رعب يوم الجمعة
هناء ذيبان
هناء ذيبان

لأن يوم الجمعة أصبحت من أبغض أيام الأسبوع للرؤساء العرب, فأنه لا مخرج لهم من هذه الحالة المزرية إلا بالدعوة لاجتماع مشترك بين مجمع اللغة العربية والمجمع الفقهي ليقوما بالآتي:

إلغاء الكلمات مثل كلمة (اعتصام، تحرير، تغيير، ساحة... وما شاكلها) من جميع قواميس اللغة.

إصدار فتوى بارتداد الذين حرفوا الركن الأول من أركان الإسلام وهو الشهادة (لا إله إلا الله، محمد رسول الله) والتي أصبحت (لا إله إلا الله, والشهيد حبيب الله) ومطلوب من الفقهاء أن يجيبوا على سؤال الرؤساء: أليس هذا التحريف وحده بكافٍ لإطلاق النار عليهم, وقمعهم وذبحهم من أجل إكثار عدد أحباب الله؟!

إصدار فتوى بإلغاء يوم الجمعة من أيام الأسبوع، فقد خالطتها البدع والمحدثات, فيوماً تكون جمعة الزحف, ويوماً تكون جمعة الصمود, ويوماً تكون جمعة الغضب, ويوماً تكون جمعة الرحيل، فلم تعُد الجمعة جمعة خالصة.

تحريم الخروج على الحاكم لأنه تهلكة للنفس, وحفظ النفس من المقاصد الستة العليا للشريعة الإسلامية، فلا يجوز أن يُعِّرض المواطنون أنفسهم لدبابات ومدافع ورشاشات الحكام, الذين تجاوزوا الغازات الكريهة المنبعثة من (بطونهم)، عفواً من بطانتهم ومعاونيهم وجنودهم, والتي تسيّل الدموع والدماء, وتزيد سيل المتظاهرين.

تأكيد أن (الزحف والصمود والغضب) هي من اختصاص الحكام، وأما الرحيل فهو شأن يخص الشعوب, فأيما شعب يريد أن يرحل فليرحل .. يحكى أن الرئيس المخلوع (حسني مبارك) قبل إجباره على التنحي طُلب منه أن يقول كلمة وداع للشعب المصري فقال متسائلاً: (هو الشعب المصري رايح فين؟).

وبعد إصدار هذه الفتاوى واعتمادها يتم إلغاء مجمعي اللغة والفقه لأنهما يحتويان على مادة (جَمَعَ) وينشأ مكانهما (مطرح اللغة العربية) و(مطرح الفقه الإسلامي)!!..

إن الرؤساء العرب الذين ما زالوا فوق الشجرة, تصيبهم الكوابيس في الليلة السابقة ليوم الجمعة , بعد يوم من العناء في التخطيط والتدبير ليحكم أحدهم أسبوعاً آخر، بمعنى أنهم بعد أن كانوا رؤساء مدى الحياة, ويعدون أولادهم لكسر أنوف أولادنا، أصبحوا يعملون لدينا كرؤساء (بالمسابعة)

لقد أصبح أسوء شيء بالنسبة لهم أن الجمعة تأتي كل أسبوع, وأسوأ من ذلك أن الشهر الذي يبدأ بالجمعة تكون فيه خمس جمع, والأسوأ من ذلك كله أن يأتي زمان تكون في الأسبوع جمعتان!!


في الجمعة 29 يوليو-تموز 2011 02:19:08 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=11165