كفى اذلالاً لهذا التجمع اليمني للإصلاح
د.عبدالمنعم الشيباني
د.عبدالمنعم الشيباني

ايبجراف:

" ...كفى اذلالاً لهذا التجمع اليمني للإصلاح..."

* محمد عبد الله اليدومي

***

البداية.. اشكر -من صميم القلب- كل من شارك في التعليقات المفيدة والقيمة من قبل المشاركين الكرام الطيبين من المتعلمين المثقفين ومن الاصلاحيين القياديين او الانصار الموالين على مقالتي السابقة بعنوان:( التجمع اليمني للإصلاح على ابواب الانتحار الجماعي).. اشكر المعلقين والقراء والقارئات -من غير استثناء- على مشاركتهم بأسلوبٍ حصيفٍ وذوقٍ لطيفٍ وفكرٍ نظيف وحسّ ٍ رهيف عكس وعياً تنظيمياً حقيقياً وادباً تربوياً رفيعاًً ومقاماَ اصلاحياً متسامياً، غير اني احيي الناشط الشاب الثائر القيادي في ساحة التغيير (عبد السلام الدالي) الذي اثبت انه حقاً وصدقاً يفهم في التنظيم ويعيش التنظيم ويدرك -كعضوٍ ملتزم وواعٍ- المخاطر التي تحدق بالتجمع اليمني للإصلاح خاصةً وبالثورة والثوار بشكل اخص ان لم يتم الحسم العاجل الذي يشفي الصدور.. ربما اوحى تعليق (الدالي) اليَّ انه بالإصلاح ولكن بوعي واستقلالية قيادية فذة.

انها الثورة التي خُذلتْ وسيطر عليها من يدَّعون- بالولاية والوصاية والخطاب المتعالي باسم الحكمة والعين البصيرة- انهم اعلم وافهم واحذق واعرف واحسن واكرم وافقه من غيرهم وانهم احكم من الحكيم لقمان ومن الفيلسوف سقراط وافلاطون و ديكارت وطاغور ومن الشباب الثوار كلهم، كأن لسان حالهم يقول: (الثورة حقنا ونحن اعرف واخبر بها) وانهم (اي الاولياء الاوصياء) على الثوار والثورة (احن واشفق) من غيرهم وان المنتقدين لهم- وان كانوا من قلب الإصلاح- ليسوا الا (مندسون او واهمون او منظرون بالكلام او بضاعة انترنت او مرجفون او مهرجون او منافقون او ناعقون كشفتهم الثورة على حقيقتهم وسقطوا من اول وهلة) "فالثورة حقنا وهذا لسان حالنا، نحن نفهم وغيرنا لايفهم ومن كانت يده في الماء فليسكت وليصمت وليكفِ الخلق شره ونقده..".. خطاب قيادات التجمع اليمني اليوم في ظل الثورة.

يأتي موضوع مقالتي السابقة آنفة الذكر على طريق (التربية الوقائية) وعلى شاكلة (اشواك على الطريق).. صدمني ان الجيل الجديد من المنتسبين الى الإصلاح-ليس كلهم- مغيبٌ عن التنظيم والانتظام في العمل والنشاط التنظيمي والتثقيف الفكري ومغيبٌ عن المنهج التربوي بشقيه النظري والعملي بالإضافة الى بروز علل واوبئة وامراض اشد فتكاً من وباء (الكوليرا) تهدد التنظيم كوجود، حذر منها منظروا التربية والتنظيم من رموز الفكر الدعوي والحركي ومن القادة العاملين في الميدان على مستوى الحركة الاسلامية قاطبة والدعوة الجميلة ومنهم ابو الحسن بن علي الندوي وفتحي يكن وعادل الشويح وعبد الله ناصح علوان ومحمد احمد الراشد وصادق امين وزياد ابوغنيمة واحمد نوفل وسعيد حوَّّى ومحمد محمود الصواف وعبد الحميد البلالي واحمد القطان وطارق السويدان ونبيل العوضي ومحمد الشنقيطي ورشيد بكار وغيرهم، وكذا الرسائل الكلاسيكية الاخوانية والادبيات المعروفة، ولستُ هنا لاستعرض او ازايد على احد من اعضاء التنظيم ان كان حقاً هناك اعضاء يقرأون المنهج المقرر عليهم ويهضمونه ويناقشونه ويطبقونه في ميدان التوسع والكسب الجديد للصف.

