تعز... ثكلى البشير
ضياء غيلان
ضياء غيلان

((وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (*) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ))

لم نخفي بكائنا ، أو نمسح أعيننا ! ، أو ننفض غبارنا !

وقد أهلكنا مغيب النهار..

واستوحشتنا ليالي هجر قاحلة ...

بلا ملامح

بشير الخير ....

بشاشة وجهك ،

جهر صوتك،

دهاء فكرك،

كرم عطائك،

لم قد يغيب؟

 

جوفنا أُهلكه الضمأ ، 

حين جف نبعك المدرار

أقمارنا باهتة ،

فلا نجم بعد اليوم يمدها بالنور

أرضنا برد قارس ،

فلا دفء من شمس الضحى يحن عليها

شبابنا ضعف وهرم ،

غاب ملهمه

 

عرفناك ...

تخلص النيات .. حين نافق الملأ ، وأظهر ضد الخفاء

وتصلح العباد .. حين طغى كلهم ، على بعضهم

وتلعن الحياد .. حين طرف مظلوم ، والآخر ظالم

ووجدناك ...

أينما كان الحق وأهل المظالم

أحبنناك ...

لكن الله أحبك أكثر

فقربناك...

لكن جوار الله كان لك أقرب

تركت الأولى لأهلها

ورحت تشتمّ عبق الأخرى الفواح من ساحات الحرية

بل .. ما أسميناها ساحات الحرية و مسماها ساحات أعظم الجهاد

(( كلمة حق في وجه سلطان جائر ))

ليتني معك يوم فوزك بسهم الغادرين ، فأظنّ دعائي من أهلكَهم في عقر دارهم

وليتني أحد الجاهلين ، فأظن القمر لم يخسف ليلة إختيارك أبدية الحياة إلا فاقدا شمسك

ألا ليتني شهدت زفافك .. فرأيت السماء تبكي فراقك

هل كانت السماء تبكي إلا دموعك؟

تندب أن لك نفسا واحدة؟ وشهادةً واحدة؟

وهل كانت تبكي إلا على أمانينا التى لم تدرك أن الجهاد هو حياة نعيشها ..
 لا لحظة نتمناها

بشير الفردوس..

لم يكن السهم ليخطئك

وكيف يخطؤك ؟..وأنت خير أهلك ، وخير مدينتك , وخير بلدك

كيف يخطؤك ... وهو اختيارك

بشير السماء ...

بشرتنا بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين

بشراك ...

نيل مرامك .. وأقصى مناك

(( معاذ الله يمنع ريم البشر .. فاحمد رحمة ربك يا عمر ))

رحمك الله يا بشير الجنان ...

وقسما بالله ، وعهدا لك

أن دموعنا على فراقك اليوم هي السم الذي نسومه قاتليك

وأن الرصاصة الجبانة في رأسك ... نطلقها غدا شجاعة تقتل حقدهم

هي سنة الحياة .. وتشريع الثورات

يُقتَل من تقبل قربانه ، ويعيش باسط يده وقاتل أخيه

ألجمتم البشير المنجي ... فأبشروا بالنذير المهلك

نقمتنا بفسادكم .. إصلاح

غدرنا بكم .. إصلاح

غلنا في نحوركم .. إصلاح

رحمكم الله يا شهداءنا

أعدتم مجد أسلافنا

فوفاءا لكم يا أبرار ..

إنا على دربكم سائرون

وقسما ..

لن تكونوا ماضيا مجيدا فحسب ..

بل ومستقبلا موجها ومشرقا

فنعم الطريق طريقٌ سلكتموه ، ونعم المآل مآلٌ وصلتموه

هنيئا لكم الفردوس..

هنيئا لكم صحبة الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين

هنيئا لسبعين تشفعون لهم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم

صبرا أهل الشهداء في الدنيا...

وهنيئا لكم الآخرة

تعز .... يا ثورة معتصم

لبيك قاهرة العـــــــــداء *** لبيك روحي ومغرمــــي

عهدا حوض الشرفــــاء *** قسما لدموع اليــتّــــم ِ

إن أنت أجهشت البكاء *** أوقدتهم نار جهنـــــــم ِ

إن أنت أسررت العنـــاء *** أطعمتهم مر العلقــــم ِ

إن أنت أشررت النـــداء *** أشعلت ثورة المعتصم ِ

لبيك أرض الشهــــــداء *** لبيك مكرمتي دمــــــي


في الخميس 23 يونيو-حزيران 2011 04:12:25 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=10779