في تغريبة الجعاشن...
كاتب/مهدي الهجر
كاتب/مهدي الهجر

يبدو أننا نسير في اتجاه معاكس في كل شيء ،وانه قد أصبح تقليدا اجتماعيا رسميا في حياتنا العامة .

فخامة رئيس الجمهورية يوجه بتخفيض وضبط الأسعار فتشتعل بنا.

النشطاء والمنظمات الإنسانية والحقوقية الأخرى يستنكرون جميعا ويتضامنون بشان أنيسة في صورة اعتقدنا معها أنها ستحجز كل عابث ومتهور إزاء أعراض وحقوق الغير ،وأن تلك الوقفة التضامنية مع أنيسة والتي صرخنا معها بصياح يملأ الأشداق ،ويصج الأذان ستكون بمثابة الردع القاطع والأخير ،ناهيك أن منظمات إنسانية ودولية كانت شاهدة ..

فإذا بالرد السريع والخبر العاجل يبعثه من هناك الفاشق في صدمة أكبر ووجع أخزى ،وفي نموذج آخر لأبي غريب .

سمعنا وأسمعنا ،وتناجينا وصحنا بقهر وغضب ،أجهش الحر منا وبكت الحرة ،وسمعنا آخرا يقول (فستعلمون ما أقول لكم ) وثالث يكرر اللهم هل بلغت اللهم فاشهد ،وكلها استغاثات بصيغة المظلوم وبلسان الناصح المشفق للوالي والقاضي وللجهة ،وللفئة من أن عواقب الظلم في الفعل أو السكوت وخيمة ،وأن النتيجة الحتمية لو مر (فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا ) (وان ربك لبا لمرصاد ).

وأما المجموع فقد أدركته الصيحة ،بأنا جميعا على سفينة ،تحكمنا ضوابط وقيود ،وتلزمنا النصرة ،ولا نقبل في مركبتنا السلبي واللا مبالي ،بحيث يجب تحريكه وعليه الحركة لمنع أي عابث يهم بإحداث خرق في حيزه ،أو في أي جزء آخر من السفينة ،لأنا إن لم نأخذ على يديه غرقت وغرقنا جميعا .

(واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة )

وأما ذك الذي فر من نفسه ،وسحب منا ضميره ،وألقى بها من على كاهله ،ولم يكتف بل صار يقنع من حوله على أنها ليست حقائق بعدما استشفها ،وأنها ليست سوى مكايدات تفتعلها جهات ،وان كانت فهي فرص تقتنصها تلك لتسوي بها أو تقتص لمواقف سياسية ،فلا يلزم والحال كذلك إلا مع الظالم وعلى المظلوم .

فهذا الذي مع الظالم ظلم وعلى الأعراض غطى وساعد أو حتى سكت عليه أن يعلم أن يد القدر ستقتص منه ذات يوم ..

وجاءتنا من الجعاشن أم الفواجع فأنستنا ما سبق لها من أخوات ،بعد ما قلنا لا بعد الفاشق فاشق آخر ،وأن تلك الصرخات والنداءات وحملات التضامن والتي ما زالت تترى ستحول دون وقوع ما هو أشبه ،فان كانت فبمنسوبها الطبيعي التي تعارفت عليه المجتمعات ..

القصة في الموضوع و الحجم والأشخاص أشبه بمتوالية هندسية ، وفيها كان هذا يتضامن مع ذك .

وبيننا وبينهم كا المبكيات المضحكات ..

نحن البسطاء نستقوي ببعضنا فنتضامن مع مقهور هتكه حقه متنفذ ،فإذا بهذا الأخير يؤازره مثله فيفجعنا بافتراس آخر أو آخرين لكن بصورة تليق بحجمه ووزنه ..

- تضامنا مع الحامدي فتضامنوا علينا بأنيسة فأنستنا هذه تلك لكنهم ما نسونا .

- ثم تضامنا مع أنيسة فتضامنوا علينا بابي غريب الفاشق .

- فعجلنا في اصطفاف على أبي غريب تهامة نبكي ونستغيث ونناشد..فرد ملك الجعاشن علينا متضامنا مع أخيه الفاشق بتهجيير أبناء عزلة رعاش (عدد 400 أطفال ونساء وشيوخ ورجال )حتى أن احدهم أطلق على هذه العملية مسمى مرج الجعاشن في تذكير ومشابهة لمرج الزهور ..

قالوا عنها بمثابة أزمة ونكبة حلت على أبناء الجعاشن ،حيث أنهم في العراء والصقيع ،يحتاجون إلى نجدة عاجلة من الطعام والخيام والبطانيات والعلاج وكل ما هو معروف في مواجهة هكذا أزمات .

وقالوا إنما نقم المنصور منهم إلا أنهم قالوا بدستور وقانون ودولة وبمواطنة حقوق وواجبات فدفعوا زكوات أموالهم للجهات الرسمية أي للدولة ،فلما بلغ المنصور ذلك احمر منه الحد ق واستشاط غضبا وجهز عليهم حملة بقيادة ابرز قواده ليجتثهم من على الأرض ويطردهم من الديار ..

هذه العملية تزامنت مع عملية الحوثي في إجلائه ليهود صعدة ،لكنهم أي يهود صعدة وجد وا لهم أحد كرام شيوخ العرب فاستضافهم في الفنادق وأغدق عليهم من الخير والكرم ما يليق بمثله ثم إن الدولة تبنت أمرهم بعدما أفزعها عويل وشجب وتهديد الجهات الخارجية ..

اما الجعشني فلا بواكي له ولا احد يرثيه أو يذكر حاله ..

المهم من تضامن إلى تضامن ومن قصة إلى مأساة ،ولا يعلم بخاتمة المشهد لهذا المسلسل إلا الله وحده..

ويبقى أصحاب الأقلام الشريفة هم القربان ......قلبي عليهم .

لا يعلم إلا الله كم في أجندة الفاشق منهم ومن بعده المنصور ومن قبلهم ....الخ.

ختاما إن تصاعدا لمنحنى الظلم الاجتماعي والرسمي يوشك بدمار يقترب يهد هد الجميع ،سنة الله في الأشخاص والمجتمعات والدول تعمل ولا تتبدل ولا تتحول ،متى امتلأ الإناء وفاض تبدت .

لم تسقط الدول والحضارات السابقة إلا بعد ما أكل الظلم في دواخلها واعتلى الظالم وصاح المظلوم ،فحقت كلمة ربك ..

أخشى أن تكون الحوثية التي لا يؤبه لها اليوم بمثابة الخازوق أو الشعرة التي تقصم ظهر البعير في ظل بيئة شبه مهيئة .

اللهم أحفظ لنا يمننا وأصلح حكامنا وألف بين قلوبنا

alhager@gawab.com


في الأحد 04 فبراير-شباط 2007 08:03:11 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=1104