لذمتك يا مشترك
كامل المعمري
كامل المعمري
كادت أن تشرق بل وقد لمعت لكنها الآن تفقد بريقها.. إنها ثورة الشباب التي ارادت ان تظهر جمالها بدخولها الى القصور الملكية لتقع في شرك المغازلة ولا نعلم حتى الان بأي قصر حلت وبأي سفارة مرت. المهم انها تمارس الغواية مع عشاق يبدون في ظاهرهم المودة والوفاء وفي باطنهم فصول من التاريخ الملطخ بالدماء والغدر والخيانة.

مع بداية انطلاق شرارة الثورة الشبابية السلمية, استطاع النظام بسياسته الاعلامية الذكية ان يدخل الثورة والثوار في مرحلة من التعسر بل وتخديرها بفولتارين من نوع خاص.

اكثر من مرة بل وفي كل مرة كان النظام ومازال يسوغ لمسألة الحوار والدعوة الى التسوية السياسية كل ذلك مع اللقاء المشترك المعارض , هكذا جعل النظام من اللقاء المشترك المعارض مسار للحديث في مختلف وسائل الاعلام المحلية والعربية والعالمية , ليصنع منهم الواجهة الاولى المعبرة عن تطلعات الشعب الثائر وحصر كل المشكلات باللقاء المشترك.

بعد ان نجح النظام في خطاباته الاعلامية في وضع اللقاء المشترك حديث الراي العام بدات المبادرات والوساطات تتوالى, بل وكان اللقاء المشترك سباقا لوضع المبادرات ولعل المبادرة التي قدمت من قبلها والتي تضمت " نقل السلطة بطرق سلسة حتى نهاية 2011 والتي كانت ايجابية بالنسبة للنظام لكي يناور.

اذن دخول المعارضة في الحوارات السياسية والمبادرات كان بمثابة صفعة كبيرة لها وللثورة لأن النظام نجح في تسويغها امام الراي العام العالمي ما وضعها في مأزق كبير وهو الامر الذي وصلت اليه اليوم ,الامر الاخر ان قيادات المعارضة برزت على وسائل الاعلام منذ الوهلة الاولى لانطلاق شرارة للثورة ليقولوا تصريحات لا ترقى الى المسؤلية العامة التي تعبر عن ارادة الثورة والثوار وبدلا من ان يقدموا شباب الثورة قدموا انفسهم.

 بل إن البعض منهم يصرح بكلام او لكنه تحدي لا تعبر عن اخلاقيات الثورة بقدر ما توحي بأن ثمة خلافات شخصية ,مع احترامي لبعض القيادات المعارضة التي تعي ما تقول.

المهم ان اللقاء المشترك وقع في مصيدة المفاوضات بعد ان صنع من نفسه الطوطم الاكبر.. انني لا الغي الدور السياسي الذي ناورت به احزاب اللقاء المشترك مع النظام قبل اندلاع الثورة.. ولكن ماحدث من قبلها الان كان دون قصد, وكانوا يؤمنون بكلمة "ربما" وكفروا عن كل سيئات النظام الذي لعب بهم "لعبة الغماية", كما انهم خلعوا التاريخ من سياستهم امام المبادرة الخليجية.. الكلام هنا واضح ولا يحتاج الى تاويل.

بعد ان استنفد النظام كل ما لديه من حيل جاء الدور لاصحاب الخير "القرين أو شبح النظام" الذين لعبوا لعبتهم وباستهتار واضح واستفزاز لمشاعر وارادة شعب, اصبح صالح هو الطفل المدلل من حقه ان يرفض متى شاء ويقبل متى شاء, أما المعارضة فقد تجاوزت مرحلة الطفولة وتدرك تماما معنى حقوق الطفل كما ان الطائرة التي استمرت في الذهاب والاياب مرات عده لم تفلح في اقناع الطفل صالح لكنها ستعود مرة اخرى لنفس السيناريو.

يا لها من مهزلة كبيرة بحق الشعب اليمني الذي وقع ضحية بين طرف يسعى بالخير ليزرع بذرة شر وطرف كان على نياته "المعارضة". إذًا دعونا نتجاوز كل هذه الأخطاء التي وقع فيها اللقاء المشترك, ولكن هناك اخطاء واضحة وجلية للعيان ,كان من المفترض ان تدرك المعارضة من معادلة الرفض والقبول التي كان يتعاطى بها النظام مع المبادرة الخليجية هذه اللعبه وتعلن تجميد دورها السياسي مع النظام حتى اشعار اخر.

عندما كان صالح يتلاعب بخصوص المبادرة الخليجية كانت فرصة للمعارضة ان تتخلى عن دورها السياسي المتمثل في الحوار مع النظام وطرحت العديد من المقترحات والافكار من قبل اكاديمين ومفكرين وشباب لكن لم تجد لها اذان صاغية بسبب ان هناك احزاب تحاول فرض الوصاية على ثورة الشباب.

إذًا الواقع اثبت ان من يقودون الثورة لم يعد لهم أي قرار كونهم يمثلون حزب.. وان اللقاء المشترك في موقف محرج هو الاخر لايمتلك أي قرار والدليل في تصريحات المنسقية العليا التي هددت بتشكيل مجلس انتقالي في حال رفض هادي ذلك خلال 24 ساعة .. كذلك اللقاء المشترك الذي هدد في اكثر من مرة بتشكيل مجلس انتقالي.

إذًا من يصنع الحدث؟ لا ندري؛ ربما الخارج في اعتقادي.. اين بريق الثورة؟ لا ندري.. من يتحمل هذا؟ لذمتك يا مشترك.

من الطبيعي ان تحدث مثل هذه العثرات والأخطاء والفرص التي لم تستغل في مسار الثورة, لكن الأهم أن نستفيد من كل هذه الاخطاء ونعي متطلبات المرحلة القادمة. واعتقد برأيي أن أول مسار لإعادة ترتيب الصف هو أن تعلن اللجنة التنظيمية لشباب الثورة او المنسقية العليا بعد اعادة النظر في هيكلها, أن تعلن اللقاء المشترك مجلس استشاري للثورة لا يحق له أن يمارس أي نشاط سياسي مع أي طرف كان في هذه المرحلة التي تتطلب حسم ثوري؛ لأن الثورة لا تعترف بالحوار السياسي أو الوصاية الخارجية حتى يكون الشباب هم الواجهة الحقيقة لثورتهم التي لا تقبل أي مفاوضات أخرى غير الحسم الثوري.

mamarikr@gmail.com


في الأربعاء 13 يوليو-تموز 2011 11:56:29 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=11002