دلالات ثورية
عبد القوي الكحيلي
عبد القوي الكحيلي

قبل زمن كنا نتحدث عن فلسطين عن شهداء الأقصى الذين يقتلونهم اليهود وعن جرح غزة الذي لا يزال جرح في قلب كل عربي أبي، أما الآن دارة الأيام لنتحدث عن جرائم أبشع من تلك الجرائم ومجازر أكبر من تلك المجازر، والجرح الأكبر هو الفارق بين هذا وذاك, ففي فلسطين اليهود يقتلون المسلمين أما في هذه الأيام المسلمين يقتلون المسلمين، فيا للعجب كيف للحكام أن يستخدموا قلوب اليهود لقتل شعوبهم!.

بعد انطلاق طائر الثورة وحلق في سماء الربيع العربي لا يمكن أن يظن إنسان أنه سيعود ذلك الطير إلى القفص الذي عانا منه كثيراً من كبتٍ وجوعٍ واستعباد عندما أراد الحرية عندما رفض الخوف والذل والاستكانة عندما قالها الشعب وبكل عزيمة وإصرار وثبات (الشعب يريد إسقاط النظام) أستجاب لهم القدر وهدم أركان وأعمدة الأنظمة الفاسدة الذي تسعى إلا استعباد الناس.

وبالرغم من أن هناك ثورات ما زالت في طريقها تواصل المشوار ولم تصل إلى هدفها الأخير إلا أنها ما زالت تسير وقد اقتربت من النهاية ولم يكن بينها وبين هدفها إلا عدة خطوات تخطوها، وتأخيرها إنما ليجنوا الثمرة بعد نضوجها وهذا بالنسبة للثورة أما بالنسبة لأركان الفساد فهي كلما تأخرة كلما ازدادت بطشا لهم , فمثلاً ثورة تونس حُقق نجاح الثورة بهروب بن علي, وبعدها نجحت ثورة مصر المباركة وأودت بزعيمها مبارك إلا السجن وهو أمر من الهروب,أما ثورة ليبيا التي راح ضحيتها الكثير من الشهداء كانت نهاية الطاغية الملقب بــ (ملك من ملوك إفريقيا) أشد وأمر, وبقدر الضحايا يكون العقاب .. لا إله إلا الله. قال تعالى ( قُلِ اْللهُمَّ مَىلِكَ المُلْكِ تُؤتِيْ اْلمُلْكَ مَنْ تَشَآءُ وَتَنْزِعُ الُملْكَ مِمَّنْ تَشَآءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَآءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَآءٌ بِيَدِكَ اْلخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْرٌ ۝ ) سورة آل عمران آية رقم 26

أين الذي كان يظن أنه باقي وأنه منتصر صار يختبئ في مجرى الصرف الصحي – صار يتوسل إلى الثوار الأحرار- ويقول حرام !! أمن نهجك ودينك وعقيدتك أن من حرام قتلك ومن الحلال قتلكم لما يقارب أربعون ألفاً من شعبك ؟!! خذ نصيبك من الثورة – من البركان – الذي لا يرحم أحداً هذه نهاية الفساد- التسلط – الدكتاتورية – العبودية –الاستخفاف...الخ.

أما ثورتي اليمن وسوريا فهما في طريقيهما ليتبين لنا بعد ذلك مصير بقية أركان الفساد والتسلط

ففي ثورة سوريا ونظامها الذي لم يرحمهم، لا يهم كم سيحصد من الارواح أو لماذا يقتلهم إنما همه كسر ثورتهم, فبعيداً ما تنظر يا بشار ولن تحقق ما تراه إنما أنت تصنع مصيرك والأيام تدور فأنت كنت تحكم الشعب فقد دارة الأيام ليحكمك شعبك ويحاكمك ويحدد مصيرك ولا تراهن فأيامك معدودات.

أما ثورة اليمن فبلا حديث عنها, هي من أسكتت الجميع وجعلت حكمتها وسلميتها كي تحدث الناس, لقد دُونة في التاريخ أنها ثورة عظيمة أرادت أن تحسم أمرها وتصل إلا هدفها بالسلم, تركت السلاح والتحزب في البيوت وخرجة لتحقق الهدف المشرف لها (السلمية) فتحقق لتصل إلى هدف أعلى وأعظم , والله معهم وسينصرهم.

