أحداث .. وأسئلة .. وعناوين اخرى :
توفيق سعد القدمي
توفيق سعد القدمي

ائتلاف الشر :

منذ ثلاثة عقود لم يتخذ من عناصر الخير والوطنية والنزاهة والخبرة والكفاءة ادوات للبناء ، لوطن يحلم الجميع بأن تسوده قيم المحبة ويسكنه يقينا فضاء الأمن والأمان . بل اعتمد على العناصر السيئة التي لا تجمعها ولا تؤلف بين قلوبها سوى الاطماع والمساوئ والنهب لكل شيء ..كل شيء ! فكان من ثمار هذا الائتلاف العبثي الفاسد ان قال قبل الانتخابات في العام 2006م : لا اريد ان ابقى مظلة للفاسدين . ثم كرر بعبارة اوضح : لن اقبل ان اكون سيارة اجرة او تاكسي لنقل الحرامية وناهبي خيرات الوطن ، وبعد الانتخابات قال : لو فاز المرشح الآخر لكنتم جميعا امام المحاكم والقضاء ! لتتسارع الاحداث وتتمكن حاشية السوء من تصعيد النماذج الهزيلة الاكثر قبحا والتي كان لها فعل التدمير الشامل للحياة !! فتعطل العمل بمقتضيات الدستور والقوانين وضاع الامن وغابت العدالة وتمزقت وحدة الوطن واشتعلت الحروب والفتن وانتهكت الحريات واغتصبت الحقوق ، وبسرعة البرق انهار التعليم والاقتصاد والصحة وتوقفت عجلة التنمية واستفحل الفقر والجوع واستمات الكثير من اجل السفر والهجرة بحثا عن مخرج وان مظن ...حتى جاء التضارب والاقتتال بين الاخوة الاعداء (أبناء ائتلاف الشر) لتتحول اليمن الى فوهة بركان مدمر، ولتتحاور الاسلحة بلغتها المقيتة . ومع لعلعة الرصاص التي لم تقتل وتدمر وتشرد الضعفاء من الشعب فحسب بل ووصل غدرها الى داخل مسجد النهدين حيث تواجد رأس النظام واركان حكمه .

وبعد : ...... أليس من الحكمة والعدل مراجعة النفس واعادة النظر من زاوية مختلفة هذه المرة ؟ من زاوية ان من حق الشعب أن يحيا ... وان من حقه ان يعيش ؟

  • دون أقنعة :

للمرة الثانية يثبت الحزب الحاكم قدرته على التحول الفوري والعاجل الى نظام العصابات الغوغائية !! ، فخلال اقل من شهر يقوم بتنفيذ عمليتين سخيفتين من عمليات البلطجة الرسمية ، الاولى : حين اوكل لغوغائيته مهمة قطع الطرق ومحاصرة وسطاء واعضاء المبادرة الخليجية وسفراء الدول . والثانية حين اوعز لمناصريه اطلاق ملايين الرصاصات جوا لخلق حالة من الرعب والخوف بحجة الفرح والابتهاج بنجاح وسلامة الرئيس ، مع ان الاحتفال كان ممكنا بإطلاق الالعاب النارية بنفس الكثافة وأكثر بكثير ... وبأقل كلفة من قيمة الرصاص الحي !! .

  • قراءة :

اطلاق النار العبثي الاهوج الذي شهدته معظم مدن الجمهورية قبل منتصف ليل الخميس 9/6/2011م والذي أحدث الموت والاصابات للعشرات حمل رسائل عدة : حمل تهديدا للغالبية الصامتة التي لم تعمل على التأثير على الحاكم لإجراء أي اصلاحات ملموسة ، ولم تدعم شباب الثورة . . مفادها احمدوه واشكروه لأن الآتي أكثر سوءا !

وحمل تخويفا للثوار ومناصريهم .. اذ قصد اعلامهم بأن هذا ليس سوى نموذجا عمليا للوجه الثاني لليمن اذا ما قدر الله واندلعت الحرب الاهلية ؟

وحمل رسالة اخرى لبلدان العالم مفادها اننا شعب مسلح وان هذه الفوضى اللا أخلاقية الحاصلة (صومالنا غير) ستكون السبب الدائم لإقلاق أمن وسكينة وراحة ابناء دول الجوار والعالم ...في حال وقوف حكوماتها مع مطالب الشعب في التغيير .