العلل التربوية والفكرية اليوم تهدد الصف الاصلاحي كتنظيم ومن ذلك ظهور اعراض التسلق والانانية والدنيوية وتغليب الذاتية على مقاصد العمل الدعوي وكذا الـا مبالاة والفتور الحزبي وقلة الحماسة للكسب وقلة التضحية من اجل العمل الدعوي وكذا ظهور اعراض مرضية من قبيل غياب روح الاخوَّة-وهي عماد التنظيم- وكذا ظهور اعراض دنيوية من مثل " عبد القطيفة وعبد الوظيفة وعبد الاثاث والسجَّاد والدينار"—عللٍ تفتك بروح التنظيم وتصيب تماسكه في مقتل.

ان التربية الوقائية تلزمنا ان نناقش المخاطر التي تحدق بالتجمع اليمني للإصلاح كتنظيم قائد اولاً ثم كـرأس حربة في الثورة الآن حيث يُستهدف الاصلاح كتنظيم في افراده وقياداته ومقراته وبنيته المادية والبشرية بل سيتم-ان لم تنجح الثورة بإسقاط كامل للعائلة- تصفية الإصلاح كوجود بل سوف يُقيَّد الإصلاح وسوف يُكبًّل بأغلال كثيرة على طريق محوه ومصادرة وجوده.

"شبيحة النظام وبلاطجته" المسلحون يترصدون الثوار في كل مكان بالقنص ويترصدون افراد الإصلاح ايضاً بالقتل والنهب كهدف استراتيجي محدد ومقصود ومنظًّم لايحيدون عنه لأن علي عبد الله صالح اقسم غير مرة انه سيرمي المعارضة في العراء وانه سيطفئ شمس الإصلاح وسيقذف بالإصلاحيين الى البحر- تهديدات ينبغي اخذها مأخذ الجد من غير تهوينٍ او تهويل.

انها الفرصة التاريخية للإصلاح ليتقدم الصفوف في مسيرة الزحف المقدَّس قبل ان يُزحف عليه في كل قرية وعزلة –كماهدد بذلك علي عبد الله صالح -على الملأ- وكمايروي الاهالي الآن في المديريات والعُزل والقرى، تعرضهم للتخويف والاذى والتهديد والإقصاء والشتيمة حيث نال كوادر الإصلاح الحظ الاوفر من هذا الاذى.

  كفى افراطاً بالثقة -كمافعلت الأرنب مع السُّلحفة- بل كفى اذلالاً لهذا التجمع اليمني للإصلاح حيث تهان السيدة الشابة توكل كرمان ويُنزع منها جوازها ويتم تهديدها بالترحيل النهائي من اليمن.

  كفى اذلـالـاً لهذا الإصلاح العظيم (او الذي كان عظيماً) يُهان قادته ومشائخه وشبابه ويُنهب افراده ويُذل انصاره ويُقصى كوادره--كل ذلك بسبب تقاعس عجيب وشك مريب من قبل "قيادات" راحت " تتفلسف" باسم التفاوض والتحاور، تجري وراء مخططات سفير امريكي يملي عليها فتصدقه ويأمرها فتطيع، ولم تتنبه " تلك القيادات" لما يتعرض له انصار التجمع اولـاً من اذىً وتنكيل، ثم شتائم واهانات للحرائر واغلبهن من ناشطات التجمع اليمني.. سيقولون لك (نحن منك ارحم ومنك احن واشفق واعلم وافهم... الى آخره..).