أرعبتم العالم أيها الثائرون بتضحياتكم من أجل السلمية وصبركم على دمائكم التي سالة, فهنيئاً لكم النصر والنصر قريب بإذن الله.

ما أجمل شعاراتكم أيها الثائرون ما أجمل كلماتكم التي ترددوها ما أجمل ثورتكم وأنتم ترددوا

إذا الشـــعب يوماً أراد الحياة * فلا بد أن يستجيب القـدر

وها أنا أشارككم وأنشد وأغني معكم قائلاً:

إذا نحـن يوماً أردنا حيـاتاً * فلا بد أن نبقى معتصمـين

نصيـح وتعـلُو هتــافاتنـا * بصبر ليسمعنا العالمـين

نصيح ويعلو صـدا صـوتنا * نهز الدنا بصوت الغاضبـــين

ونسحـــر الآفاق من حـولنا * بأُصول الشريعة مستمسكــين

سنصـــبر حتى تضــيء الـدنا * بشمس الـفـلاح ونصـر مبــين

نردد شـعارات رحيل النظـــام * لنحـيا بعـــزٍ متجمـهرين

ودم الشهـيد لنا عـزتاً * ليحـيا بعـزٍ مع باقي السنـين

وسنبـقى هنا وفـاءٌ لـهم * فإما نصــرنا أو مستشـهدين

سنكـــسر كل قـيود الفسـاد* سنبني يمـننا بلا مفسـدين

فهيا ارحلـوا يا بقايا الفسـاد * فقد جـاء دورٌ للصـالحين

ورسالتي لفخامة الفساد علي عبدالله صالح أن الشعب اليمني ثار والشعب اليمني أنت تعرفه جيداً ولن تستطيع قهره, فهو يحرقك ويحرق أتباعك بسلميته, لا تظن أنه سيخاف من الصواريخ والطائرات والمدافع والدبابات والرصاص أو تخيفه بالحرب الأهلية فكلها خيارات أنت الخسران فيها والشعب قريبا سيحسم ثورته وستنتهي كل الفرص التي تفكر بها.

أما حزبك فقد أنتهى وفقد مصداقيته وخرج الشرفاء منه بعدما تبين لهم الهدف الذي يسعى الحزب لتحقيقه وهذا خيانة للوطن وقد عرف الناس مدى الإستخفاف الذي يصدر من قادات الحزب ولا تصدق من يقودوا حزبك عندما يقولوا بأنك الصادق الأمين أو أن يقول نائب وزير الإعلام أنك ستخرج من السلطة خروج العظماء!!! خذ العبرة من معلمك ومدرسك القذافي الذي ترونه شهيدا في قاموسكم كيف خرج من السلطة, والعظماء لا يتركون الناس تلعنهم بسبب أعمالهم القبيحة والدموية الذي لا يرضاها لا مذهب ولا دين, فنصحي لك يا فخامة الفساد ألا تقف على كرسي أشعلت النيران من تحته, إذا خرج الشعب فدعه ليبني مستقبله وارحل قبل ما تفوتك الفرصة, فقد أنتهى دورك وجاء دورٌ للصالحين ليقودوا الربيع العربي

أواه أواه يا زعماء العرب كيف بنيتم مصيركم؟ كيف سمحتم للتاريخ أن يسجلكم في أسوء صفحاته, فلا تتعجبون إنما هي أعمالكم عاقبكم الله بها في الدنيا قبل الآخرة ففعلوا ما تشاؤون فنهايتكم قريبة.

أختم مقالي بشكري الجزيل للمواقع التي تنشر الحقيقة ليقرأها الناس, وكما أشكر إخوتنا المغتربين الذين يبذلون جهودهم من أجل الثورة في مواقع الأخبار وموقع الفيس بوك وغيرها من المواقع التي تستقبل جهودهم, ورسالتي لهم أن يواصلوا المسيرة ولا ييأسوا فالنصر آت وسيكون لهم جزءٌ كبير من إنجاح الثورة.


في الجمعة 28 أكتوبر-تشرين الأول 2011 07:45:29 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=12106