غير مسبوقة وكانت تضحية يحسد عليها حتى يسوس دولته التي أرفدها بالجهل والظلام والأمراض بحجة أنه يمضي بالبلد الى بر التقدم والإزدهار. هذه السياسة العقيمة والتي مورس فيها التلقين والخطابات الممزوجة بالسم والعسل معا كانت سياسة كل مؤسسة حكومية وعسكرية .... أغلب الجهات الحكومية في اليمن كانت تدار بنفس طريقة صالح لقد جعل له خليفة في كل دار يتفنن في الخطاب ويمارس النصب والاحتيال أيضا على الطريقة الصالحية.

علي صالح بعد مضي كل هذه السنون لا زال مصدقا بأن مسلسله الطويل الذي خطه بمؤامرات ذكية انطلت على العامة والخاصة على السواء ناجحا، هذه الثورة والتي كثيرون من يحاولون الانقاص وقدرها وتسميتها انقلابا أو قبلية متخلفة او غيره ولدت في كل اليمنيين داخل اليمن وخارجها قناعة قوية بأن لا تراجع أبدا ...لأن الهدف هو الخلاص .. الهدف هو اليمن الحر ... الهدف هو دولة مدنية حديثة لا طبقية ولا أزلام ولا انساب... دولة يحكمها النظام والقانون وليس نسيب الفندم ولا ابن عمه.

 اليمنيون في المهجر اجتمعوا على صوت واحد أمام مبنى الامم المتحدة في نيويورك الاسبوع الماضي هاتفين بسقوط على عبدالله صالح ويؤازرهم اخوتنا في سوريا الذين ما انفكوا يهتفون للحرية والسلام بمشاركة توكل والشباب الثائر الرائع ونساء اليمن اللاتي نبذن الخوف والمالوف وقلن مرحى لليمن الحديث فما هي إلا أيام وسيسقط صالح. رددوا ورددنا "صامد انا في ثورتي صامد وعزمي من حديد عهداً على درب الشهيد حتى أحقق ما اريد". كان الصوت مجلجلا ولو كنا قلة، جمعنا حب الثورة وحب اليمن وحب الأصدقاء وحب الأهل وكرهنا لصالح الذي أجمعنا على تسميته بالمجرم وما أرق التسمية مقارنة بالفعل.

نحن في اليمن أو في امريكا في مصر أو بريطانيا في العالم العربي أجمع أو اوروبا تجاوزنا سخافات الوعود وظللنا بغمام الثورة التي امتدت حتى اقاصي المعمورة .... نبني دولتنا الحديثة رغم دباباتك وقناصاتك ومدافعك والاعيبك التي فعلا لا تصيبنا إلا" بالقيء" وليعذرني القارئ الكريم.

لم يكذب أمل دنقل أبدا حين قال "لا تصالح .... أترى حين أفقأ عينيك وأركب جوهرتين مكانهما هل ترى".... وانت ياصالح ما ركبت جوهرتين ولا حتى عمامتيين أصبتنا بالعمى والمرض والجهل والفقر واخيرا تريد استيطان الانسان بالدم والقوة ... فلا بقاء لك ولا هتاف لك إلا بمحاكمة عادلة، ومصير القذافي الشنيع ولو اختلفنا على الطريقة ولم نتفق على مذهب القتل فهو مذهب رحيم لكل طاغية ولن تكون إلا خلف قضبان تشهد على كل جرائمك ما خفي منها وما ظهر.

السياسات المتهاوية التي ترسمها وتلونها والهدن التي تعقدها لتخرقها بعد ذلك لتماطل العالم بها وتسويف الأحداث وآخرها سفر النائب عبدربه منصور هادي الذي فاجأ الكثيرين حتى يخلو لك الجو وتتفنن في اختلاق الأعذار الجوفاء ما عادت تنطلي وما عادت تجدي...

خلق اليمني حرا وسيظل حرا وسيشهد العالم أجمع بشجاعته وصلابته وحبه للوطن رغم جسده النحيل وانعدام الاضواء واستطالة الطرق وتعرجها سيتحرر اليمني من هذا القيد الذي لا فكاك منه إلا بالثورة..... فامضوا ايها الثوار في طريقكم فلا نجاح للثورة إلا بكم فانتم حلم يسير على قدم ووطن يعشوشب بالصبر وروح تستأبي الوجل.

بلا طعام أنتم سائرون ... بلا كهرباء أنتم سائرون..... وبلا رداء أيضا أنتم سائرون فلا كلل ولا ملل... إنها اليمن السعيد تنتظركم لتخلع جلباب التعاسة وتسكن ضياء الحب في اعينكم.... فأنعم بها ثورة تطول لتطول الاعمار فيها وتستمر لترويها مآقينا.... ساحاتكم هو الموطن وصدقكم هو السلاح فليعبث بالدبابات والقناصات والأسلحة.... ستشهد عليه وستشهدون عليه وستبقون أنتم وستنتصر اليمن. 


في الأحد 30 أكتوبر-تشرين الأول 2011 06:57:25 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=12139