  اين التربية الوقائية يا تجمعنا العظيم وسط هذا التكالب العجيب على مبادرة السعودية التي رفضها النظام واهانها وداس عليها ؟ ام تحسبون الناس ستبقى معكم الى الابد وهي تنزف من قسوة الـاهانة والعنف والاذى؟!!.. انه افراط ثقة الارنب التي سبقتها السلحفة بعد ذلك، وانه الثقة الزائدة حيث ستصحو قيادات الاصلاح يوماً على نتائج وخيمة وعواقب جسيمة تهدد وجود التنظيم.

لن اتحدث عن تآكل شعبية احزاب اللقاء المشترك-ومعهم الاصلاح- بسبب (الخيبة) التي وقعوا فيها جراء تسيسهم الذليل والمرتهن لـأعداء وغرماء اليمن التاريخيين- والمشترك الآن تعصف به الانشقاقات- ولكني اتحدث عن خطر امني ووقائي يتهدد التجمع اليمني للـإصلاح-حزبنا الاعظم- في عقر داره ودار كل اصلاحي وكل مناصر للإصلاح او متعاطف معه لـأن (كتائب القذافي) تزحف اليوم على مقرات الإصلاح زحفاً، تنهبها، تدمرها، وتزحف على قواعد الـإصلاح اغتيالـاَ وتصفيةً وخطفاً وتعذيباً في (سجون ابي غُريب) وتزحف على فتيات ونساء التنظيم قذفاً واهانةً.. كفى اذلـالـاَ لهذا التجمع اليمني للإصلاح وكفى تهاوناً وكفى ثقة مفرطةً خسَّرت الإصلاح شعبيته والمتعاطفين معه وكفى ادعاءً للحكمة ياقياداتنا الربانية الملهمة.!

كفى اذلـالـاَ لهذا التجمع اليمني للإصلاح فالـإرهاب السلطوي العائلي قد طال كل بيت ودار واليوم يقبع آلاف من شباب الثورة- واغلبهم من التجمع- في سجون وحشية "صهيونية" لايطيق عذاباتها بشر.. ام ستقولون (نحن بهم ارحم منكَ واشفق.. فلتصمت يا مرجف ... الى آخره..... الخ)!

  ان التسيُّس الزائد وادعاء الحكمة والفراسة والتوازن والفهم والتعقل وحساب الحسابات القريبة والبعيدة- فيما يتعلق بعرقلة قرار الزحف المقدَّس- سوف يضر بمستقبل الإصلاح ووجوده ككيان تنظيمي، هذا التنظيم الذي كان في يومٍ من الايام رائداً.

  يقولون في عالم كرة القدم ان لم تسجِّل في مرمى الخصم سوف يُسجَّل عليك.. واليوم سُجِّل في مرمى الإصلاح مئات الاهداف وتجرع الـإصلاح مئات الهزائم ولم يسجل هدفاً واحداً لأنه ببساطة زاهدٌ في التسجيل.

  كفى اذلالاً لهذا التجمع اليمني للإصلاح الذي خسر الدوري واستاء منه الجمهور وخسر سمعته بين المشجعين واصبح (مخبقة الفِرق)-كما يقول المشجعون الرياضيون لكرة القدم.

كفى اذلالاً لهذا التجمع اليمني للإصلاح الذي يُهزم في كل يوم على ارضه وبين جمهوره، تمزقت شباكه من اهداف الخصم وصار في مؤخرة اندية الدوري بعد ان كان يحتل الصدارة واليوم هو مهدد بالهبوط الى الدرجة الثالثة ولن تقوم له قائمة بعد اليوم ان هبط.

كفى اذلالاً لهذا التجمع اليمني للإصلاح، يصالح العدو ويتفاوض معه بالسر والعلن ويفرش الورود والبُسُط الحمراء والخضراء لقاتل شباب الثورة والإصلاح و لـخاطف (اربعة آلاف وخمسمائة) من شباب ورموز الثورة مغيبون في سجون الذل والمهانة والتعذيب والاعتداء على كرامة الانسان..!!

كفى اذلالاً لهذا التجمع اليمني للإصلاح !!

ibnzeidoon@hotmail.com

 
في الخميس 13 أكتوبر-تشرين الأول 2011 07:26:24 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=11954