لكِ في زمن الأحزان.. ترانيم عاشق
الحسن الجلال
الحسن الجلال

كان لقاؤنا قدرًا وليس في وسعنا الهروب من أقدارنا.. كتب لكِ أن تحتويني وكتب لي أن أكون جزءًا منكِ.. ليس حباً ما بيننا ليس عشقا إنه ارتباط يفوق الحب والعشق ويتجاوزهما معاً.. إنه تداخل لوجودنا وامتزاج لمصيرنا.. بكِ أكون وأنا جزء من استمرارك.. لم يكن لقاؤنا على موعد.. تفاجأت بكِ كمطر هامل بعد ساعات الأصيل الجارفة, وتفاجآتي بي كسراب استحال حقيقة.. كتبت علينا أقدارنا أن يفاجئ كل من الآخر.. فيغير التقائي الفجائي بكِ مسرى حياتي ويجدد التفاؤل الفجائي بي ديمومة وجودك.. روحي أنت وأنا بعض من نبضك.. حياتي أنتِ وأنا زاوية على زواياك.. تملكين علي حواسي فأطل مشدوداً إليكِ, كوتر مشدود إلى العود. أتأمل وجودك المتنامي وأنا مسحور بك ومع الأيام يتملكني سحركِ وأكثر وأكثر وأنتِ من زهور التنامي تزدادين جمالاً وتألقاً فينساب الخوف إليّ.. أخاف عليكِ وأنا أرى من حولك أعين الطامعين والناقمين والساخطين وهي تقدح شرراً برغبات التملك والإخفاء.. أخاف عليكِ وأنا أرى وجودك المتنامي يقتحم عوالم جديدة غامضة ومليئة بشباك الصيد وأحراش التيه.. أخاف عليكِ وأنا أعلم أن الوقت بمروره السرمدي يحاول أن يترك بصماته على ملامحك.. ويسارع بعنفوانك إلى الشيخوخة في محطات انتظار (غودو).

بللتك الأمطار وتجاذبتك الأهواء وأخذكِ التمسك بنشوة نصر زائف إلى أبواب القصابين أو ثكنات الرصاص وألقى عليك أشباح الأمس, أرديتهم والصقوا عليكِ عناوينهم, من يحمي الآخر يا زهرة زمن الأحزان ...؟!

من وضع على قدميك قيوداً حاصرك بدفاع زائف.. أقسم أن يحميك وهو الخائف..!

يا زهرة لوزٍ في نيسان.. ويا من ولدت من رحم الأحزان, انتظرك في صمتي الخائف.. أقسم أن وجودك أبقى.. أقسم وأنا أعلم أني والصمت أجازف.. لهذا لن أصمت بعد اليوم, لن أسمع لذئاب الليل أن تغفوا في أحضانكِ لن أسمح أن تحملك احلام اليقظة لتلقيك في بحر النسيان, لن يسلبني أحد أنتِ, فأنتِ مصيري ومصير ملايين العشاق.. يا من جئت بلا ميعاد.. قدري أنتِ ولن أسلمك إلى الصلبان.

***

لك أحيا اشتياقاً لغد أجمل.. بك أكون لبنةً في بناء, سنماري شموخ عظمة وتألق, كل الدروب توصلني إليكِ وكل الدروب تمتد منكِ كأنك الكون اختصاراً واختزالاً واشراقاً وخلوداً.. أتجدد فيك كما تجدد كل صباح امواج البحر أحاول اخفاء ملامحك عن ملامحي فيقرؤك الناس في عيني ويرصدونك في خطواتي امتلاء بك الى حد الانبعاث وانت في اعماقي ترسمين درباً جديداً للحياة.. معك تعلمت ان المستحيل وهم والصعب حين نشاء يغدو اسهل من شربة ماء في جو ماطر.

انتمي اليكِ كما تنتمي العصافير الى اعشابها, واهاجر اليك كما تهاجر اسراب الاوز الى منابع الدفء.. انتِ وطني الذي ارسمه بيدي وملامحه التي اشكلها كيف اشاء وفي كل لوحاتي وكل اشكالي لا ارى سواكِ.. بل ينتشي وجودي وأتألق نوراً في صفحات النسيان بل تبعث إنسانيتي من تحت رماد العمر الماضي.. أدرك أني الآن أكون وبدوني سيكون القادم مجتزءاً مبتور الأعضاء وبدونك لاشيء أنا.. ملقيًا فوق رصيف الحلم كالقدح المكسور..


في الإثنين 08 أغسطس-آب 2011 10:43:55 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=11264