  • مؤشرات لهواة الحساب :

ارقام ومؤشرات ليلة الرعب : ربع الرصاصات المنطلقة في السماء صدرت عن ضباط وافراد القوات المسلحة والامن ، والربع الثاني من اسلحة الدولة الموزعة مؤخرا على البلاطجة (القتلة المأجورين) ، والربع الثالث من رصاص المؤتمريين الذين حصلوا على السلاح كمنح مجانية استعداد للذود عن كراسي السلطة !!! ، اما الربع الاخير من الرصاصات التي عانقت السماء فمن المواطنين المحبين للرئيس الرافضين لهمجية الشيوخ القتلة وثقافة قطاع الطرق .... تبا لكم ... بعد ان دمرتم الارض فسادا تواريتم .. وعدتم لتمطرون السماء رصاصا !!

  • فلسفة :

اذا كان ما حدث من اطلاق لملايين الرصاصات من مختلف انواع الاسلحة ناتجا عن حالة من التفكير الايجابي العميق والناضج ... ناتجا عن تدبير عقلاني حكيم حول كيفية التخلص من كمية الرصاص التي وزعت عبثا على القتلة والمتهورين لتوجيهها الى صدور ابناء الوطن لإثبات ان الوضع السابق كان ارحم وافضل في حال حدوث التغيير ؟؟ اذا كانت هذه العملية ناشئة عن حالة توبة وانابة ومراجعة للنفس بهدف استنفاذ وافراغ الكميات الهائلة من الرصاص الذي سبق صرفه عبثا ؟؟ اذا كان الامر كذلك فنعم والف الف نعم لحرق وشوي كبد السماء بدلا عن توجيهها الى صدور الابرياء المسحوقين بطاحونة الفساد !

• القهر... باء !! 

بعد ان سافر الرئيس للعلاج مع عدد من اركان حكمه عادت الحياة نسبيا لشبكة الكهرباء ، وصرنا افضل حالا بنسبة تحسن تجاوزت ال75% ، مقارنة بالوضع التعيس للشبكة قبل خمسة اشهر ، فعبر الناس عن مكنونات انفسهم (لمزا وغمزا) ما جعل البعض يتبرع ويقترح اعادة الوضع الى ما كان عليه ..مع منح البلاطجة حق الاحتفاظ بمزايا التطوير ! فصار الوضع اكثر قبحا ولؤما وخسة !.. ففيما مضى كانت الكهرباء تنقطع بواقع ست الى سبع ساعات فتعود لمدة ساعة ونصف الى ساعتين . اما بعد التطوير والتحديث على ايادي البلاطجة فقد صارت تغيب لتسع او عشر ساعات لتعود لمدة ثلاثين الى خمسة واربعين دقيقة فقط ! مع ان فضائحيتنا اللعينة (تلفزيون اليمن) ترجع السبب في كلتا الحالتين (قبل السفر وبعده) الى قيام مخربين بالاعتداء على خطوط شبكة محطة مارب !! سبحان الله .. حتى المحطة صارت تتفاعل سلبا وفقا لرغبات البلاطجة !!

• هل يقصدون ؟:

كلما ظهروا وقعت الانتكاسات: اعلن احدهم تطهره فانشقت عنه معظم قبائله ، الاخر هدد بالدخول الى غرف النوم فانسحب جزء كبير من الشباب من ساحات التغيير ! ثالث توجه وبندقيته تقطر دما وقال : جئت اليكم لأقول : قد اوقفنا القتال نزولا عند رغبة لجنة الوساطة ! وان عادوا عدنا ! فهتف البعض (لشيخ الثورة! ) فتناقص تلقائيا عدد الشباب من الساحات . ومجددا يعلن احدهم انه سيعمل المستحيل لمنع عودة الرئيس من رحلته العلاجية فيندفع الكثير من باب ردة الفعل لمناصرة الرئيس بعد ان كان قد تراجع عن مناصرته في وقت سابق .

• صرخة :

كفاكم قبحا ارفعوا جندكم يا هؤلاء ... بعد استحداث العشرات من نقاط التفتيش اضيف لمعاناتنا نحن سكان امانة العاصمة معاناة اخرى جديدة تمثلت في قيام جنود وضباط تلك النقاط المستحدثة بابتزاز الناس وعرقلة حركتهم والوقوف حجر عثرة امام البعض حتى يتنزعون منهم مبالغ مالية مقابل السماح لهم بالمرور والعودة لمساكنهم !! .


في السبت 11 يونيو-حزيران 2011 06:29:06 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=10595